تحقيقات

الكاتب  الدكتور عماد سعيد في حوار شامل مع الاهرام المصرية

حاوره رئيس القسم الثقافي في موقع الاهرام الالكتروني الشاعر شريف الشافعي
: جواب رقم واحد : لقد أخذت جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية على عاتقها منذ التأسيس ان تسهم قدر امكانياتها المادية والمعنوية وقوة عناصرها وطاقاتها الابداعية على القيام بمنظومة ثقافية تصل ثقافة المناطق والارياف بالعاصمة بيروت ومن بعد بالعالم العربي ايمانا” منها بتعزيز دور المثقف والانسان الذي يعي معنى حريته وسلوكه الوطني والانساني . جواب رقم 2:
ان لجمعية هلا صور وشخصي أيضا” وكافة الاعضاء دور متكامل في الشغل على وحدة الطوائف والمذاهب في لبنان المنوع من حيث الاساس في صيغة عيش مشترك حيث يوجد في لبنان 18 طائفة ومذهب يحمكهم رغبة كبيره في العيش المشترك وبناء الوطن المنوع المتعدد المشارب والافكار لكنه يحتكم الى دستور وقانون وميثاق وطني ومن هنا ان لهلا صور دور بارز في الحفاظ على هذا النظام المتكامل والفريد من نوعه.
جواب رقم 3
: ان مقولة ان مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ قد تغيرت على مستوى السطح لكنها في العمق ما زالت تحافظ على تاريخها وحيويتها وهناك رغبة صادقة لدى هلا صور في الاضاءة على هذا التوجه: ان مصر تبقى عاصمة للحضارة العربية وهذا ما اؤمن به وله مستنداته التاريخية الا ان لبنان بعد الحرب تعرض لهزة أمنية أثرت بشكل سلبي على طباعة الكتب كما ان العراق الذي يسبح في بحر من الدم قد تغير واقعه مع المطالعة بينما تستمر الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال الاجتماعي في انقلاب الصورة وتغيير هذه المعادلة التي كانت تشكل خزان المعلومة والكتاب والمجلة والصحيفة والتواصل الثقافي وخاصة في مطلع الستينيات من القرن الماضي في لبنان واني آمل ان تعود لكن التاريخ غالبا” ما لا يعود الى الوراء…
جواب رقم 5
الصحافة الثقافية في لبنان مرت في حالة ممتازة في زمن مجلة شعر والاداب وفكر والفكر المعاصر وكتابات معاصرة ودراسات عربية وغيرها من صفحات الثقافة في الصحف والمجلات الدورية والشهرية والاسبوعية لكنها تراجعت واصيبت بنكسة وسقطت الى حد كبير في باب النقد الذاتي الاستهلاكي وبعدت كثيرا” عن النقد الموضوعي
.. جواب رقم 5
اني احترم واقدر بشكل كبير امين عام جامعة الدول العربية السابق الدكتور عمرو موسى ولي معه ذكريات حيث استمعت اليه في زيارته للبنان وفي محاضرات ولقاءات حيث ظهرت عنده ملامح شخصية دبلوماسية عميقة حكيمة تتصف بموسوعة عالمية على مستوى الفكر السياسي وأهم ما يميزه هو سعة الافق السياسي وعروبته وقوميته الصادقة ومحبته للبنان والدول العربية وايمانه بالسوق العربية المشتركة والامن القومي العربي والصداقة بين الشعوب ان حلم الدكتور عمرو موسى بالتواصل بين العرب حلم كل العرب في العالم اني اتمنى ان تتحقق آمال الدكتور عمرو موسى. .ان تجربتي كسفير للنوايا الحسنة تزيد من ايماني ببلدي لبنان والوطن العربي وجمهورية مصر العربية حارسة القيم والمبادىء الانسانية في عالمنا العربي العريق في الحضارة والفكر والابداع
… جواب رقم 6 رغم ملاحظاتي على حرية الرأي في العالم العربي وشروطها وطرق حمايتها وشرعنتها ، الا ان لبنان يعتبر من البلدان العربية التي تؤمن بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية ، وقد صدق الرئيس نبيه بري حين قال: انا مع الصحافة ظالمة او مظلومة. .أ ود الاشارة هنا الى اني ضد النقد الهدام وضد توجيه الملاحظات على الدول والانظمة من خلال وسائل الاعلام ان الطريقة الصحيحة هي ان تسمع الدوائر السياسية صوت الكاتب والصحافة الحرة وتأخذ بالنقد الموضوعي من خلال جلسات مصارحة تتم بالتراضي بين الكاتب والسلطة
… جواب رقم 7 نعم يوجد رقابة على الكتاب لكن بشكل معقول نحن نتكيف مع الرقابة ونكتب في اطار لا يزعج المسؤول لكن هناك صداقة ومحبة بين الجميع لما فيها دوام حرية التعبير ونظافة توجهه في اطار البيت الوطني الواحد الموحد والمحصن بالوحدة الوطنية ومصلحة الوطن
جواب رقم 8 مقولة الناقد التركي محمد حقي صوتشين فيها الكثير من الصحة لكن المطلوب هو النفاش والحوار مع السلطة التي هي في الظاهر والباطن شريحة من شرائح المجتمع وليست من كوكب آخر ونحن في هلا صور نؤمن بالحوار مع السلطة لانتاج اعلام حر وكتابة مسؤولة
جواب رقم 9 ما سمي بالثورات العربية والربيع العربي يحتاج الى الكثير من الجدل والنقاش ، نحسب ان الفوضى التي حصلت في العالم العربي تركت آثارها السلبية على الواقع الامني والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والفكري وعليه : ان ما حصل انتج تخريبا” واضحا” في ميادين عدة ..لم تعطى الثقافة اي تقدم ايجابي للثورة كما ان الثورات بدلت مفاهيم ثقافية عدة لقد فككت العالم العربي في اطار بنيانه السياسي والوحدوي وشرذمته بشكل صاعق يبعث على اليأس والهزيمة والاحباط…
جواب رقم 10
كانت الكلمة وما زالت موضع رهاننا على التغيير في كافة الدول العربية هي امانة الكلمة عظمت ولم تضمحل . .اننا نراهن على عودة دور الكلمة ونشاط المثقفين والنخبة في المجتمع المستقبلي لما بعد الزلزال السياسي والامني الذي يجتاح الدول والمؤسسات في هذه الايام العصيبة … جواب رقم 11
الاسلام السياسي او سياسة الاسلام مقولة تحتاج للجدل والمراجعة تكاد تكون الامور على شكل أحاجي.: .نحن مع الايمان والاخلاق والقيم الدينية لكننا نؤمن بحرية الاديان ووسائل التعبير وعدم ادخال الدين في السياسة.. .ان الاسلام الحقيقي يزيد من فرص الحواروالحداثة على عكس ((الاسلام المتزمت )) والمتطرف وما سمي بالارهاب او الاصولية . ..كلنا نؤمن بالله ورسله وتعاليمه لكن المطلوب أن لا يكون الدين موضع خلاف بين البشر بل موضع لقاء وتلاقي ومحبة وتعاون من اجل خير الانسانية صحيح انه لا حدود للمثقف وافكاره لكن أيضا” الدين السمح والاسلام المتنور والواقعي المواكب للحضارة هو الذي يجب ان يسمح له بسلوك دروب المعرفة والتطور ، انه لا يتعارض كفكر وعتقد مع رغبة الانسان في ممارسة حقه في الحياة ..وبعد ان دور الازهر الشريف في مصر دور ممتاز في تفسير دور الدين والفكر الاسلامي بصورة لا تتعارض مع الدولة والقانون وحرية كل الاديان بما يخدم جوهر الدين والحياة والحرية وان تجربة مصر تجربة حضارية في هذا المجال ننصح عدد من الدول بقراءة فكر الازهر الذي يجمع ولا يفرق لأنه قمة في الاعتدال بل قمة في الانفتاح والازدهار القيمي والفكري السائد في جوهر الاسلام وشمولية رحمته ومحبته وتسامحه ورقيه الانساني الكبير.
زر الذهاب إلى الأعلى