بأقلامنا

معاملات الدنيا وانعكاسها على معاملات الآخرة بقلم السيد حسن الأمين

… في كثير من البلدان هناك دوائر وأشخاص موظفون يأخذون البدل عن وظائفهم لأجل تخليص معاملات المواطنين فهذه أتعابهم .. وفي نفس الوقت هذه الوظائف يمكن أن يستفيد منها الإنسان في الآخرة في رفعة درجته أو في نزول الدركات السفلى وهي – أي الوظائف- ليست وظائف فقط بل هي امتحان لهذا الانسان وفرصة كيف يمكن أن تكون سببا في أن تكون ممرا سهلا في الآخرة …
تصور معي مثلا أن مواطنا ذهب الى دائرة من هذه الدوائر، جوازات، زواج، عقارات ، مالية، جامعات، مدارس، أي شيء .. وكان من المفترض بحسب الطبيعة أن تنجز معاملته في ثلاثة أيام، أو أسبوع، أو يوم … ثم يتم تقاذف هذا المواطن ومعاملته من مجموع الدائرة أو من واحد أو من مجموعة إلى شهر وشهور وسنوات وقد يكون هناك موظف ينجزها في وقتها بطيب نفس… كيف ستتصور تأثير ذلك في عالم الآخرة حين توضع الموازين القسط وتنشر الكتب والصحف وعندما تتجسم الأعمال؟؟ فمنها -الأعمال- ما له رائحة وصورة كريهة ومنها ما له رائحة وصورة طيبة؟ بتصوري أن من ماطل الناس يوما ستماطله ملائكة الحساب ألف سنة ويقال له انتظر وابق وعد في وقت اخر نحن مشغولون ….قال الله في محكم كتابه( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) .. فاحذر هذا اليوم أم الساعة التي تماطل فيها أحدا كم سيماطل بك! .. وأما من لم يماطل الناس وقام بما يستوجب فسيخفف عنه كما ورد في الانجيل: (لأني جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني ..)
إن حقوق الموظفين ليست عند المواطنين ولا يحق لهم ولا يجوز لهم مماطلتهم وابتزازهم ووضع السماسرة عليهم وإنما حقوق الموظفين هي عند رب العمل الذي إن كان له حق فعليه أن يطلبه منه ولا يحول وظيفته إلى الخسران المبين في الآخرة.
السيد حسن الأمين

زر الذهاب إلى الأعلى