بعد اتفاق غزة : لبنان والمنطقة وابعاد التصعيد الاسرائيلي الجديد بقلم د. قاسم قصير

بعد 24 ساعة على اعلان الاتفاق لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وتبادل الاسرى وقبل انعقاد قمة شرم الشيخ شهد لبنان تصعيدا اسرائيليا كبيرا تمثل بشنّ ثمانية عشرة غارة على أهم منطقة تربط الجنوب اللبناني بين محافظة الجنوب ومحافظة النبطية،وهي منطقة المصيلح في منطقة الزهراني حيث يوجد ايضا مقر كبير لرئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري ، ، فدمّر مئات الجرافات والحفارات والجرارات الزراعية والجبّالات، وكل ما له علاقة بالإعمار والزراعة وإحياء الأراضي في خدمة الناس بحجة ان هذه الاليات تستخدم من اجل اعادة بناء البنية العسكرية لحزب الله ، في حين اكد وزير الاشغال اللبناني فايز رسامني ان هذه الاليات تستفيد منها وزاررة الاشغال لازالة الردم من المناطق المدمرة وفتج الطرقات واعادة الاعمار.
وتزامن العدوان الاسرائيلي على منطقة المصيلح مع زيادة التعديات الاسرائيلية في كل المناطق الحدودية واستهداف المواطنين الامنين والبنى التحتية وتوجيه التهديدات للمواطنين ومنهم منسق تجمع ابناء القرى الحدودية طارق مزرعاني لان التجمع يعمل من اجل عودة السكان الى قراهم ومدنهم المدمرة.
فما هي ابعاد التصعيد الاسرائيلي الجديد ؟ وهل سيكون لبنان امام مخاطر كبيرة في المرحلة المقبلة؟
تقول مصادر سياسية لبنانية : انه بعد فشل العدو في إنجاز أهدافه السياسية والعسكرية، لجأ إلى توجيه رسائل متعددة لتحقيق ما عجز عنه في المواجهة المباشرة بغية الحصول على الأهداف التالية:
١- تسليط الضوء على لبنان بعد فشله في غزة
٢- محاولة إعادة الثقة إلى المستوطنين الذين لم يعودوا إلى الجليل
٣-شن حرب نفسية تستهدف بيئة المقاومة ودفعها إلى رفع الصوت وإيجاد شرخ بينهما
٤- منع إعادة الإعمار ودفع اللبنانيين إلى التهجير مجدداً
٥- تحويل المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية الفلسطينية حتى نهر الزهراني منطقة عازلة وغير قابلة للاستقرار
٦- الضغط على الحكومة اللبنانية للموافقة على ١٧اتفاق أيار جديد وهيمنة أمنية بموجب اتفاقية إذعان والدفع للذهاب الى مفاوضات مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني وهذا ما تحدث عنه مسؤولون اميركيون واسرائيليون وبدات بعض الاطراف اللبنانية الدعوة اليه .
٧- رسالة إلى الجيش اللبناني بأن وجوده ودوره في جنوب لبنان لا قيمة له ولا يمنع العدو من الاستمرار في عدوانه .
٨- تعطيل عمل اللجنة الضامنة لوقف النار بزعامة واشنطن من اجل البحث في اليات جديدة للتفاوض .
وفي مواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر والتصعيد الكبير الذي برز في العدوان على منطقة المصيلح برزت وحدة الجنوبيين برفضهم الاحتلال وتمسكهم بالأرض وإعادة الإعمار واحتضانهم للمقاومة وشهد لبنان اوسع تجمع كشفي لكشافة الامام المهدي في المدينة الرياضية في بيروت وضم حوالي 75الف كشاف وكشافة وذلك في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ، مما يؤكد انه رغم كل الاعتداءات الاسرائيلية فان بيئة المقاومة لا تزال قوية ، كما جرى الكشف عن شبكة اسرائيلية تخطط لتفجير الحشود الشعبية وتنفيذ اغتيالات في بعض المناطق اللبنانية.
وعلى الصعيد الرسمي ولاول مرة منذ اتفاق وقف اطلاق النار قررت الحكومة اللبنانية توجيه شكوى لمجلس الامن ضد العدوان الاسرائيلي .
وفي المقابل يلاحظ غياب المجتمع الدولي بشكل عام عن جرائم العدو في لبنان وعجز مجلس الأمن عن حفظ السلم والأمن الدوليين في لبنان مما يضع علامات استفهام كثيرة امام ابعاد التصعيد الاسرائيلي الجديد والاهداف التي يريد تحقيقها في المرحلة المقبلة وهل هو من اجل دفع لبنان للتفاوض مع العدو الاسرائيلي.
وعلى ضوء ذلك تطرح العديد من التساؤلات حول المرحلة المقبلة:
١- اي دور يجب ان تقوم به الدبلوماسية اللبنانية تجاه الاعتداءات الصهيونية على لبنان؟
٢- إلى متى ستبقى الأصوات التي تدعو لنزع السلاح وتبرير العدوان الاسرائيلي المستمر؟
٣- ما هي خطة الحكومة اللبنانية لمواحهة التصعيد الاسرائيلي في المرحلة المقبلة؟
٤- إلى أين يتجه لبنان والمنطقة بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ وهل سنكون امام تصعيد اسرائيلي كبير او مشروع تسوية كبرى يشمل كل المنطقة ومنها لبنان ؟
قاسم قصير
موقع الامان الالكتروني