بأقلامنا
ثقافة الحياة أم ثقافة الموت بقلم المهندسة رشا عماد الأمين

من سيتحمل عبء لا مبالاته وسكوته اليوم عما يجري في أراضينا المقدسة… نحن لسنا فقط مارون او عابرون في هذه الحياة دون رسالة أو دور أو هدف…
لا عذر عند أحد لتقاعسه عن تفعيل «يقينه الروحي» لما يجري حولنا، من خارج إطار الانتماء الديني او الطبقي او او او…
من آمن بالحق والنور وشرع أبواب قلبه وروحه دون قيود وحدود، مستقبلا حقيقة الكون اللامحدودة…فهم ورأى وتيقن باطنا وظاهرا حقيقة ما يجري حولنا…
فيا إخوتي كيف انتم قادرون أن تطلقوا شعارات فارغة المحتوى والهدف، وأنتم على معرفة إن المواجهة النهائية هذه لا محال منها وهي فقط وقفة عز وكرامة وإيمان بالله وبقدسية الارض و الروح والحياة مطلوبة من جميع أفراد الوطن والامة….حيث كلنا للوطن ليس شعار غنيناه وحفظناه عن غيب في المدارس…
الحمدلله والشكر العميق والكبير لكل الأبطال الذين تطوعوا عنا كلنا ليواجهوا ويصدوا هاجوج وماجوج…
أيها الناس،
كيف ومن كان سيوقف سفك الدماء المستباح وتهجير الناس في ف ل س ط ي ن …
انتم؟
أليس شعاركم انكم أولياء «ثقافة الحياة وليس ثقافة الموت» هو هروب من المواجهة المباشرة…
لم يطلب منكم أحد عدم الفرح، فثقافة الحياة هي مطلبنا جميعا لاننا جميعا نقاوم عبر الفرح واستمرار الحياة والمهرجانات الخ…
وليس مطلوبا منكم شيء إلا إعادة النظر بهذه المواقف السلبية والنظريات السخيفة والهزيلة والهروب من الحقيقة الكبرى…
هذا الزمن هو زمن الحسم،
على كل الاصعدة
حيث كل الابواب قد شرعت
والرايات ترفع واحدة تلو الأخرى…
لا مجال للرمادية والاختباء وراء الادعاءات الكاذبة والضحك على الذات…
فيا جماعة،
من لا يحب الحياة لا يدافع عنها بدمه
او بالأحرى
أكثر من أحب الحياة هو كل امرء شجاع، دافع عنها عبر التخلي الاكبر …وما هو التخلي الاكبر؟ …هو ليس الموت وحب الموت يا «فلاسفة الفراغ»…
التخلي الاكبر هو التخلي عن الجسد، ليس هروبا من الحياة بل دفاعا عنها بالضبط كما فعل الرسل والأنبياء …
أبطالنا اختاروا المواجهة في الصفوف الامامية والتضحية، ليس حبا بالموت أو ليس لأنهم أولياء «ثقافة الموت» بل لانهم عشاق الحياة ومن أوجدها: هو الله سبحانه تعالى…
لقد اختاروا التضحية بذواتهم وأرواحهم قربانا شريفا طاهرا على مذبح البشرية، فقط لتحيا وتسلم الأرض وكل من عليها….
حيث لا قضية أكبر وأعظم وأقدس…
أراضينا تم تقديسها ورفع شأنها أعظم الرجال الرجال من بينهم اكبر وأعظم شهيدي الحق : السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام.
هما اختارا مواجهة الظالمين وقدما حياتهما طوعا عبر التخلي الاكبر… ولم يذكر التاريخ فيما بعد أنهما كانا ينشدان ثقافة الموت….بل أصبحا أعظم الرجال الرجال في تاريخ البشر حتى اليوم…
من لا يهاب الموت، وهبت له الحياة!
المهندسة رشا عماد الأمين






