بأقلامنا

للمربي الشهيد القائد سامر شغري بقلم الشاعر الدكتور بسام بزون

 

 

يا سامرَ المجد، يا نبعَ الطيبة و العطاء ، يا مَن علَّمتَنا كيف يكون الوفاء للوطن مدرسةً للأجيال….

على رمال شاطئ صور، خطوتَ خطواتِك الثابتة، وفي قلب البحر، رسمتَ طيفَ شجاعتك.و التزامك بقضايا اهلك و وطنك…

كنتَ جارا للبحر،تحاكي موجه كل صباح و تأخذ من عناده و تصميمه نبراسا لحياتك.. صديقاً للأمواج، ورفيقا لكلِّ نسمةٍ عابرةٍ تحمل عبقَ كفاحك.

حين اشتدَّ القصف، وتهاوتْ الأحجار، ظللتَ صامداً، حاملاً رايةَ الأمل، رافضاً مغادرةَ صور.

لم تَخشَ الدمارَ ولا هولَ النار، بل بقيتَ تُؤمنُ المياه للحياة، تُروي عطشَ المدينةِ والجوار.

كنتَ تنسجُ بين محطاتِ المياهِ وشرايينِ الأرضِ قصيدةَ العطاءِ، مع كلِّ قطرةٍ ندى.

أيها الشهيدُ، يا مَن زرعتَ الحبَّ في القلوب، والنورَ في عيون الصغار.والكبار

كيف ننساكَ، وأنتَ مَن زرعتَ على أرضِ صورِ إرثَ النقاء، لتُصبحَ قصةَ خُلود؟و لتروي الارض بدمك الطاهر ..رحلت ممسكا بتراب صور ..

يا مَن اخترتَ البقاءَ مع شعبِك، ورفضتَ الرحيلَ كأنَّ صورَ نبضٌ يسري في عروقك.

أيها البطلُ،المعطاء..يا صاحبَ الأقدامِ التي وطأتِ الرمالَ حافيةً، تبحثُ عن عدلِ السماء.

يا شهيدَ الإنسانية، علَّمتنا أنَّ البطولةَ ليست في السيفِ فقط، بل في العطاءِ تحت النار.

هنا، في مدينتك، يشهدُ البحرُ على عشقِك، وتشهدُ الأمواجُ على كبريائك.

سقطَ الجسدُ، لكنَّ الروحَ ارتفعتْ، لتُضيءَ سماءَ صورَ بنجمٍ خالد.

اليومَ، نقفُ هنا، وفي أعينِنا دمعةُ فخرٍ، وفي قلوبِنا عهدُ حفظِ إرثِك العظيم.

يا مَن حوَّلتَ الدموعَ إلى عزمٍ، والخوفَ إلى صمودٍ، واليأسَ إلى نبعِ أمل.

صورُ تبكيكَ، لكنها تحتضنُ ذكرى عزيمتِك، وترفعُ اسمَك عالياً في فضاءِ البطولة مع الشهداء الذين زرعوا اجسادهم دفاعا عن العرض و الارض…

لن يُنسى صوتُ خطواتِك على الشاطئ،وانت تحدث الموج و الرذاذ يلفح وجهك  ،لن ننسى أصداءُ نبضِ قلبِك في أعماقِ البحر.

أيها الشهيدُ، أنتَ لنا الدرسُ، ولكَ منا الوفاءُ، ولكَ من السماءِ السلام.

نرفعُ رايةَ الحبِّ والوفاءِ باسمك، ونعاهدُ ترابَ صورَ أن نُكملَ المسير.

حاج سامرَ، يا رمزَ الإيمانِ بالإنسانِ، سنبقى نحكي حكايتَك للأجيال.

لكَ منَّا الدعاءُ، ولكَ من صورَ و أخواتها العرفانُ، فأنتَ النجمُ الذي لن يُطفأ.

رحمكَ اللهُ، وجعلَ مثواكَ الجنة، أيها البطلُ الشهيدُ سامر شغري.وداعا…

اخوكم بسام بزون

زر الذهاب إلى الأعلى