حزب الله نظم وقفة تضامنية مع الجمهورية الإسلامية في صور، والمواقف أكدت على الوقوف إلى جانب الحضن الذي حمى كل المقاومين والمجاهدين والمستضعفين.
تضامناً مع الجمهورية الإسلامية في إيران واستنكاراً للعدوان الإسرائيلي والأمريكي عليها، نظمت منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله وقفة جماهيرية تضامنية عند مستديرة الاستشهادي هيثم دبوق في مدينة صور، بمشاركة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، مسؤول إقليم جبل عامل في حركة أمل المهندس علي إسماعيل، رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين قاسم، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية وجمعيات ونوادي وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وعوائل شهداء وحشود من المدينة والقرى المجاورة.
بعد آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب حسن عز الدين كلمة حزب الله، فقال أننا نقف هنا اليوم شامخين لنعلن تضامننا مع إيران، هذا التضامن الذي يستبطن شراكة ووحدة في المسار والمصير، نقف هنا مع الجمهورية الإسلامية والولي الفقيه والمرجع الديني والسياسي لنعلن تضامننا وشراكتنا ووحدتنا مع الخير كله الذي يقاوم الشر كلّه، معتبراً أن هذا التضامن الذي ينطلق من هذه المدينة من أرض عاملة ومن الجنوب، هو لنصرة الحق.
ولفت النائب عز الدين إلى اننا نقف هنا منذ لحظة انتصار هذه الثورة التي أعلنت عن هويتها الفكرية والسياسية فأرست وأعلنت خيارها السياسي المستقل عن الشرق والغرب، لتؤكد إيمانها الراسخ بخيار الاستقلال الوطني وعدم التبعية للأجنبي، ودعمها للشعوب المستضعفة وللمقاومين أينما كانوا، التواقين للتحرر والتحرير، وجعلت فلسطين البوصلة الحقيقية لكل إنسان حر وشريف، وكانت فلسطين هي المعيار وما زالت.
ورأى النائب عز الدين أن العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية كان ليضع المنطقة وإيران أمام خيارات الاستسلام أو المواجهة، كما وضع المنطقة على صفيح ساخن ينذر بمزيد من التوترات وزعزعة الاستقرار، إلا أن إيران رفضت الاستسلام واستخدمت حقها في الرد، مما أعاد التوازن في الصراع والقدرة على ردع هذا الكيان.
وقال النائب عز الدين: بعد أقل من أسبوعين من بداية هذا العدوان، عاودت أمريكا لتشن هجوما وعدواناً على إيران، الدولة المستقلة ذات السيادة، الدولة الإقليمية الوازنة التي انتصرت على أعظم وأكبر قاعدة استخبارية لأمريكا، وهذا الاعتداء الذي حصل إنما شكل منعطفاً خطيراً جداً، وأشعل فتيل الحرب ووضع المنطقة مجدداً أمام خيارات مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الحرب الواسعة والشاملة.
وشدد النائب عز الدين على أن ما حصل يعطي إيران حق الدفاع وحق الرد الذي تراه متناسباً مع حجم العدوان وحجم الجريمة التي ارتكبتها أمريكا، وأن من حقها استخدام كل الوسائل والقدرات والامكانيات والتحالفات في السياسة والدبلوماسية، وهي الوحيدة التي تملك قيادتها السياسية والعسكرية تحديد المكان والزمان.
وأضاف النائب عز الدين: في هذا السياق أريد أن أؤكد ان الأداء السياسي والعسكري والدبلوماسي والشعبي لهذه القيادة الحكيمة، واستخدام أوراق القوة التي تملكها، يدلل على أداء ممتاز، وعلى حكمة وشجاعة القيادة التي تعزز بهذا الأداء حتمية الانتصار على العدو، وحتمية انتصار الحق على الباطل.
واعتبر النائب عز الدين أن أمريكا تريد التسلط والهيمنة على المنطقة، وأن الكيان الصهيوني يريد ان يغيّر وجه هذه المنطقة ووجه الشرق الأوسط، وأن ما يجري اليوم سيكون له تأثير في مستقبل هذه المنطقة وفي مستقبل النظام الدولي الجديد الذي تسعى أمريكا لأن تهيمن عليه وتتسيّده لتأمر دول العالم وتحدد أسعار النفط كما تريدها لمصالحها، إلا أن هذا لن يكون لا على مستوى المنطقة ولا على مستوى العالم، ولن تكون المنطقة ولا شعوبها، تحت تسيّد العدو الصهيوني بل ستبقى لأهلها وأصحاب الأرض فيها، وستبقى فلسطين للفلسطينيين وللعرب والمسلمين والمسيحيين، وستبقى هذه المقاومة وهذه المواجهة لهذا العدو حتى ازالته من الوجود.
وختم النائب عز الدين: ما تقوم به إيران اليوم لا يُعدُّ دفاعاً عن نفسها فحسب، بل عن نفسها وعن الامة العربية والإسلامية، وعن المنطقة ودولها وعن أمن هذه المنطقة واستقرارها، وإيران تواجه لأجل حماية شعوب هذه المنطقة ومن أجل الحق والعدالة ومن أجل أن نعيش جميعاً في المنطقة بمستقبل نحن نرسم معالمه، لأننا دعاة حق وعدالة تكون مهوى أفئدة المستضعفين والمحرومين أينما كانوا.
من جانبه ألقى المهندس علي إسماعيل كلمة باسم حركة أمل، فرأى أن ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية اليوم من هجمات سياسية وعدوانية متواصلة ما هو الا محاولة فاشلة لضرب قلب مشروع المقاومة في المنطقة بأسرها، وأن من ظن أن بإمكانه محاصرة إرادة أمة لم يفهم بعد ان الشعوب التي اختارت الكرامة طريقا لا يمكن أن تعود إلى الوراء.
وقال إسماعيل أن إيران ورغم العدوان المستمر عليها أثبتت أنها باقية في موقع الدعم الصادق لقضايا الأمة، وإلى جانب الحق دون أن تغير تلك الحملات من الحقيقة شيئاً، لأن المبادئ لا تُحاصر والمواقف لا تُقصف، وأنه ليس عجيباً أن تكون مدينة صور من أوائل المدن التي تتضامن مع الجمهورية الإسلامية، أو أن تنحاز المنظمات والفصائل
اللبنانية والفلسطينية الى جانبها فالإمام السيد موسى الصدر قال ان إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام.
وشدد إسماعيل على أننا لا ننحاز الى جانب الجمهورية الإسلامية فقط بل نقول اننا جزء من هذا الصراع المستمر، وانه حيث يوجد ظلم هناك يزيد وأن إسرائيل “الشر المطلق” هي التي تمثل حالة يزيد في عصرنا هذا، ونحن جزء من هذا الصراع وسنبقى فيه مهما تحملنا ومهما قدمنا من تضحيات ودماء وشهداء، وأننا سنبقى الى جانب كل دولة يُعتدى عليها وفي مواجهة هذا العدو الجائر الذي تجاوز كل الحدود والقيم والاعتبارات واعتدى على الانسان أينما كان.
من جانبه ألقى الشيخ حسين قاسم كلمة توجه فيها بتحية الوفاء للجمهورية الإسلامية في إيران، مشيراً إلى أن العدو الصهيوأمريكي لا يعتدي عليها اليوم لأنها شيعية أو فارسية أو إسلامية، بل بسبب ما تمثله من دعم لكل المستضعفين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وفي كل مكان فيه مظلوم، وأن علينا أن نفهم انه بيننا لا مجال للمذاهب أو العرقيات، وإنما الواقع اليوم يؤكد أن الصراع بين اثنين فقط، بين ظالم ومظلوم وبين معتدي ومُعتدى عليه، وبين مجرم يرتكب المجازر والابادة الجماعية وبين دولة تدافع عن المظلومين والمحرومين في كل مكان من هذا العالم.
وقال الشيخ قاسم: أن إيران تعاقَب ويُعتدى عليها لأنها تشكل الحضن الذي حمى كل المقاومين والمجاهدين والمستضعفين في كل مكان، ومن جنوب لبنان نقول للشعب والحكومة الإيرانية ما قاله الله في القران الكريم أن لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين، فاذا كانت الجمهورية الإسلامية اليوم تتلقى الضربات والعدوان، فإن الصهاينة تنزل الصواريخ على رؤوسهم كالمطر.
وتابع الشيخ قاسم: إذا كانت غزة تدمَّر اليوم فمنازل ومؤسسات الصهاينة تدمر اليوم أيضاً، وما نقوله للجمهورية هو ان تواصل الهجوم حتى نقضي على هذا الكيان، فإنه لا راحة للعرب أو للمسلمين أو حتى للبشرية ما دام هذا الكيان المتغطرس موجوداً فوق هذه الأرض، لأنه سيستمر في نشر الفساد في كل مكان، وقد هدد بالأمس تركيا وباكستان بعد الانتهاء من قصف إيران، وبالتالي فإن ثبات إيران اليوم هو دفاع عن كل الامة في مشارق الأرض ومغاربها.