بأقلامنا

أنفاق حزب الله وقيادته المرنة تصمد أمام الضربات الإسرائيلية القاتلة بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٤

 

بيروت/القدس 25 سبتمبر أيلول (رويترز) – قالت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات حزب الله اللبناني إن سلسلة القيادة المرنة إلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من الصواريخ والأسلحة التي عززتها على مدى العام الماضي تساعدها في الصمود في وجه الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.
لقد ترك الهجوم الإسرائيلي على حزب الله خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك استهداف كبار القادة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية المفخخة ، الجماعة المسلحة الشيعية اللبنانية القوية والحزب السياسي في حالة من الاضطراب.
ولم تقدم المصادر، التي طلبت جميعها عدم ذكر أسمائها بسبب حساسية الأمر، تفاصيل عن الأسلحة أو من أين تم شراؤها.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على طلبات التعليق على هذه القصة.

* وقال أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إنه في حين تعطلت عمليات حزب الله بسبب هجمات الأسبوع الماضي، فإن الهيكل التنظيمي المترابط للمجموعة ساعد في جعلها قوة مرنة للغاية.

هذا هو العدو الأكثر قوة الذي واجهته إسرائيل على الإطلاق في ساحة المعركة، ليس بسبب الأعداد والتكنولوجيا ولكن من حيث القدرة على الصمود.

١- صواريخ قوية: وقد تصاعدت حدة القتال هذا الأسبوع. فقد قتلت إسرائيل أحد كبار قادة حزب الله ، إبراهيم القبيسي، يوم الثلاثاء. ومن جانبه، أظهر حزب الله قدرته على مواصلة العمليات، بإطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل في هجمات أعمق من أي وقت مضى.
قال حزب الله يوم الأربعاء إنه استهدف قاعدة استخبارات إسرائيلية بالقرب من تل أبيب على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب بعد اعتراض صاروخ أرض-أرض واحد بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
ولم تعلن الجماعة بعد ما إذا كانت قد أطلقت أيًا من أقوى صواريخها الموجهة بدقة، مثل صاروخ فاتح 110، وهو صاروخ باليستي إيراني الصنع بمدى يتراوح بين 250 و300 كيلومتر. ووفقًا لورقة بحثية نشرتها عام 2018 مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن صاروخ فاتح 110 التابع لحزب الله يحمل رأسًا حربيًا يزن ما بين 450 و500 كيلوجرام.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير، إن هجمات حزب الله الصاروخية ممكنة لأن سلسلة القيادة ظلت تعمل على الرغم من أن المجموعة عانت من فترة وجيزة من الفوضى بعد تفجير أجهزة الاستدعاء وأجهزة الراديو.
وقالت المصادر الثلاثة إن قدرة حزب الله على التواصل تعتمد على شبكة هاتفية ثابتة مخصصة – وصفتها بأنها بالغة الأهمية لاتصالاتها وتستمر في العمل – بالإضافة إلى أجهزة أخرى.

وكان العديد من مقاتلاتها تحمل نماذج قديمة من أجهزة النداء، على سبيل المثال، والتي لم تتأثر بالهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل. وكانت أغلب الإصابات الناجمة عن انفجار أجهزة النداء في بيروت، بعيدا عن الجبهة.

وكثف حزب الله استخدام أجهزة الاستدعاء بعد أن حظر على مقاتليه استخدام الهواتف المحمولة في ساحة المعركة في فبراير/شباط، ردا على مقتل قادته في الضربات الجوية.

وأضاف المصدر الكبير أنه في حالة انقطاع سلسلة القيادة، يتم تدريب المقاتلين في الخطوط الأمامية على العمل في مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من عدد قليل من القرى بالقرب من الحدود، وقادرة على قتال القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.

وهذا هو ما حدث على وجه التحديد في عام 2006، خلال الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، عندما صمد مقاتلو المجموعة لأسابيع، بعضهم في القرى الواقعة على الخطوط الأمامية والتي غزتها إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها صعدت هجماتها بهدف إضعاف قدرات حزب الله وجعلها آمنة لعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية، والتي فروا منها عندما بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها تفضل التوصل إلى اتفاق تفاوضي يتيح لحزب الله الانسحاب من منطقة الحدود لكنها مستعدة لمواصلة حملة القصف إذا رفض حزب الله ذلك، ولا تستبعد أي خيارات عسكرية.

إن قدرة حزب الله على الصمود تعني أن القتال أثار مخاوف من اندلاع حرب طويلة الأمد قد تجتذب الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الوثيق، وإيران ــ وخاصة إذا شنت إسرائيل هجوماً برياً في جنوب لبنان وتورطت فيه.

ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق على هذه القصة.

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الاثنين من العواقب “التي لا رجعة فيها” لاندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لا تتفق مع استراتيجية التصعيد التي تنتهجها إسرائيل وتسعى إلى خفض التوترات.

٢- ترسانة تحت الأرض: وفيما وصفه اثنان من المصادر بأنه مؤشر على مدى نجاح حزب الله في إخفاء بعض أسلحته، قال المصدران إن صواريخ أطلقت الأحد من مناطق في جنوب لبنان استهدفتها إسرائيل قبل وقت قصير.

ويعتقد أن حزب الله يمتلك ترسانة أسلحة تحت الأرض، ونشر الشهر الماضي لقطات تظهر مقاتليه وهم يقودون شاحنات مزودة بقاذفات صواريخ عبر أنفاق. ولم تحدد المصادر ما إذا كانت الصواريخ التي أطلقت يوم الأحد أطلقت من تحت الأرض.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الهجوم الصاروخي الذي شنته إسرائيل يوم الاثنين دمر عشرات الآلاف من الصواريخ والذخائر التي يملكها حزب الله.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ كروز طويلة المدى وصواريخ تحمل رؤوسا حربية قادرة على حمل 100 كيلوغرام من المتفجرات وصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات ضربت جميعها يوم الاثنين.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة مزاعم الجيش.

وقال بواز شابيرا، الباحث في مركز “ألما” الإسرائيلي المتخصص في شؤون حزب الله، إن إسرائيل لم تستهدف بعد مواقع استراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى ومواقع الطائرات بدون طيار.

وقال شابيرا “لا أعتقد أننا اقتربنا حتى من الانتهاء من هذا الأمر”.

وذكر تقرير الكونجرس الأمريكي أن ترسانة حزب الله من المعتقد أنها تضم ​​نحو 150 ألف صاروخ. وقال كريج إن أقوى صواريخه الباليستية بعيدة المدى محفوظة تحت الأرض.

أمضى حزب الله سنوات في بناء شبكة أنفاق تقدر إسرائيل أنها تمتد لمئات الكيلومترات. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية التي شنتها يوم الاثنين أصابت مواقع إطلاق صواريخ لحزب الله مخبأة تحت منازل في جنوب لبنان.

قال حزب الله إنه لا يضع البنية التحتية العسكرية بالقرب من المدنيين. ولم يصدر حزب الله أي بيان بشأن تأثير الضربات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين.

٣- الأنفاق: وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله إن ترسانة الأسلحة والأنفاق التي يمتلكها الحزب توسعت منذ حرب عام 2006، وخاصة أنظمة التوجيه الدقيق. وقال مسؤولون في حزب الله إن الحزب استخدم جزءًا صغيرًا من الترسانة في القتال خلال العام الماضي.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن البنية التحتية العسكرية لحزب الله مترابطة بشكل وثيق مع القرى والتجمعات السكنية في جنوب لبنان، حيث يتم تخزين الذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ في المنازل في مختلف أنحاء المنطقة. وكانت إسرائيل تقصف بعض هذه القرى منذ أشهر بهدف إضعاف قدرات حزب الله.

وتظل التفاصيل المؤكدة بشأن شبكة الأنفاق نادرة.

وذكر تقرير صدر عام 2021 عن مؤسسة “ألما”، وهي مؤسسة بحثية إسرائيلية متخصصة في حزب الله، أن إيران وكوريا الشمالية ساعدتا في بناء شبكة الأنفاق في أعقاب حرب عام 2006.

لقد كافحت إسرائيل بالفعل من أجل اقتلاع قادة حماس ووحداتها القتالية المعتمدة على الذات من الأنفاق التي تعبر غزة.

وقالت كارميت فالينسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وهو مركز أبحاث، “إن هذا هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه شيء قد نواجهه في لبنان”.

وقال كريج إنه على عكس غزة، حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدوياً في تربة رملية، فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقاً في صخور الجبال. وأضاف: “إن الوصول إلى هذه الأنفاق أصعب كثيراً من الأنفاق في غزة، كما أن تدميرها أصعب كثيراً”.

* تعقيبا على البحث وتقرير صحيفة رويتر:
تقرير وكالة رويترز حول الأنفاق وقيادة حزب الله يشير إلى ديناميكية التنظيم في مواجهة التصعيد العسكري الإسرائيلي، موضحًا أن الحزب يعتمد على مزيج من القيادة المرنة، وشبكة الأنفاق الواسعة، والترسانة الصاروخية الضخمة، وهي عوامل ساهمت في صموده رغم الضربات الإسرائيلية الشديدة.
الضربات استهدفت قيادات هامة (ابراهيم عقيل) وأدت إلى اضطراب مؤقت، لكن حزب الله سرعان ما قام بتعويض قياداته وتابع عملياته الصاروخية بعمق أكبر في الكيان.

القدرة على الاستمرار تعكس بنية تنظيمية متماسكة ومرنة، حيث يعتمد الحزب على بنية قيادة مرنة وسلسلة اتصالات تعتمد على أجهزة قديمة نسبيًا لم تتأثر كليًا بالهجمات. كذلك، قدرة الحزب على استغلال شبكة الأنفاق وأنظمة الأسلحة المخفية تحت الأرض منحتهم القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وتجنب الضربات الإسرائيلية.

* التحليل الأوسع يشير إلى أن حزب الله، رغم تعرضه لضربات قوية، يمتلك عمقًا استراتيجيًا من خلال شبكة أنفاق تمتد على طول الحدود مع إسرائيل، وهي شبكة تعزز قدراته على الصمود. هذا إضافة إلى الدعم الإيراني المتواصل الذي يوفر أسلحة متطورة تساعد في استمرارية العمليات.

التقرير يلمح إلى احتمالية اندلاع حرب طويلة الأمد قد تتورط فيها قوى دولية مثل الولايات المتحدة وإيران، خاصة إذا ما قامت إسرائيل بتصعيد عسكري بري في جنوب لبنان، وبينما تهدف إسرائيل إلى إضعاف حزب الله، فإن الحزب يواصل التحضير لصراع طويل الأمد، مع تركيز على تجنب الحرب الشاملة.

الأنفاق، وهي نقطة محورية في هذا النزاع، تمثل تحديًا كبيرًا للعدو، حيث يصعب تدميرها مقارنة بتلك في غزة نظرًا لعمقها في الجبال اللبنانية.
هذا الواقع يضع إسرائيل أمام مأزق معقد في حال التصعيد، مما يجعل الوضع مفتوحًا على احتمالات خطيرة قد تتجاوز الحدود الإقليمية.

منهجية حزب الله في إدارة الأزمة واستمرار عملياته رغم الضغوط تعكس مرونته الكبيرة وقدرته على استيعاب الضربات الموجعة، ما يجعل النزاع مع إسرائيل مستمرًا دون حل قريب في الأفق وفي السياق:

* السياق: يتناول التقرير التصعيد الأخير بين الكيان وحزب الله اللبناني، حيث تعرض حزب الله لضربات جوية مكثفة من قبل إسرائيل في محاولة لتقليص قدراته العسكرية، وتحديدًا استهداف قياداته وبنيته التحتية، بما في ذلك شبكة الأنفاق الواسعة ضمن أهداف:.

١- المحور الأول: الأهداف الإسرائيلية في التصعيد:
– ضرب القيادات: كان من بين الأهداف البارزة للعدو خلال التصعيد استهداف القيادات العليا لحزب الله، وقد نجحت في قتل قادة رئيسيين مثل إبراهيم عقيل، قائد قوة رضوان النخبوية.

– تدمير الترسانة الصاروخية: ضرب آلاف الصواريخ والقذائف التي يمتلكها الحزب، وخاصة الصواريخ التي تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل.

٢- المحور الثاني: تأثير الضربات على حزب الله:
– القيادة المرنة: على الرغم من مقتل قيادات مهمة مثل عقيل، سارعت قيادة الحزب إلى تعيين بدلاء، مما سمح باستمرارية عمليات الحزب.

– الخسائر البشرية: أشارت التقارير إلى مقتل أكثر من 560 شخصًا، بينهم 50 طفلاً، في القصف الجوي، مع إصابة 1500 مقاتل، بعضهم فقدوا حاسة البصر أو بُترت أطرافهم.

– الفجوة التنظيمية: تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي أدى إلى خروج عدد كبير من المقاتلين عن الخدمة، ولكن الحزب نجح في الحد من تأثير هذه الضربة.

٣- المحور الثالث: القدرات العسكرية لحزب الله:
– شبكة الأنفاق: يمتلك حزب الله شبكة أنفاق واسعة تحت الأرض تمتد لمئات الكيلومترات، يستخدمها لتخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ بعيدًا عن أنظار القوات الإسرائيلية.

– ترسانة الأسلحة: تتكون من صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، وبعضها من صنع إيراني مثل صواريخ “فاتح 110” التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وحزب الله لم يستخدم حتى الآن أكثر صواريخه تقدمًا ودقة.

– الدعم الإيراني: إيران هي المورد الأساسي لحزب الله بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، وهذا الدعم مكّن الحزب من بناء قوته على مدى السنوات الماضية.

٤- المحور الرابع: استراتيجية الصمود والمرونة:
– القيادة اللامركزية: تعتمد استراتيجية الحزب على تدريب مقاتليه على العمل بشكل مستقل في مجموعات صغيرة قادرة على الاستمرار في القتال حتى في حال قطع الاتصال بالقيادة المركزية.

– الاتصالات البديلة: رغم الهجوم على نظام الاتصالات، اعتمد الحزب على شبكة هاتفية ثابتة وأجهزة اتصالات قديمة، لم تتأثر بشكل كبير.

٥- المحور الخامس: التحديات أمام إسرائيل:
– الأنفاق والمخازن تحت الأرض: تعتبر الأنفاق إحدى أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل، حيث من الصعب اكتشافها وتدميرها، خصوصًا في التضاريس الجبلية.

– التشابك مع المدنيين: يشير العدو إلى أن حزب الله يخزن الأسلحة في القرى اللبنانية، مما يجعل استهدافها صعبًا ويثير انتقادات دولية بشأن الأضرار الجانبية المحتملة للمدنيين.

٦- المحور السادس: الاحتمالات المستقبلية:
– تصاعد الصراع: في ظل استمرار العمليات العسكرية، يتزايد احتمال اندلاع حرب طويلة الأمد قد تشمل تدخل قوى دولية مثل الولايات المتحدة وإيران.

– الخيارات الإسرائيلية: يفضل الكيان حلًا تفاوضيًا تحت النار، لكنها لا تستبعد أي خيار عسكري إذا لم يتراجع حزب الله عن حدود شمال فلسطين.

*؛سيناريو حرب محتملة بين حزب الله والكيان يعتمد على العديد من العوامل العسكرية والسياسية والإقليمية، بناءً على المعلومات الواردة حول قدرات الطرفين واستراتيجياتهما، يمكن تصور عدة مراحل وتصاعدات محتملة للصراع على الشكل التالي:

– المرحلة الأولى: تصعيد تدريجي ومواجهات محدودة:
– بداية الاشتباكات: يبدأ التصعيد باستمرار تبادل القصف الصاروخي كما هو الحال في الاشتباكات الأخيرة، حيث يقوم حزب الله بإطلاق صواريخ قصيرة وبعيدة المدى على المدن الإسرائيلية الحدودية والمناطق الحساسة مثل تل أبيب، فيما الكيان يقوم بغارات جوية مكثفة على مواقع حزب الله والمدن والقرى من الجنوب الى الضاحية حتى البقاع والحدود السورية، مستهدفا المدنيين بوحشية مستنسخا غزة في اجرامه وغطرسته وعجرفته وارهابه في القتل والاستباحة والتهجير…

– استهداف القادة العسكريين: كما حدث في التصعيد الأخير، سيحاول العدو استهداف قادة بارزين في حزب الله لتعطيل عملياتهم وتقويض القيادة، مما قد يؤدي إلى فراغات في القيادة وخلل تكتيكي مؤقت.

– التكتيكات الدفاعية لحزب الله وشبكة الأنفاق: حزب الله سيستفيد من شبكة الأنفاق الواسعة لنقل وتخزين الصواريخ بعيداً عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية، وسيتمكن من إطلاق الصواريخ من مواقع غير مرئية أو معروفة للعدو.

– المجموعات الصغيرة المستقلة: ستكون الوحدات القتالية لحزب الله المدربة على العمل في مجموعات صغيرة قادرة على تنفيذ عمليات نوعية وكمائن للقوات الإسرائيلية على طول الحدود، مع مفاجأت كبيرة تتجاوز المألوف بعبور حدود فلسطين وغيرها الكثير مما يملكه حزب اله من قدرات وتجارب متراكمة متعاظمة وسرية وربطة جأش وصبرا عظيما…

– المرحلة الثانية: تصعيد واسع وعمليات أعمق مع استهداف المدن الكبرى للكيان.
– استخدام الصواريخ البعيدة المدى: حزب الله في هذه المرحلة استخدم صواريخ “فاتح 110” وامكانية صواريخ أخرى بعيدة المدى، تستهدف المدن الكبرى على طول الكيان، مما يثير الذعر بين السكان ويؤدي إلى نزوح كبير.

-:استهداف منشآت حيوية: من المتوقع أن يستهدف حزب الله البنية التحتية الحيوية مثل محطات الكهرباء والموانئ والمطارات في محاولة لإضعاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

– غارات جوية مكثفة للعدو: سيصعد العدو من غاراته الجوية على المواقع الاستراتيجية لحزب الله، مثل مستودعات الأسلحة، ومراكز القيادة، ومواقع إطلاق الصواريخ، وخاصة الأنفاق، مع سابق اصرار وتصميم على استهداف المدنيين وافتعال مجازر تنسجم مع مجازره على غزة.

– توسيع نطاق الضربات: إسرائيل قد تستهدف أيضًا بنى تحتية مدنية في لبنان بهدف الضغط على السكان وتقليص الدعم الشعبي لحزب الله، مع تجنب انتقادات دولية كبيرة.

– المرحلة الثالثة: تدخل بري للعدو:

– الهجوم البري للعدو: في حال لم يتمكن العدو من إيقاف إطلاق الصواريخ عبر الغارات الجوية وحدها، قد تقرر بدء عملية برية واسعة في جنوب لبنان بهدف اقتلاع قدرات حزب الله القتالية أو اضعافها وتدمير شبكة الأنفاق.

– معارك عنيفة في القرى الحدودية: حزب الله سيعتمد على تكتيكات الحرب الهجينة من خلال الكمائن والقتال بدءا من نقطة صفر عند الحدود و التي يعززها بالأنفاق.
العمليات البرية للعدو ستكون مكلفة من حيث الخسائر البشرية.

– تكتيكات حزب الله واستنزاف القوات الإسرائيلية: سيستخدم حزب الله تكتيكات الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية عبر استهداف الدبابات والمدرعات باستخدام صواريخ مضادة للدروع، فضلًا عن القتال داخل الأنفاق التي تم إعدادها خصيصًا لهذا النوع من المواجهات.

– الهجمات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية: بالتزامن مع المواجهات البرية، سيواصل حزب الله قصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية لتعزيز الضغط النفسي على السكان.

– المرحلة الرابعة: تدخل إقليمي ودولي: إذا طال أمد الحرب، قد تتدخل إيران بشكل غير مباشر من خلال دعم حزب الله بأسلحة أكثر تطورًا، مثل الطائرات بدون طيار المسلحة أو المزيد من الصواريخ البالستية.
قد تتدخل قوى أخرى في المنطقة بشكل أو بآخر إما عبر دعم سياسي لحزب الله أو حتى محاولة فتح جبهات جديدة ضد الكيان من جبهات أخرى.
التدخل الدولي:

– الولايات المتحدة: قد تضطر إلى التدخل دبلوماسيًا أو حتى عسكريًا إذا ما شعرت أن الكيان في خطر حقيقي أو أن إيران تتدخل بشكل مباشر في الصراع.

– المجتمع الدولي: ستزداد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار إذا ما تصاعدت الأوضاع بشكل خطير، خاصة في حال سقوط ضحايا مدنيين بأعداد كبيرة في من جانب الكيان وتهديد امنه القومي والوجودي.

– المرحلة الخامسة: النتائج والآثار طويلة الأمد واحتمالات انتهاء الصراع:
– اتفاق لوقف إطلاق النار: كما في النزاعات السابقة، قد ينتهي الصراع باتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بوساطة دولية، خاصة إذا شعرت الأطراف بعدم القدرة على تحقيق نصر حاسم للكيان وهذا ما يدور في اروقة “الامم المتحدة”.

– استمرار النزاع الطويل الأمد: بدلاً من اتفاق نهائي، قد يكون هناك “جمود” استراتيجي حيث تستمر المناوشات المتقطعة ضمن اطار الحرب المكشوفة والحساب المفتوح، مع حفاظ حزب الله والعدو على قدراتهما.

– الآثار الاقتصادية والاجتماعية:
لبنان: الحرب ستكون مدمرة للبنية التحتية اللبنانية، وخاصة في الجنوب، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد.
كما سيواجه حزب الله ضغوطًا شعبية أكبر بسبب الدمار الذي ألحقه العدو بالبلاد في ظل القوة المفرطة للعدو والدعم المطلق الاميركي الاوروبي والصهيو عربي وعالمي.

– الكيان : سيواجه العدو آثارًا اقتصادية كبيرة بسبب النزوح الجماعي وتدمير البنية التحتية.
وقد تشهد حكومة العدو ضغوطًا سياسية داخلية لعدم القدرة على إنهاء التهديد بشكل كامل.

* الخاتمة:
في النهاية، سيكون سيناريو الحرب بين حزب الله والكيان معقدًا نسبيا ومكلفًا لكلا الطرفين، مع احتمالات تصعيد إقليمي.
حزب الله يعتمد على استراتيجية الصمود والمرونة في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، في حين يسعى العدو إلى تدمير قدرات الحزب عبر هجمات جوية برية بالتركيز على سياسة الارض المحروقة، من تدمير وقتل كما يحصل الان في جنوب لبنان بشكل خاص.

أظهرت الأحداث أن حزب الله يمتلك بنية تنظيمية وعسكرية مرنة للغاية، مما جعله قادرًا على الصمود أمام الضربات الإسرائيلية المكثفة.

و على الرغم من نجاح الكيان في استهداف بعض قدرات حزب الله، فإن التنظيم لا يزال يمتلك إمكانيات كبيرة لاستمرار العمليات، مما يشير إلى أن الصراع قد يستمر لفترة طويلة.

لذا؛ الصراع بين حزب الله وإسرائيل ليس مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل هو تجسيد لصراع أوسع يمتد بين الأيديولوجيا، الجغرافيا، والسياسة في الشرق الأوسط.
في حين يحاول العدو كسر شوكة حزب الله بترسانته الجوية والتكنولوجية، يعتمد الحزب على قوة الصمود والمراوغة عبر شبكة من الأنفاق العميقة والقيادة المرنة، حيث يتعامل مع كل ضربة كفرصة لإعادة التموضع والاستعداد لجولات جديدة.

والحقيقة الأعمق تكمن في أن هذا الصراع، مهما امتد أو اشتد، لن ينتهي بانتصار ساحق لأحد الأطراف.

إنه صراع عابر للأجيال، يعيد تشكيل ملامح المنطقة باستمرار، ويضيف فصولًا جديدة إلى تاريخها المعقد. كلا الطرفين يدرك أن التصعيد الشامل قد يجلب كارثة على المنطقة بأكملها، لكن الحذر وحده قد لا يكفي دائمًا لإيقاف زحف الحرب.

غزة…

وأخيرًا وليس آخرًا؛ فإن “مبادرة هدنة لبنان” الأمريكية ليست سوى واحدة من ألاعيبها ونفاقها على العالم، وهي في الواقع بمثابة فيزا عبور لنتنياهو إلى منصة الأمم المتحدة حاملاً في يده ورقة قبوله المسبق بالتفاوض ووقف الحرب. وجوهر هذه المبادرة هو فصل جبهة لبنان عن غزة، وهي الورقة التي سيستخدمها نتنياهو لمخاطبة المجتمع الدولي، محاولًا إلقاء الكرة في ملعب إيران وحزب الله وحلفائهما.

إنها “مبادرة أميركية خبيثة” تهدف إلى إخراج نتنياهو وكيانه من الحرج العالمي، وتوفير غطاء وحماية له في حربه ضد لبنان، بالإضافة إلى إضفاء شرعية دولية عليها. هذه المبادرة تسعى إلى تحقيق أهداف الحرب المقيتة التي يشنها نتنياهو على لبنان، وتقديمها كنصر له أمام العالم، وبخاصة أمام مجتمعه الداخلي.

من هنا، فإن أمريكا وكيانها العدو والغرب والعرب الصهاينة يسعون إلى وضع إيران ومحور المقاومة في دائرة الاتهام العالمي، باعتبارهم المسؤولين عن زعزعة الاستقرار وتسعير “الحرب والفوضى والإرهاب” في المنطقة والشرق الأوسط!

وفي إطار ألاعيب أمريكا والعدو، لا يبدو أن هناك حلاً قريباً، حيث يدركون مسبقًا أن لبنان سيرفض تسوية بشروط نتنياهو الملغومة، على غرار مفاوضاته بشأن حربه على غزة.

وفي الحديث النبوي الشريف: “لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحدٍ مرتين”.

زر الذهاب إلى الأعلى