بأقلامنا

ثاثير التكريم على حياة المكفوفين. بقلم الاستاذ عبد اسعد

مما لا يرقى إليه شك أن الإسلام أولى الإنسان بصفة عامة مكانة متميزة وجعله منطلق دعوته وهدفها الأسمى. وكثيرة هي الآيات القرآنية التي تشهد على تكريم الإنسان والعناية به وتخصيصه بما هو أهل له من رعاية واهتمام. داخل هذا الموقف المبدئي العام، كان من الطبيعي أن يخصص الإسلام أهميةً متميزةً للمستضعفين من البشر، أو الذين يعيشون أوضاعاً خاصةً بحكم أحوالهم الاجتماعية أو معاناتهم الجسدية. أي أن الإسلام فيما حملته رسالته من تجاوز لما كان سائداً في عدة حضارات، قد جاء كذلك برؤية مغايرة لمن يسمون في اللغة العربية الحديثة بالأشخاص المعاقين، أو بتعبير أكثر حداثة، الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة.
وعن مبادئ العدل والمساواة قال عزو جل: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم} (الحجرات ـ الآية 13). ذاك هو جوهر رسالة الإسلام إلى البشرية: الأخوة والعدل والمساواة، مبادئ سامية بشر بها الإسلام، وسعى المسلمون إلى نشرها لتكون الخلفية الحضارية البديلة التي جاءت بها الرسالة المحمدية.
واما اذا تحدثتنا عن مفهوم التكريم وما اعنيه:
مفهوم التكريم وتطبيقه بدأ مع بداية خلق الله للإنسان وبني آدم حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [سورة الإسراء:70] بمعنى أن التكريم هو إعطاء الإنسان الكرامة اللائقة به ككائن حي تمييزاً عن غيره، وهذا تفسير لمعان واعتبارات منطقية تدل على الكرم والكرامة من المعطي الخالق الكريم سبحانه وتعالى حيث يحظى هذا الإنسان، ويحظى بخصائص ومزايا تستحق التكريم كما أن العبرة من التكريم هو تحفيز ومكافأة وتشجيع للشخص أو الكائن المكرم ودافع وحافظ له ولغيره لمزيد من العطاء و من البذل ولمزيد من المحافظة على الصفة أو الخاصية المكرم من أجلها.
التاريخ: 10/12/2023
بقلم الاستاذ عبد اسعد امين سر مؤسسة الشهيد ابو جهاد الوزير لتاهيل ذوي الاعاقه ورئيس رابطه نور الامل للمكفوفين الفلسطينين في لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى