بأقلامنا

كلمة بقلم محمد الشّيخ علي فيّاض فتوني في ذكرى عاشوراء.

بسم الله الرّحمن الرّحيم والحمدلله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّ الرّحمة وعلى آله الأطهار الميامين وصحبه الأخيار المنتجبين.
ها قد أقبلَت عاشوراء الحسين (ع) كعادتها في كلّ عام، أقبلَت وهي تحملُ تجليّات الهجرة الشّريفة النّبويّة، ومعها تعاليم الإسلام.
نعم أقبلت عاشوراء بهتافيْن خالديْن على مرّ الزّمان، إنّما خرجْتُ للإصلاح في أمّة جدّي وهيهات منّا الذّلة يأبى الله ورسولُه والمؤمنون.
أقبلتْ عاشوراء الحسين (ع)، يقودها نور السّماء والنّور المحمّديّ واللّباس العلويّ، والإباء الحسينيّ في مكافحة الشّيطان والمكر والخداع.
أناديكِ وأحيّيكِ تحيّة صدقٍ وانتماء للمدرسة الرّساليّة، مدرسة سيّد المرسلين وخاتمهم النّبيّ الأعظم (ص)، مدرسة الإمام علي (ع)، مدرسة الدّفاع عن الحرّيّة والمساواة.
فالإمام الحسين (ع) كانت حياته في جميع العصور والأجيال رمزًا للعدل وجميع القيم الإنسانيّة، مضحّيًا كي يستقيم الدّين ويسودُ حكم القرآن وعدالة السّماء، وهي تحمل النّور والهدى.
فقد اتّخذ من مسجد جدّه الرّسول (ص) الأكرم في المدينة مجلسًا لتُعقدَ فيه حلقات العلم والبحث وجعلَه جامعةً اسلاميّة.
وعندما بلغ الظّلم والفساد والجَور ذروتَه، خرج الإمام إلى أصحابه مناديًا :”ألا ترَون إلى الحقّ لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادةً والحياة مع الظّالمين إلّا شقاءً وبرمًا.
وفي تلك اللّحظات الأخيرة أخذ يُناجي الله تعالى ويتضرّع ويشكو إليه ما ألمّ به من الكوارث “أحكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين”.
من هنا من مبادئ الثّورة الحسينيّة الكربلائيّة الرّوحانيّة، انطلقت هذه المقاومة المزدحمة برجالاتها وقياداتها وعباقرتها، نعم بمقاومتنا وبشهدائنا الأبطال الّذين توالت بطولاتهم ملحمةً إثر ملحمة، فروت دماؤهم الزّكيّة الأرض العامليّة الطّاهرة وعلى مساحة الوطن كلّه بنفوسٍ أبيّة عالية لا يحطّ من عزمها القنوط في وجه الظّلم والاستبداد والجبابرة، فدوّى أثرهم المقاوم مشرقًا ومغربًا، حتّى أصبحوا المصدر المرموق في دنيا لبنان والعرب وفي العالم كلّه وفي سجلّ الخلود.
نعم، ها هي عاشوراء ثورة المستضعفين والفقراء والنّجباء المؤمنين بالله ورسوله والأديان السّماويّة مسيحيّةً أم إسلاميّة.
لقد سمّوها كربلاء، وقالوا هي كربٌ وبلاء، إنّما هي في الواقع أجدر بأن تكون بأمجاد الإمام الحسين (ع)، درب العلاء والمجد والارتقاء إلى درجات السّماء.
اللّهم إهدنا لمثل هذه الدّرب، درب العظمة والإباء..
السّلام عليك يا سيّدي الإمام من أرض عاملة الطّاهرة، وعلى أبنائك وأصحابك الغرّ الميامين وعلى شهدائنا الأبرار وعلمائنا الأخيار والمجاهدين بحقّ ورحمة الله وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى