بأقلامنا

رهان على تقارب “س.س”… ولكن هل يصب في مصلحة فرنجية؟ بقلم رضوان عقيل

 يراهن الفريق المؤيد لترشيح رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية الى #رئاسة الجمهورية على حصول تقارب بين #سوريا و#السعودية بغية خدمة الرجل في رحلته للوصول إلى قصر بعبدا، والتي تعترضها جملة من الحواجز و”الفيتوات” المحلية والخارجية. وبعد تبنّي رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ترشيح فرنجية، توضحت الصورة الانتخابية اكثر وستظهر معالمها في الجلسة الانتخابية الرقم 12 التي لم يحدد بري موعدها بعد في انتظار مزيد من الاتصالات وانضاجها على أكثر من مستوى بعدما تبين انه أعدّ والحزب، الى النواب الذين يلتقون مع فرنجية، “غرفة عمليات” لتحصين موقع مرشحهم، وهي تنشط في الداخل والخارج من خلال معاونين لفرنجية يقومون بهذه المهمة من دون ضجيج اعلامي في باريس وغيرها من العواصم المؤثرة. وثمة من رأى انه كان من الأجدى لفرنجية ان يعلن ترشيحه رسميا قبل ان يلقى هذا التبنّي من مؤيديه. وفي لقاء جمع سفراء عربا يعملون في دولة غير عربية تملك تأثيرا في الاقليم، جرى نقاش طويل لملفات المنطقة من الانتخابات الرئاسية في لبنان الى أوضاع اليمن مرورا بالانفتاح العربي على سوريا والذي برز اكثر بعد الزلزال الذي أصابها قبل شهر. وفي حصيلة السلة الديبلوماسية تبين ان الملف اليمني يبقى المتصدر في أجندة المسؤولين في المملكة العربية السعودية، التي لا تمانع في فتح صفحة جديدة مع دمشق بعدما أدركت ودول عربية اخرى ان لا مشكلة في التعاطي مع الرئيس بشار الأسد حتى لو استمر في علاقاته مع طهران. وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد مهد لهذه الاستدارة بقوله في مؤتمر ميونيخ الاخير ان زمن القطيعة مع دمشق “غير قابل للاستمرار”. وأعقب هذا الامر قيام وفد من الاتحاد البرلماني العربي برئاسة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي بزيارة العاصمة السورية ولقاء الاسد حيث تعمل بغداد على استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، مع تشديد الحلبوسي على الافادة من المساحة الحالية للتلاقي العربي وعدم خسارتها. واستكمالا لتحصين موقف المملكة سيقوم بن فرحان بزيارة الى موسكو هي الاولى له على هذا المستوى منذ سنوات. ولا تخفي الاخيرة تأييدها لانتخاب فرنجية الذي لا ينقطع تواصله مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الملمّ بتفاصيل الشارع اللبناني وانقساماته والمتابع لملف الاستحقاق اللبناني رغم انشغال بلاده في حرب أوكرانيا. ويقول سفير خليجي بعد “اللقاء الخماسي” في باريس ان “لا حظّ لفرنجية في الوصول الى الرئاسة”، لكنه لا يحسم الموقف النهائي لدولته حيال الاسم الذي تفضله على عكس كل الطروحات التي تُطلق في هذا الشأن. ويعتقد انه اذا ما انتُخب فرنجية ستكون سوريا المستفيدة الاولى من وجود ابن زغرتا في القصر الجمهوري. ولم تخلُ الجلسة الديبلوماسية العربية هذه من التطرق الى البحث في امكان ترشيح اسماء اخرى غير فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون الذي يحظى بتأييد القاهرة التي ترى ان ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان لا يزال معقدا. وسأل سفير نظيره اللبناني عن امكان التوجه الى خيار ثالث يكون بديلا من فرنجية وعون فسمّى النائب فريد هيكل الخازن. ويأتي طرح اسم الاخير انطلاقا من علاقاته الجيدة مع فرنجية والطيبة مع الكنيسة المارونية بسبب العلاقة التاريخية بين العائلة وبكركي، إضافة الى ان الخازن على تواصل مفتوح مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الرافض والمعارض لحلول فرنجية في الرئاسة. ولا ينقطع الخازن ايضا عن لقاءاته مع “حزب الله” ومحاولاته التقريب اكثر من مرة بين فرنجية وباسيل. وخلصت الجلسة الديبلوماسية العربية الى متابعة أولويات اهتمامات كل بلد مع التوقف عند الجانب السعودي نظراً الى حجم تأثيره في الانتخابات الرئاسية اللبنانية على شريحة كبيرة من النواب السنّة وغيرهم. ويتحدث مصدر ديبلوماسي ان فرحان سيحط في دمشق “قريبا جدا” مع ترقب انتظار زيارة للاسد الى موسكو. ويقول لسان حال الديبلوماسية السعودية ان الكرة الآن في ملعب سوريا، وان على قيادتها ان تستغل جيدا الانفتاحات الاخيرة حيالها، وان هذا التطور اصبح في منتصف الطريق. وثمة رسائل تلقتها دمشق من القنوات السعودية تشدد على ضرورة وقف تهريب المخدرات والكبتاغون الى المملكة. وثمة ضباط سوريون يشرفون، بحسب المصدر الديبلوماسي، على انتاج هذه الكميات في معامل وإرسالها الى السعودية عبر لبنان. وتشدد الدعوات السعودية هنا على ضرورة اتخاذ النظام السوري خطوات جازمة وحاسمة تقضي بوقف تهريب الممنوعات اليها. وهذا ما سيعكسه بن فرحان في زيارته المقررة إلى موسكو من خلال تشديد بلاده وحرصها اولا على انهاء ملف الحرب في اليمن الذي يتقدم في حساباتها كل ملفات لبنان والإقليم. ولذلك سيركز بن فرحان على هذه المسألة مع الروس وإمكان تقريب المسافات بين الرياض وطهران.
المصدر جريدة النهار يوم الاربعاء في 8 \ 3 \ 2023
زر الذهاب إلى الأعلى