بأقلامنا

المثقف الجنوبي حبيب صادق … كل الوطن قد رحل بقلم //جهاد أيوب

 

المناضل المثقف والنائب السابق حبيب صادق في ذمة الله..
هو واحة وطنية تتفق مع أفكاره أو لا تتفق…
هو مناضل في السياسة التي يفهمها من زاوية وطنية تختلف عن غيره…
هو، وأهم ما يجب أن يقال عنه، هو المثقف النهم، المتابع الجيد، المناقش اللبق، والمحاور المهذب، والمسؤول الإداري بجرأة الوعي لدوره كمثقف يبحث عن وطن…وطن للجميع ويشبه الجميع وفيه الجميع…
عرفته صديقاً رغم مسافة العمر، وفي كل لقاء جمعنا كان يتحدث كرجل كإنسان مجرب، وصاحب خميرة غنية في طرح وحل القضايا…تصادقه، وتناقشه، وتحاوره، وتبقى صديقاً له رغم ارتفاع الصوت، وحسم الموقف، وطيب الكلمة، ومهما كان الخصام مع فكرة تُطرح من المستحيل أن لا تتابع المسيرة معه!
هو من زمن الثقافة الحرة، من أهل القراءة، ومن جيل لا يعرف الأفول، وحبيب صادق مرحلة من الضرورة لكل مثقف أن يتعرف على نضاله.
هو حمل الجنوب في قلبه وفكره وانفاسه، وذات مشاركة تشكيلية لنا في الأونيسكو كتحية للجنوب اللبناني، تجولنا معاً وبحضور التشكيلي الكبير الراحل عبد الحميد بعلبكي قال:” أنا اتنفس الجنوب، واعشق ترابه، وهو منارة لبنان بالقوة والكلمة”…
حبيب صادق كان عاصمة لكل الوطن، وحينما يعلم بوجود منطقة لبنانية ضعيفة يصبح هو تلك المنطقة، لذلك هو وطن، وبرحيله خسرنا مدماكاً في بناء القصر الوطني والفروع الثقافية…سنشتاق إليك دوماً…
هو النائب الذي هرب من سياسة المحاصصة، وهو الناشط السياسي الفاهم لمساحة دوره وانتفاضته، وهو الاديب الكاتب والمفكر الشاعر والناقد، ورئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، حبيب صادق يرحل عنا بعد معاناة مع المرض…هو غمرة شجرة الزيتون والتين والزعتر وشتلة الدخان وسنابل القمح، وبسبب حبه لأرض الوطن اهتم بالتراث، وأشرف على مجموعة من الإصدارات تحت عنوان “تراث عاملي”…
حبيب صادق من مواليد مدينة النبطية عام 1931، انتخب نائباً في البرلمان اللبناني في دورة العام 1992 على لائحة التنمية والتحرير، ولكن ما لبث أن انسحب واستقال.
ألف عشرات الكتب في الأدب والسياسة والشعر، بالإضافة إلى اشتراكه في الكثير من الدراسات التي نظّمها واصدرها “المجلس الثقافي للبنان الجنوبي”، هذا وقد اهتمّ حبيب صادق بجمع التراث الشعري والأدبي العاملي.

زر الذهاب إلى الأعلى