بأقلامنا

سوريا ومواجهة لعبة الأمم في صراع المصالح ومحاولة كسر محور المقاومة من خلال اسقاط اتفاق استانا \ د. شريف نورالدين

بتاريخ: 2 / 12 / 2024

 

سوريا بين مطرقة المصالح الدولية وسندان المؤامرات الإقليمية، في حين تتعمق الفوضى التي تعصف بالشرق الأوسط، تبرز سوريا كمسرح رئيسي لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية.
الأحداث الأخيرة في حلب وإدلب ليست مجرد تحركات عسكرية عابرة، بل هي فصل جديد من لعبة جيوسياسية محكمة، تقف خلفها أيادٍ تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
بين الدعم التركي العلني للفصائل المسلحة، وتواطؤ أطراف دولية تسعى لإضعاف محور المقاومة، يتضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل لهما مصلحة مباشرة في إطالة أمد الصراع، لفرض واقع جديد يُنهك سوريا وحلفاءها ويعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة.
هذه التطورات تكشف عن محاولات ممنهجة لمحاصرة إيران واستنزافها في سوريا، وإضعاف الجبهة الشمالية المحاذية لإسرائيل، بهدف تحقيق ما عجزت عنه الحروب المباشرة من خلال بوابة سوريا وخاصرتها حلب في الهجوم الاخير.

– اتفاق استانا و”خفض التصعيد”…
البعد السياسي والعسكري للاتفاق يعكس مقاربة براغماتية من الدول الضامنة (روسيا، تركيا، إيران) ومن خلفه نوع من التوافق الاميركي لإدارة الصراع السوري. فهو يميز بين ثلاثة أنواع من القوى الفاعلة:
1. جماعات “الإرهاب الدولي”: مثل داعش والنصرة، والتي يقر الاتفاق بمواصلة قتالها واستهدافها عسكريًا دون هوادة.
2. فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة: والتي يمكن احتواؤها عبر نظام وقف إطلاق النار، مما يعني دمجها سياسيًا وعسكريًا في المستقبل.
3. الفصائل القابلة للتوظيف: يُحتمل استخدامها كأدوات للسيطرة المحلية، أو كجزء من ترتيبات أمنية جديدة.
4. الأهداف التكتيكية: تقليل العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية وتوفير ظروف ملائمة للمدنيين ضمن مناطق خفض التصعيد.
5. تحقيق مكاسب عسكرية: من خلال توجيه الجهود القتالية ضد داعش والنصرة، بينما يتم تجميد الجبهات مع المعارضة المعتدلة.
6. الانعكاسات على الصراع السوري:تحويل النزاع من مواجهة مفتوحة إلى نزاع مُدار.
7.تثبيت المناطق الفعلي: يعزز الاتفاق مناطق الدول الضامنة.
8. إعادة تدوير العنف: إذ أن استمرار القتال ضد داعش والنصرة يُبقي جذوة الصراع مشتعلة، مع احتمالية عودة التوتر إذا انهارت التفاهمات…

هذا الاتفاق يظهر ان هناك تباينا بين الروسي والاميركي من تحت الطاولة وخلف الابواب في التعامل مع الحرب، هذا يعكس ديناميكيات الحروب الحديثة، حيث تتداخل السياسة والعنف مع حسابات المصالح الدولية.

وهذا الاتفاق كاو يدلل على المدى الطويل، إلى تهدئة مؤقتة ولكنه لا يعالج جذور الصراع أو يضمن سلامًا مستدامًا.
كما أن الفصل بين الفصائل وإعادة توظيف بعضها يشير إلى أن العنف قد يتخذ أشكالًا جديدة وفقًا للتغيرات في ميزان القوى، وهذا ما حصل في الهجوم الحالي على حلب بمشاركة كل الفصائل المسلحة بعد نزاعات وتوترات متكررة، والتوافق فيما بينها على خوض هذه المعركة…

– الهجوم على حلب
تداعيات إقليمية ومخاطر استراتيجية على تركيا وسوريا، مع انهيار اتفاقيات خفض التصعيد وتصعيد غير مسبوق.

الهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام وحلفاؤها في حلب وإدلب يعكس تحولا جذريا في مسار الحرب السورية، ويعد ضربة قاسية لاتفاقيات “خفض التصعيد” المبرمة عام 2017 في أستانا، برعاية روسيا، إيران، وتركيا. بينما كان الهدف من الاتفاق تخفيف التوتر وضمان استقرار المناطق المتفق عليها، جاءت هذه التطورات لتقلب الطاولة، حيث لم يعد هناك مجال للهدنة أو الحلول المؤقتة.
التصعيد الأخير يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات استراتيجية كبيرة من قبل التحالف الروسي-الإيراني-السوري لاستعادة السيطرة على كافة الأراضي، بما في ذلك إدلب، آخر معاقل الجماعات المسلحة.

– الدور التركي في حسابات معقدة بين دعم الجماعات المسلحة ومخاطر الداخل
منذ بداية الصراع، لعبت تركيا دورًا مزدوجًا في سوريا، معلنة دعمها للمعارضة المسلحة ومستخدمة المجموعات المتطرفة كورقة ضغط على النظام السوري وحلفائه. لكن تطورات حلب الأخيرة كشفت عن مخاطر هذا النهج على الأمن القومي التركي.
1. موقف عدائي تجاه سوريا:تحت قيادة رجب طيب أردوغان، انتهجت تركيا سياسة عدائية تجاه دمشق، مستفيدة من الاضطرابات لإضعاف النظام السوري وفرض نفوذها في الشمال السوري. إلا أن هذه السياسة باتت تعود بنتائج عكسية:
– تصاعد الأزمة مع الأكراد داخل تركيا.
– ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي بشأن دعم الجماعات المسلحة.

2. ارتباط بالمصالح الإسرائيلية: تركيا، التي كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، تجد نفسها في موقع يتقاطع مع المصالح الإسرائيلية في محاصرة النفوذ الإيراني وإضعاف دمشق. من منظور إقليمي، يمكن النظر إلى دعم أنقرة للجماعات المسلحة في سوريا كجزء من استراتيجية أوسع لخلق حالة من عدم الاستقرار تخدم مصالح إسرائيل.

3. أزمة اللاجئين كأداة ضغط: تركيا تضع نفسها في مازق هذا الهجوم مع حوالي 4 ملايين لاجئ سوري، غالبيتهم من إدلب سينزحون اليها، وإذا بدأت المعركة الكبرى لاستعادة إدلب، فستواجه تركيا أزمة إنسانية ضخمة مع تدفق مزيد من اللاجئين.

– التحالف الروسي-الإيراني-السوري و التحضير لهجوم مضاد حاسم
تعد التطورات الأخيرة فرصة ذهبية للنظام السوري وحلفائه، إذ يظهر استعدادهم لشن هجوم شامل لاستعادة ما تبقى من الأراضي السورية:
1. روسيا وإيران: تنظر كل من موسكو وطهران إلى انهيار اتفاق أستانا كتهديد مباشر لمصالحهما الاستراتيجية. لقد استثمرت الدولتان موارد هائلة لدعم دمشق، ولن تقبلا بسيطرة الجماعات المسلحة على مناطق استراتيجية.

2. التحضير للمعركة الكبرى: التقارير تشير إلى أن الجيش السوري وحلفاءه يحشدون قواتهم لاستعادة إدلب، آخر المعاقل الكبرى للمعارضة. هذه المعركة لن تكون مجرد مواجهة عسكرية، بل ستكون حاسمة لتحديد مستقبل سوريا الموحدة.

3. تهديد تركيا وحلفائها: إذا تمكن الجيش السوري من استعادة إدلب، فإن ذلك سيضع تركيا في موقف حرج للغاية. إذ ستفقد أنقرة نفوذها في سوريا وستواجه خطر تدفق اللاجئين والهجمات الانتقامية داخل أراضيها.

– التداعيات الإقليمية وموقف عربي موحد ضد التدخلات التركية
الدول العربية، التي كانت تشهد انقسامًا حيال الأزمة السورية، بدأت تتوحد ضد التدخلات التركية في المنطقة. لبنان، العراق، ومصر والجزائر والسعودية وغيرهم عبروا عن قلقهم من التصعيد في سوريا، معتبرين أن سياسة أردوغان التوسعية تهدد الأمن الإقليمي.

– تحليل استراتيجي ونهاية سياسة المراوغة التركية؟
اللعب التركي على الحبال الدولية؛ مناورة محفوفة بالمخاطر.
أردوغان يحاول انتهاج سياسة براغماتية مزدوجة، حيث يقدم نفسه كوسيط دولي وشريك أمني للغرب، بينما يواصل دعم الجماعات المسلحة في سوريا لضمان تحقيق أهدافه الإقليمية. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية باتت مهددة للأسباب التالية:
1.انكشاف المراوغة: التصعيد الأخير في سوريا كشف تذبذب الموقف التركي بين تعهداته في أستانا وتصرفاته على الأرض. الدول الغربية والعربية باتت أكثر وعيًا بأهدافه التوسعية. وتضرر علاقات تركيا مع العالم العربي، حيث أصبحت مواقفها تجاه سوريا وليبيا محل انتقاد شديد.
2. الأزمة الداخلية التركية:يعاني أردوغان من أزمة اقتصادية حادة، إلى جانب توترات اجتماعية وسياسية متزايدة. أي تصعيد جديد في سوريا قد يؤدي إلى تفجر هذه الأزمات داخليًا، خاصة إذا واجه ضغطًا متزايدًا من اللاجئين السوريين والجماعات الكردية.
3. تعثر طموحاتها الإقليمية مع صعود محور جديد يقوده روسيا وإيران لدعم الاستقرار في سوريا.
4. الهجوم على حلب قد يكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر السياسة التركية. فمعركة إدلب المقبلة ستكون اختبارًا حاسمًا لمستقبل النفوذ التركي في المنطقة، وقد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات بما يضمن لسوريا وحلفائها السيطرة الكاملة واستعادة سيادتهم على أراضيهم.

– الديناميات الدولية وتحولات اللعبة الإقليمية
ديناميات دولية جديدة وتراجع الهيمنة الأمريكية وتوازنات بديلة.
لا يمكن فهم التصعيد الأخير في سوريا بمعزل عن تراجع الدور الأمريكي في المنطقة. الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من الصراعات الشرق أوسطية أفسح المجال أمام روسيا لتوسيع نفوذها، وخلق توازنات جديدة مع إيران وتركيا.
1. روسيا كلاعب رئيسي: تلعب روسيا دورًا محوريًا في تحديد مسار الصراع السوري، حيث تحاول الجمع بين التحالف مع دمشق وطهران، والحفاظ على قنوات اتصال مع أنقرة. لكن التصعيد في حلب أظهر أن موسكو قد تضطر إلى اختيار طرف واحد إذا تفاقمت الأمور.
2. دور الصين الصاعد: مع تركيز الغرب على أوكرانيا، يبدو أن الصين بدأت تلقي بثقلها في الشرق الأوسط، مستفيدة من تقليص النفوذ الأمريكي. دعمها لسوريا، خاصة في المحافل الدولية، يبرز التحول في موازين القوى العالمية.

– إدلب؛ الحصن الأخير أم القنبلة الموقوتة؟
تبقى إدلب المحور الأساسي لأي حديث عن مستقبل الصراع السوري. وجود نحو 4 ملايين مدني في المنطقة يجعلها قنبلة إنسانية موقوتة. إذا بدأت الحملة العسكرية الكبرى.
1. كارثة إنسانية جديدة: تركيا لن تكون قادرة على احتواء تدفق اللاجئين، مما سيؤدي إلى ضغط كبير على حدودها. كما أن أوروبا ستكون معرضة لأزمة لجوء جديدة، قد تعيد إحياء الخلافات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي.
2. إعادة رسم خريطة السيطرة: سقوط إدلب يعني نهاية أي وجود مسلح معارض قوي، ما يضع دمشق في موقف تفاوضي أقوى بكثير في أي محادثات سياسية مستقبلية.

– تداعيات أوسع و هل تتغير موازين القوى الإقليمية؟
التصعيد في سوريا يهدد بإعادة تشكيل الخريطة الإقليمية، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل.
1. إسرائيل والفرصة الاستراتيجية: بينما تنشغل إيران وروسيا بالتصعيد في سوريا، قد تجد إسرائيل فرصة لتعزيز هجماتها ضد المنشآت الإيرانية. تصريحات إسرائيلية أخيرة تشير إلى أن تل أبيب ترى في الفوضى السورية فرصة لإضعاف النفوذ الإيراني أكثر.
2. العالم العربي واستعادة زمام المبادرة: الدول العربية، التي بدأت تنفتح مجددًا على سوريا، تجد نفسها أمام فرصة تاريخية لإعادة التوازن الإقليمي، حيث يمكنها لعب دور الوسيط لإعادة الاستقرار، مع تقليص النفوذ التركي و الدور الإيراني.

– أثر بعيد المدى على النظام الدولي
التطورات السورية تؤكد أن النظام الدولي متعدد الأقطاب بدأ يترسخ، حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على فرض إرادتها بشكل منفرد. الصراع في سوريا يعكس صورة مصغرة للتحولات الكبرى.
1. التحالفات غير المستقرة: التعاون بين تركيا، روسيا، وإيران بات هشًا، حيث تتحرك الأطراف وفق المصالح. انهيار اتفاق أستانا يبرز كيف يمكن لتحالفات الضرورة أن تتفكك بسرعة.
2. مستقبل النظام العالمي: سوريا أصبحت نموذجًا للصراعات المستقبلية، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، وتُستخدم الحروب بالوكالة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية من خلال مخطط صهيوني اميركي تركي.

– أبرز محطات الدعم والتعاون التركي-الإسرائيلي
تركيا كانت بالفعل أول دولة “مسلمة” تعترف بإسرائيل في عام 1949، بعد فترة وجيزة من تأسيس الدولة الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات متباينة تراوحت بين التعاون الوثيق والتوترات.
1. التعاون العسكري والاقتصادي: في الستينيات والسبعينيات، برزت العلاقات التركية-الإسرائيلية بشكل واضح من خلال اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي.
شملت الاتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية وصفقات السلاح.
2. الدعم السياسي: تركيا لم تنخرط بشكل مباشر في الحروب العربية-الإسرائيلية (1948، 1967، 1973)، مما جعلها شريكاً مهماً لإسرائيل في المنطقة.
3. اتفاقيات التجارة والتبادل الثقافي: في التسعينيات، وقّع البلدان العديد من الاتفاقيات التجارية والثقافية، مما عزز العلاقات الثنائية.
4. العلاقات في الأزمات: رغم الدعم الظاهر، مرت العلاقات بتوترات، لا سيما بعد أحداث “أسطول الحرية” عام 2010.
5. مواقف متباينة تجاه القضية الفلسطينية: على الرغم من التعاون، دأبت تركيا على إعلان “دعمها العلني للفلسطينيين” ، خصوصاً خلال الأزمات الكبرى مثل العدوان على غزة.
6. استمرار التعاون: حتى اليوم، تستمر العلاقات التركية-الإسرائيلية رغم الفتور في بعض الفترات، حيث تواصل تركيا تعاملها مع إسرائيل في مجالات عدة، مثل الاقتصاد والطاقة وغيره.

خلاصة؛ سوريا أمام مفترق طرق جديد
معركة حلب وإدلب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي صراع استراتيجي بين أطراف دولية وإقليمية. في ظل هذه التطورات، تبدو سوريا وحلفاؤها أمام فرصة حاسمة لاستعادة السيطرة على سوريا. وتوجيه رسالة واضحة بأن وحدة البلاد وسيادتها خط أحمر.
بينما تواجه تركيا مخاطر جمة قد تؤثر على مستقبلها السياسي والأمني في المنطقة، بل هو علامة فارقة في الصراع، والذي يعيد تركيا تواجه لحظة الحقيقة، فسياساتها التوسعية باتت تحمل مخاطر وجودية قد تهدد استقرارها.

خاتمة؛ معركة سوريا… رهان المصير الإقليمي
ما يجري اليوم في سوريا ليس مجرد صراع محلي، بل معركة وجود تخوضها دمشق وحلفاؤها ضد تحالفات تهدف إلى تفتيت المنطقة خدمةً للمصالح الإسرائيلية والأميركية. وبينما تستمر تركيا في لعب دورها المزدوج، مستغلة الفوضى لتحقيق مكاسب آنية، فإنها تغفل عن تداعيات هذا الصراع على أمنها القومي واستقرارها الداخلي، خاصة مع التحديات التي تلوح في الأفق بسبب التغيرات الديموغرافية وملف اللاجئين السوريين.

أما الولايات المتحدة وإسرائيل، فيسعيان إلى إبقاء سوريا ساحةً مفتوحة للصراعات لإضعاف محور المقاومة وفرض أجندة سياسية جديدة تخدم أمن إسرائيل. لكن، كما أظهرت الأحداث، فإن محور دمشق-طهران-موسكو يدرك جيدًا أن هذه المعركة ليست مجرد دفاع عن الأراضي، بل هي معركة استراتيجية تهدف إلى إفشال المخططات الدولية واستعادة السيادة السورية.

في النهاية، قد تكون هذه المواجهة نقطة تحول تُعيد رسم ملامح المنطقة، وتحدد مستقبل النظام الإقليمي في مواجهة مشروع الهيمنة بدء من حرب الابادة على غزة الى اهدافه المعلنة في حرب الوجود على لبنان ثم إلى تقسيم سوريا ومحاصرة ايران وبعدها العراق ثم المنطقة باكملها تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد كما يحلم به نتنياهو وحكومة بن غفير وسموتريتش الاكثرتطرفا ونازيا وفاشيا وديكتاتوريا وعثمانيا.

انهم “اكزينو” عصرهم ومبتكريه ومبدعيه الاكثر وحشية …

 

زر الذهاب إلى الأعلى