أخبار صور و الجنوب

لقاء حواري في مركز الحضارة أي اسرائيل اليوم؟

في الذكرى السنوية الأولى للحرب على لبنان والذكرى السنوية الثانية لمعركة طوفان الاقصىى وبدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي عقد لقاء حواري بعنوان أي إسرائيل اليوم؟ مع الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور عباس اسماعيل، مدير قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة الميادين،. حضره العديد من الأكادميين والإعلاميين ومسؤولي الأحزاب ورجال الدين ورؤساء الجمعيات والمهتمين بالشأن العام.
قدّم للقاء الدكتور الصحافي قاسم قصير، الذي عرّف بالمحاضر ونشاطه ومؤلفاته، ثم قدّم لمحة موجزة عن الحرب الأخيرة مع اسرائيل منذ طوفان الأقصى ولغاية الإعتداء على دولة قطر.
جاءت مقاربة الدكتور اسماعيل للوضع في إسرائيل موضوعية، معتمداً من أجل ذلك على المعايير الإسرائيلية نفسها، فرأى أن إسرائيل لا تملك مفهوماً أمنياً مكتوباً، ولا وثيقة رسمية معتمدة يتم على أساسها رسم استراتيجية أمن قومي لأمنها، لكن نتنياهو بنى مفهوم أمني لإسرائيل قائم على أربعة عناصر هي:
القوة الأمنية العسكرية
القوة الإقتصادية
القوة الدبلوماسية
القوة الروحية
طارحاً السؤال التالي: أين كانت إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى عام 2023، وأين هي الآن؟
وتابع بأنها كانت تمر في أزمة دينية بنيوية حقيقية ضاربة في أصل تأسيس هذا الكيان، ويعود ذلك الى طبيعة تركيب المجتمع الإسرائيلي المشبّه بأربعة قبائل هي:
التيار العلماني
تيار الصهيونية الدينية
تيار الحريديم الديني
تيار عرب 1948
كانت هذه التيارات في صراع مع بعضها البعض على السلطة بموازين قوى متقاربة، كادت تصل الى الحرب الأهلية. في هذا الوضع أتت عملية طوفان الأقصى فوضعت الخلافات جانباً ووحّدت الإسرائيليين، وأصبح اليمين أكثر قوة، وساءت العلاقة بين الجيش والمستوى السياسي الذي وجّه بعض الإتهامات للجيش بعد تراجع الثقة به، ولا زالت الأزمة الداخلية موجودة ومرشحة الى التفاقم.
كما هناك تحذيرات من إنعكاس قرار الهجوم على غزة على الوضع الإقتصادي، بسبب كلفتها المادية والحاجة لإستدعاء الآف المجندين.
إنتقلت اسرائيل من استراتيجية إحتواء التهديد وإبقائه ضعيفاً، بواسطة المعارك بين الحروب، الى استراتيجية القضاء عليه بالضربات الإستباقية، لإستعادة ردعها وعدم الوقوع في الخطأ السابق بترك القوة تتعاظم عند أعدائها. فلم يعد هناك توازن ردع ولا معادلات وقواعد إشتباك وتغيرت قواعد اللعبة، بسبب ضعف المحور وخاصة بعد سقوط النظام في سوريا. لكن المنطقة ما زالت قيد التشكل وهناك الكثير متوقع حدوثه، وتغيير الشرق الأوسط لم يحصل بعد، واليوم خسرت إسرائيل تأييد الرأي العام العالمي وخاصة الأميركي، الذي كان لصالحها بعد طوفان الأقصى.
ولخّص الدكتور اسماعيل الوضع في اسرائيل على الشكل التالي:
على المستوى الداخلي لا زالت الأزمات موجودة.
على المستوى الإقتصادي لا زال الوضع صعب.
التهديد الخارجي من قبل المحور لم ينته.
الحرب في غزة لم تنته. لم تستطع اسرائيل إقفال أي من الجبهات.
في النهاية تم فتح المجال للمداخلات والأسئلة فكانت كثير وأغنت اللقاء، وأجاب عليها المحاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى