كتب اللواء خالد كريدية جوهر التوتر البنيوي بين القيادة السياسة الظاهرة والبنية العميقة التي تدير استقرار النظام الأمريكي كقوة شاملة

دونالد ترامب كرئيس من خارج القنوات التقليدية للنخبة السياسية الأميركية وهذا وحده جعله حالة متفردة هو رجل أعمال تحركه غرائز السوق اكثر من قواعدالمؤسسات كما يفتقر الى الهوية القيادية الثابتة التي يتمتع بها عادة رؤساء مثل بوش الأب او أوباما الذين نشأوا داخل السياسة أو الأمن او الفكر الأكاديمي المرتبط بمراكز القوة في بنية الدولة العميقة الأميركية
وهي منظومة تضم البيروقراطيات الدائمة اجهزة الأستخبارات البنتاغون وزارة الخارجية وقطاعات من وول ستريت ووسائل الاءعلام الكبرى — ترامب جزءا” من المنظومة بل كان ينظر اليه بأعتباره تهديدا” للفهم التقليدي لأستمرارية الظولة العميقة ولهذا رأينا خلال فترة رئاسته تصادما” شبه دائم بينه وبين الأستخبارات (فضحية التدخل الروسي وما تلاها)
البيروقراطية الدبلوماسية (خاصة معاوقي اتفاقات دولية كأتفاق باريس و ايران)
المؤسسة العسكرية (قاومت انسحاباته المفاجئة من مناطق نفوذ مثل سوريا وافغانستان)
بمعنى آخر ترامب لم يتموضع في قلب
الدولة العميقة بل كجسم دخيل حاول ان يعيد تعريف مركز القرار السياسي الأميركي خارج ضوابط هذه البنية لكن في النهاية الدولة العميقة حاصرته وأستخدمت آليات مساءلة (التحقيقات الاءعلام الكونغرس)
لتحجيم سلطانه وتطويقه يمكن وصف موقعه هكذا قائد ظاهري فوق الدولة العميقة لكنه ليس صانعه ولا متجذرا فيها ابتزازي تجاهها لكنه غير قادر على تفكيكها حاول ان يفعل قاعدةجماهيرية شعبوية كوسيلة ضغط على بنية الدولة العميقة لكنه اصطدم بجدار صلي جعل من رئاسته حالة شاذة اكثر منها تحول بنيوي