أخبار فلسطين

الشعبية في لبنان تحيي الذكرى ال 53 لإستشهاد أيقونة الأدب الفلسطيني المقاوم غسان كنفاني .

 

“الذاكرة هي هوية الإنسان، وفلسطين هي ذاكرة الشعب الفلسطيني. ( غسان كنفاني )

بدعوة منها اقامت الجبهة الشعبية لتحرير قلسطين في لبنان وقفة وفاء لمسيرة الاديب والكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني ووضع أكيل من الزهر على ضريحه وذلك يوم الثلاثاء في 8 تموز2025 في بيروت – دوار شاتيلا – مثوى شهداء الثورة الفلسطينية بحضور قيادة وكوادر ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وحشد من الرفاق والرفيقات وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية ومثلي عن المؤسسات الثقافية والتربوية والعمالية والطلابية والشبابية والنسوية وفعاليات وشخصيات وطنية واعتبارية فلسطينية ولبنانية وابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني من بيروت ومخيماتها بعد الترحيب بالحضور والحديث عن المناسبة قدمها نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي ابو علي .

وتحدث مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان احمد مراد حيث قال خير الكلام سلام… سلامٌ للشهداء، كل الشهداء، لمن رسموا بدمائهم الطاهرة خارطة الوطن، وعبّدوا للأجيال طريق التحرير والعودة، مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات.

إلى حضرة الشهادة والشهداء، حضرنا اليوم، وكما في كل عام، في الذكرى الـ53 لاغتيال أيقونة الأدب الفلسطيني المقاوم، الأديب والقائد الملهم، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، غسان كنفاني، الذي امتدت إليه يد الغدر والإجرام الصهيوني، صبيحة الثامن من تموز عام 1972، في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، لتحول جسده وابنة أخته لميس نجم إلى أشلاء تناثرت على مدى المدينة، بل على مدى الوطن، لتتحول ذكراه إلى حكاية إنسان بحجم قضية.

في الثامن من تموز عام 1972، استهدف الموساد الصهيوني قامة وطنية وقومية وأممية قلّما يجود التاريخ بمثلها، ابن مدينة عكا، والذي رغم استشهاده المبكر في سن 36 عاماً، ترك لشعبه وأمته وللإنسانية إرثاً أدبياً وثقافياً وتربوياً عظيماً. ذلك الرجل الذي كتب بدمه لفلسطين، وجعل من جسده الممزق إلى أشلاء جسراً للعبور نحو الوطن، نحو الحرية والكرامة. لم تُخفه التهديدات رغم علمه أنه كان هدفاً لأجهزة الاستخبارات الصهيونية، وهو الذي كانت كلماته أقوى من أزيز الرصاص ودوي القنابل. هو الأديب، والكاتب، والقاص، والفنان المتعدد المواهب، والقائد السياسي الذي كان له، ولا يزال، الباع الطويل في التحريض على الثورة، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والإنسان واستعادة الحقوق المغتصبة.

من بيروت التي أحبّها غسان، من على أضرحة الشهداء التي تشع نوراً وضياء، لتنير للأجيال القادمة الطريق نحو الوطن السليب، إلى أرض البرتقال الحزين التي يعشقها غسان كنفاني، نجدّد العهد والوعد بأننا عائدون إلى حيفا حتماً، ونقسم بأننا لن نرتد حتى نزرع في الأرض جنة أو نسترد من السماء جنتها. جئنا اليوم إلى مثوى الشهداء، لا لمجرد إحياء الذكرى، بل لنستمد من حضورهم الدائم العزيمة والأمل، ولنجدد لهم، ولكل أبناء شعبنا وأمتنا، العهد والوعد بأننا مستمرون على ذات الدرب التي ارتقوا من أجلها، وحتى تحقيق الأهداف التي استشهدوا في سبيلها.

وقال مراد في ذكراك يا غسان، ها هي غزة اليوم، ورغم حرب الإبادة الوحشية، ما زالت تدق جدران الخزان نيابة عن الأمة، عسى أن يستيقظ الضمير العربي والإسلامي والأممي من سباته، ليرى حجم المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على امتداد أرض فلسطين التاريخية، وفي كل مواقع اللجوء والشتات. ها هي غزة اليوم تدفع ضريبة الانتماء إلى هذه الأمة، وتقدم التضحيات الجسام، ليس دفاعاً عن غزة وفلسطين فحسب، بل دفاعاً عن حاضر ومستقبل هذه الأمة وأجيالها القادمة.

ها هي غزة اليوم تمثل مثالاً وأسطورة سيكتب عنها التاريخ بأحرف من نار ونور. غزة الصمود والثبات، والصبر على الألم والوجع، غزة المقاومة التي صنعت من العدم سلاحاً لا يمكن هزيمته. ها هي المقاومة اليوم، يا غسان، في غزة، تلقن العدو في كل يوم دروساً في الصمود والثبات، وتمرّغ أنف قادته، وجنرالاته، وجنوده، وآلته الوحشية المدعومة من كل قوى الاستعمارية الغربية في منطقتنا والعالم.

وفي سياق ما يجري الحديث عنه عن صفقة لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة ، فإننا نؤكد ان المقاومة الفلسطينية قد ابدت وعلى مدى شهور العدوان وحرب الإبادة المتواصلة أقصى درجات المرونة الممكنة لوقف العدوان والتخفيف من معاناة شعبنا ، إلا أن العدو الصهيوني وفي سياق مشروعه التهويدي الإستيطاني وحفاظاً على المصالح الشخصية لحكومة نتنياهو ،كان دائما يلجأ الى التسويف والمماطلة ، وينسف كل محاولات التوصل الى وقف هذه الحرب الدموية البشعة على شعبنا ، وفي الوقت الذي ما زلنا نمارس أعلى قدر من الإيجابية . ولكن في ذات الوقت لا يمكن لشعبنا ومقاومته ان تقبل بأقل من الوقف الشامل للعدوان ، ورفع الحصار وفتح المعابر ، وإدخال المساعدات ، وإعادة الإعمار ، وإطلاق سراح الأسرى ، ونؤكد ان قطاع غزة سيبقى عنواناً للمقاومة والصمود والبطولة، ولن يكون ابداً عقاراً للبيع او المساومة .

وقال مراد من بيروت، عنوان المقاومة ورمز العروبة الحقيقية، إلى القدس وحجارتها المقدسة، إلى الضفة الغربية رمز المقاومة الأبية، إلى غزة عنوان الجرح النازف، إلى كل ذرة تراب من أرض فلسطين التاريخية، إلى أهلنا الصامدين الصابرين رغم الوجع والألم على امتداد هذا العالم، إلى كل الأحرار والشرفاء والمتضامنين من أبناء شعبنا وشرفاء أمتنا وأحرار العالم، إلى القابضين على الجمر، إلى النازفين، الجرحى، وعذابات الأسرى والمعتقلين…

في ذكرى غسان نؤكد لشعبنا اللبناني الشقيق بأن الشعب الفلسطيني في لبنان لن يكون إلا عامل أمن واستقرار لهذا البلد المضياف ، الذي لطالما احتضن القضية الفلسطين وقدم ولا يزال التضحيات الجسام نصرة لفلسطين ودفاعاً عن لبنان في وجه الأطماع والتهديدات الصهيونية .

في ذكرى غسان كنفاني، لكم جميعاً العهد والوعد بأننا لن نتراجع، ولن ننكسر، وسنبقى نرفع راية المقاومة، فهي قدرنا وخيارنا في مواجهة الاحتلال، حتى استعادة كامل حقوق شعبنا المغتصبة، لتعود للأمة عزتها وكرامتها، ولنحفظ للأجيال القادمة آمالها وأحلامها في التحرر والتقدم الحضاري.

التحية لكل قوى المقاومة في أمتنا، لا سيما لأبناء اليمن الشقيق وقواته المسلحة، وإلى المقاومة العراقية، وإلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان، لا سيما إلى روح سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله.

التحية للجمهورية الإسلامية في إيران، قيادة وشعباً وقوات، وإلى قواتها المسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى