بأقلامنا
رحم الله علي عفريتي فقد عرف سر الحب والاخوة التي لا تعرف الخداع بقلم الدكتور عماد سعيد *

علي عفريتي الاسم الذي ارتبط في قلبي بالبراءة
رمز الطفولة التي غابت مع غيابه يوم امس
..لشدة ما تحمل الاحزان من ضغوطات توقفت سيارة العمر بل قل مسيرة زمن وبصمات من الذاكرة الدامعة وفيها ..
ما اجمل تلك الايام يا صديقي الراحل الشاب النضر ، التي قضينانها معا” في ملعب الطفولة والعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
.هكذا كان يحفر علي محبته في قلبي وفي بيته الذي جمعنا معا” في تناولنا لقمة عيش وتعب ومدرسة وبحث عن قليل من المال ..والترويقة والزعتر وايام العيد واللعب في مدينة تعلم الغريب قبل القريب كيف يكون الكرم وكيف تكون الشجاعة..
خطوات كبيرة وكثيرة ومغامرة سرناها معا” تحمل اسرار حياة من المدرسة الى ساحة البوابة الى الحارة القديمة
زرعنا ايامنا وليالينا فصول الحياة وبحر وتلال رمل .
هو اخ لي ورب أخ لك لم تلده أمك
عشت معه في بيت عائلته لأصبح كأني واحد منهم بعد رحيل والدتي .
هذا الحضن الدافىء تقاسمت معه رغيف الحياة والحب والاطمئنان ..
شعرت كأني في بيتي .
جده ابو سليمان رحمه الله وطيب ثراه من اوائل من كان عنده سيارة في صور يقودها على خط صور قانا ..
آل عفريتي ، أيها الأحبة :
ان ما اصابكم بفقدان زين الشباب علي عفريتي ادمى قلوب كل المحبين في هذه المدينة التي تجيد فن الحب والكرم والشجاعة
هي الوفيةلأبناء الزمن الجميل
ابناء الابيض والاسود والسينما والبحر ومقاعد الدراسة
أبناء الورد والمحبة والاخلاص والشهادة ..
رحم الله علي عفريتي
…سيمر زمن طويل قبل ان نجد من يشبهه او يتشبه به في زمن الانغلاق والانعزال والتوحد والكآبة والفراغ واليباس الأعمى ..
وبعد : ..باسمي واسم (جمعية هلا صور) واسم اصدقاء علي عفريتي: اعلن امكاكم ان البكاء عليه لا يكفي بل ان ما يعزيه ويعزينا : هو ان في صور عائلات فقيرة متوسطة الحال لكنها عزيزة النفس لا تثمن بمال
انها من جيل الكبار الذي يبقى حتى ولو رحل اصحابه
وعلي من زمن الكبار رحل عن وجه الارض لكنه حاضر في القلوب الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ..
الفاتحة لروحه الطاهرة ..
الدكتور عماد سعيد
رئيس جمعية هلا صور الثقافية الاعلامية الاجتماعية )
جنوب لبنان