بأقلامنا

وداعا أبو سامر.. صديق العمر والصهر الودود بقلم واصف عواضه

وداعا أبو سامر.. صديق العمر والصهر الودود
كان صديقي وأخي الذي لم تلده أمي ،قبل أن يكون صهري زوج شقيقتي. هو محمود بهيج حسين (أبو سامر) المعاون المتقاعد في سلك الجمارك،ابن بلدة اللويزة في قضاء جزين.
عرفته في منتصف السبعينات يوم خدم في الجمارك في بلدتي الناقورة على حدود فلسطين. أحببته وأحبني مثلما أحبه جميع أهالي الناقورة بشيبها وشبابها ،لدرجة باتت بلدته الثانية بعدما ربطته بها المصاهرة.
ربما أغالي اذا تحدثت عن محمود الإنسان بما تعنيه كلمة الإنسان. لكن كل من عرفه لن يستكثر مغالاتي به. هو صديق العمر،بل أكثر. محمود الطيب الدمث الودود المحب الصديق الصدوق الذي أخال أنه لم يؤذ أحدا في حياته ،لا بالقول ولا بالفعل.
في جعبتنا سويا ذكريات جميلة محفورة في بقايا العمر ،مخبأة في زوايا الشباب وعبث الأيام الغابرة. لكن ليس فيها ظلم ولا جور ولا ندم.
كان محمود ممتلئا حيوية ونشاطا ،لكن المرض دهمه في السنوات الأخيرة ،واضطره الى غسل الكلى ،بما في هذه الحالة من عناء له وللمحيطين به. لكن العائلة ،زوجة وأبناء،رعته بإهداب العيون ،التزاما بالآية الكريمة “وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا… ” فما قالوا أف يوما،لسانهم اليوم: ربنا ارحمه كما ربانا صغارا.
في سنواته الأخيرة تحمّل محمود الكثير من الألم ،وعض على وجعه ،فعسى ان يشفع له ذلك في آخرته. لم يكن محمود يستأهل كل هذا ..اللهم لا اعتراض .
الاسبوع الماضي عرجت عليه في اللويزة،وتجالسنا وتنادمنا كالعادة. لم أكن أحسب أنها زيارة الوداع.
أنا حزين جدا لغياب محمود،الصهر الودود وصديق العمر،وإن العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقه ،لكنني لا أقول إلا ما يرضي الله . رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
أعزي نفسي اولا،وخالص العزاء لشقيقتي الحبيبة هند ،والأبناء سامر وميساء ولمى والاحفاد والعائلة الكريمة. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
زر الذهاب إلى الأعلى