ثورةُ الدمِ على السيف عاشوراءُ عادت، بقلم الأديبة زينات ابراهيم سلمان

ثورةُ الدمِ على السيف
عاشوراءُ عادت،
ترمي بظلالها على قلوبٍ ما زالت تنزف،
على ضمائرَ لم تُخدّرها السنون،
على أحرارٍ ما زالوا يصرخون:
“هيهاتَ منّا الذلّة!”
عادتْ،
لتُحيي فينا كربلاء،
لا كمأساةٍ بكى فيها التاريخ،
بل كصوتٍ خالدٍ للحقِّ حين يصمت الجميع،
وكوقفةِ عزٍّ
سُفكت لأجلها الأرواح،
وتكسّرت فيها السيوف على صدرِ اليقين.
عاشوراءُ ليست ذكرى،
بل موعدُ النور في وجه العتمة،
وولادةُ الصرخة الأولى
من رحمِ الصمتِ الطويل.
عادت…
لنقف بين الحسين والموت،
ونختار الطريق،
كما اختار هو…
أن يرحل واقفًا،
ليبقى خالدًا.
عادتْ،
وفي يدها رايةٌ لم تُطوَ،
وفي عينيها دمعُ زينب،
وفي صدرها لهفةُ سكينة،
وفي خطاها رجعُ خطبته في كربلاء…
“إنّي لم أخرجْ أشرًا ولا بطرًا،
بل خرجتُ لطلبِ الإصلاح…”
يا عاشوراء،
يا مَهبطَ الأحرار،
ويا شمسَ الدمِ التي لا تغيب،
خُذي أرواحنا قرابين،
وامسحي بالخجل وجوهَنا،
إن خذلناكِ يومًا بالصمت.
خُذي أوجاعنا،
واسكبيها عند ضريحِ الحسين،
علّه يُربّتُ على جراحنا،
ويُعلّمنا كيف يكونُ الموتُ خلودًا،
وكيف يُحاربُ العُريُ بالسجود،
والسيفُ بالكلمة،
والدمعةُ بالوقوف.
يا كربلاء،
نحن ما زلنا نحبو في دربك،
نحملُ الطفّ في قلوبنا،
ونتلو الحسينَ في خطواتنا.
فعلّمينا:
كيف نكون مع الحقِّ وإن كنّا قلّة،
كيف نُقيمُ ثورتنا في داخلنا،
وكيف نُحبُّ…
ونموتُ…
بكرامة.
زينات ابراهيم سلمان
رئيسة جمعية نحيا لنتكامل