بأقلامنا

الكاتب السياسي حسن الدر هذه المشاركة منذ 4 أيّام حول جبهة الجنوب:

 

وتعليقا على تدهور الأوضاع على الجبهة اللبنانية، قال الكاتب السياسي حسن الدر في مداخلة مع “يورونيوز”: “كان من الواضح أن الإسرائيلي يريد الذهاب إلى مرحلة جديدة بعد أن أقدم على اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت وكانت هذه أولى خطوات كسر قواعد الاشتباك، وجميع الخطوط الحمراء”.

وأضاف أن “هذا الاغتيال كتب مرحلة جديدة… مرحلة تحدث عنها الأمريكي في وقت سابق، عندما نصح الإسرائيليين بوقف العملية البرية والذهاب إلى المرحلة الثالثة، وهي عبارة عن عمليات أمنية دقيقة، أو عمليات جراحية هدفها الاغتيال من أجل خطف إنجازات، بعد أن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الميدان، وفي القضاء على حماس واستعادة الأسرى أحياء”. وفق تعبير الدر

وتابع قائلا: الأمور تدحرجت بشكل أكبر، بعد اغتيال وسام الطويل.
كما أن التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر فقط على تنفيذ عمليات الاغتيال، بل يتجلى بوضوح في الضربات المتصاعدة والمتكررة التي تستهدف القرى الجنوبية في الفترة الأخيرة، وهذا يعكس التصريحات الأخيرة التي صدرت عن نتنياهو والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والتي تشير إلى احتمالية دخول لبنان في حرب.
وأشار المحلل إلى أن “هذه التطورات تطرح السؤال حول إذا ما كنا ذاهبين إلى حرب مفتوحة”؟ وتابع بقوله إنه “من الواضح أن الجميع يعارض هذا الاحتمال، لأن الحرب المفتوحة تعني أننا سنواجه صراعا طويل الأمد. وباعتراف الإسرائيلي، فهو لن يكون قادرًا على خوض هذه الحرب بدون الدعم الأمريكي. فالإسرائيلي غير قادر على تكرار ما فعله في غزة في لبنان”.
واعتبر الدر أن “انسداد الأفق أمام نتنياهو، سيدفعه لرفع مستوى التوتر على جبهات مختلفة”، منوها إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة حول ضرورة سيطرة تل أبيب على معبر فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، والذي دفع القاهرة إلى تعزيز قدراتها الأمنية في المنطقة.

نحن على حافة الهاوية والخيارات كلها مفتوحة
وأشار الدر إلى أنه “لو كان أي من الطرفين يرغب في الوصول إلى حرب كبرى خلال الأشهر الماضية، فكان هناك أكثر من ذريعة للقيام بذلك”.
وأوضح المتحدث أن “الجانب الإسرائيلي تحدث عن فترة قتالية، ولكن حزب الله قال إن قرار بدء وإنهاء الحرب لن يكون في يد تل أبيب، وفي حال قررت إسرائيل الدخول في الحرب، فإنها قد تستمر لعدة أشهر أو حتى لسنة”.
وأضاف الدر لـ “يورونيوز”، أن “الوضع الميداني في لبنان مقلق جداً ومتوتر إلى حد بعيد، ونحن في الواقع على شفا الهاوية.. وفي أي لحظة قد تنزلق الأمور لتصبح خارجة عن السيطرة. وقد تؤدي أي ضربة خاطئة لا يمكن لأي من الأطراف تقبلها إلى اندلاع الحرب”.
وشدد على أن “حزب الله لن يتسامح مع محاولات إسرائيل لإقامة قواعد جديدة وتكرار سيناريوهات الاغتيال في أي لحظة وفي أي مكان يرغبون فيه”، قائلا “سينتقل الحزب إلى مرحلة جديدة إذا لم يرتدع الطرف الإسرائيلي، وإلى منطق آخر، ولن يسمح له بالسيطرة على المعركة، وأن تكون يده العليا في المعركة الدائرة”.
سباق حقيقي بين التسوية والحرب
وفيما يتعلق بالسبل الدبلوماسية، أوضح الدر أن آموس هوكستاين، مستشار الرئيس الأمريكي، قدم إلى لبنان وهو يحمل أفكارًا متعددة، ولكن بدون أي رؤية واضحة أو مبادرة شاملة.

وعندما تمت مناقشة إمكانية حل هذه الأزمة بدون الاضطرار إلى خوض حرب مفتوحة، أتاه الجواب اللبناني، من خلال الالتزام بالقرار 1701 من كلا الطرفين وهو ما يلزم إسرائيل الانسحاب من B1 “البي وان” وصولا إلى مزارع شبعا، إلا أن الجانب الإسرائيلي غير جاهز لتقديم هذا التنازل في الوقت الحالي، وفقا للدر.
ولفت إلى أنه “من الصحيح أن الجهود الدبلوماسية تلعب دورا حاسما وقويا في إبطاء اتساع النزاع الحالي، ولكن نحن نواجه الآن سباقاً بين تحقيق تسوية سلمية واندلاع حرب كبرى، لأننا أمام حكومة مجنونة، لا يستطيع أحد السيطرة عليها وضبطها وفق تعبيره، عندما يشعر نتنياهو أن الحرب ستنتهي بوقف إطلاق النار، فهذا يعني أنه وحكومته سيتم محاسبتهما، وعندها قد يورط الجميع في هذه الحرب”.
وأنهى الدر مداخلته قائلا “لا أستطيع التأكيد ما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح، ولكن هناك وجود لجهود دبلوماسية أمريكية وأوروبية، وهناك سباق حقيقي بين التسوية والحرب، ومؤشرات الحرب أكبر إلى الآن”.

https://t.me/HasanDorr

زر الذهاب إلى الأعلى