سماحة الشيخ زهير قوصان القى خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك

ألقى سماحة الشيخ زهير قوصان نيابة عن العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية:
والبداية من العدوان الصّهيونيّ الغادر على الضّاحية الجنوبيّة الّذي تزامن مع مرور سنة على وقف اتّفاق إطلاق النّار. هذا العدوان الّذي أدّى إلى سقوط عدد من الشّهداء والجرحى وإلى إحداث أضرار جسيمة في الضّاحية يؤكّد مجددًا عدم التزام هذا العدوّ بأي اتّفاق، ضاربًا بعرض الحائط كلّ التّفاهمات. وهو يهدف إلى زيادة وتيرة الضّغط على لبنان، والتّهويل الّذي يُمارَس على اللّبنانيّين من أجل دفع البلاد إلى الرّضوخ للشّروط الإسرائيليّة، وصولًا إلى فرض التّطبيع وإجبار لبنان على التّخلّي عن اتّفاق وقف النّار والقرار 1701 لمصلحة اتّفاق جديد يخدم مصالح العدوّ.
وأمام هذه الاعتداءات المستمرّة، فإنّنا ندعو الدّولة إلى تفعيل تحرّكها على مختلف المستويات ورفع الصّوت عاليًا، وخصوصًا على الصّعيدين الدّوليّ والدّبلوماسيّ، والقيام بدورها المطلوب في حماية مواطنيها، بدلًا من انتظار الموفدين الّذين يأتون من هنا وهناك ولا يحملون معهم سوى رسائل تهديد من العدوّ بضربة واسعة تستهدف لبنان.
وأمام كلّ ما يحصل، فإنّنا نشدّد على ضرورة تعزيز الوحدة الدّاخليّة، لأنّ أيّ عدوان يستهدف أيّ منطقة أو أيّ مكوّن في لبنان ستكون له تداعياته السّلبيّة على الوطن كلّه، فالمشروع التّوسّعي للعدوّ الصّهيونيّ لا يقف عند حدود منطقة أو فئة، بل يطاول كلّ لبنان وكلّ المنطقة. لذا علينا جميعًا العمل على تعزيز هذه الوحدة لكي نكون قادرين على مواجهة أيّ عاصفة قد تهبّ على هذا الوطن.
ضمن هذا الجوّ، نرحّب بزيارة البابا إلى لبنان الّتي نأمل أن تشكّل محطّة داعمة لهذا الوطن ولإنسانه، وأن تُرسّخ الوحدة الدّاخلية بين مكوّناته أمام ما يتعرّض له من اعتداءات يوميّة مستمرّة، وأن تُساهم في تعزيز القيم الإيمانيّة والإنسانيّة داخل هذا البلد، قيم العدالة والتّسامح والتّلاقي والحوار الّتي جاءت من أجلها كلّ الأديان.
أمّا في فلسطين المحتلّة، فلا يزال العدوّ غير ملتزم باتّفاق وقف النّار، ويستمرّ في الضّغط على الشّعب الفلسطينيّ لدفعه إلى التّهجير من خلال استمرار الحرب في غزّة وعلى الطّريقة اللّبنانيّة، مدعومًا بتغطية أميركيّة، وبمزيد من الضّغط الإنسانيّ والمعيشيّ، حيث المساعدات لا تصل إلى غزّة… وصولًا إلى الضّفّة الغربيّة الّتي لا يمرّ يوم إلّا ويمارس فيه المستوطنون وجيش الاحتلال أعمال قتل أو عدوان أو مضايقات أو تهديم وحرق وغير ذلك.
إنّنا نثق بقدرة هذا الشّعب على منع الاحتلال الّذي يحاول أن يستفيد من خطّة الرّئيس الأميركيّ لإنجاز ما عجز عن تحقيقه خلال الحرب، ولكن هذا الشّعب، باعتماده على الله، سوف يُفشل مخطّطاته وسيبقى صامدًا حتّى تحقيق آماله في الحريّة والاستقلال.




