بأقلامنا

في ميلاد السيد المسيح عليه السلام بقلم المهندس صدر داوود

في ميلاد السيد المسيح عليه السلام

في ميلاد السيد المسيح، كلمة الله المتجسّدة محبةً وعدلاً وسلاماً، نتوقف أمام معنى الإنسان حين يسمو فوق الطائفية، وأمام الوطن حين يُبنى على الشراكة لا على الغلبة، وعلى الإيمان حين يتحوّل رسالة خلاص لكل البشر.

لقد علّمنا الإمام السيد موسى الصدر أن السيد المسيح لم يكن حدثاً في التاريخ، بل موقفاً دائماً في وجه الظلم، وصوتاً حيّاً للفقراء والمهمّشين، وأن الميلاد الحقيقي هو ولادة العدالة في القلوب، وقيام الإنسان من أنانيته نحو أخيه الإنسان.

في لبنان، هذا الوطن الذي أراده الإمام الصدر وطن الرسالة، لا وطن الصراعات، يكتسب ميلاد المسيح معنى أعمق. هو ميلاد العيش الواحد، حيث لا يُسأل الإنسان عن طائفته بل عن إنسانيته، ولا تُقاس القيم بعددها بل بصدقها. وكما رأى الإمام الصدر في المسيحية شريكاً أصيلاً في صنع لبنان، رأى في المسيح رمزاً للسلام الذي لا يساوم، وللمحبة التي لا تُجزّأ.

إن ميلاد المسيح اليوم دعوة متجددة، كما كان الإمام الصدر يدعو دائماً، إلى أن يكون الدين في خدمة الإنسان، وأن تكون الأديان جسوراً لا متاريس، وأن يتحوّل الاختلاف إلى غنى، لا إلى سبب للفرقة والاقتتال.

في هذا العيد، نُجدّد الإيمان بلبنان الذي حلم به الإمام الصدر: لبنان العدالة الاجتماعية، وكرامة الإنسان، لبنان وطن نهائي لجميع بنيه . لبنان الذي يولد فيه السيد المسيح كل يوم حين ننتصر للمظلوم، ونحمي الضعيف، ونفتح قلوبنا لبعضنا البعض. في هذا اليوم المجيد نؤكد بأننا سنبقى كما ارادنا الامام السيد موسى الصدر ندافع عن وحدة لبنان ونبقى مع فلسطين مهد السيد المسيح بقيادة حامل الامانة وحارس الوحدة الوطنية دولة الرئيس نبيه بري

ميلاد مجيد،
وليكن المسيح فينا سلاماً،
وفي لبنان خلاصاً ورجاء.

صدر داوود
صور في 24/12/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى