بأقلامنا

تحيّةَ احترامٍ وتقديرٍ لكلّ عاملٍ وعاملةٍ في وطنِنا الحبيب والعالم العربيّ بقلم الدكتورة زهرة شعيتلي

بمناسبة عيد العمّال، أوجّهُ تحيّةً خاصّة لكلّ امراةٍ عاملةٍ في كلّ القطاعات.

وهنا أودّ أن أسلّطَ الضّوءَ، في هذه الأوقاتِ الصّعبة، على دور المرأة العاملة في مواجهة تحدّيات الكوفيد ١٩ المستجدّ.
وأوجّه تحيّةً قلبيّةً خاصّة لكلّ امرأةٍ عاملةٍ في القطاعِ الطّبّيّ والإنسانيّ لأنّها أثبتت بجدارة عاليةٍ أنّها أهلٌ للثّقة والقيادة في مواجهة هذا الوباء رغم الإمكانيّات الضّعيفة. حيث برز لها الدّور الأكبر في القطاع الطّبّيّ، ولا سيّما قسم التّمريض.

ومن الواضح أنّ الإيمانَ بدور المرأةِ وكفاءتِها على كافّة المستويات أصبح محطَّ اهتمامِ المنظّمات الإنسانيّة والمجتمعات الدّوليّة، ولا سيّما قرارت مجلس الأمن الدّوليّ ١٣٢٥ المتعلّق بالمرأة والأمن والسّلام، ودور المرأة في منع نشوب النّزاعات، ومشاركتها في بناء السّلام، وحماية حقوقها أثناء النّزاع وبعده، وكما في حلّ النّزاعات.

استطاعت المرأة، في الأونةِ الأخيرة، أن تحقّقَ دورًا رياديًّا فى صنع القرار و عمليّات حفظ السّلام، و تدرّجت فى المناصب العسكريّة فى عددٍ من الدّول… ولأوّل مرة في لبنان والعالم العربيّ، في عهد حكومة الرّئيس حسّان دياب، يكون منصب نائب رئيس الحكومة لسيّدةٍ، بالإضافة إلى منصب وزيرة الدّفاع، وهكذا تمّ تعيين أوّل وزيرة دفاع عربيّة، إلّا أنّ لبنان كان قد اختبر تولّي سيّدةٍ مركزًا وزاريًّا أمنيًّا في حكومة سعد الحريري السّابقة، حيث شغلت منصبَ وزارة الدّاخليّة والبلديّات وغيرها من المناصب الوزاريّة.

إعطاء الحكومة أولويّة لوجود المرأة كصانعةٍ للقرار، واستلامها للمهام الوزاريّة دليلٌ على إثبات نجاحِها وتميّزها وتألّقها في العديد من المجالات في مجتمعها وفي العالم العربيّ… لذلك من المهمّ جدًا رفع الوعي لقضيّة العمّال، خصوصًا وأنّ القوانين الدّوليّة تثبتُ حقَّ المرأة ودورَها الرّياديّ في العمل.
ومن هذا المنطلق، نؤكّد على مبدأ المساواة في العمل وعلى ضرورة فتح كافّة مجالات العمل أمام المرأة لأنّها قادرة على تقديم الأفضل نظرًا لإثبات جدارتها وتطوير قدراتها العلميّة والعمليّة والمهنيّة، حيث أصبحت الأكثر تميّزًا وفاعليّةً وإنتاجيّةً في كلّ الميادين…

وهنا نتمنّى أن يعملَ لبنان، وبفضل دور رئيسة لجنة المرأة و الطّفل وكلّ الهيئات النّسائيّة والحزبيّة، على وحدة تكافؤ الفرص في القطاع الخاصّ والعامّ بين الرّجال والنّساء، كي تكون الفرص والحقوق عادلةً ومُتساويةً بينهما، إذ نلحظُ الكثيرَ من النّقص في الوعي الحقوقيّ والتّأخير في تطبيق وإقرار القوانين الّتي تدعم المرأة في مجال حقوقها الإنسانيّة.

” علينا إعطاء المناخ المناسب لنموّ كفاءات المرأة خدمةً للمجتمع “
الإمام السّيّد موسى الصّدر

كما ومن الضّروريّ أن نحرصَ سويًّا على إدخال صوت المرأة بقوّة أكبر في كافّة القطاعات، ولا سيّما السّياسيّة والأمنيّة، نظرًا لدورِها الرّائد في الأمن والسّلام…

ختامًا.. كلّ عام وجميعُ العمّال بألف خير، وعلى أمل أن تكونَ المرأةُ العاملةُ صانعةَ قرارٍ ورائدةً في العديد من المجالات العلميّة والعسكريّة والطبّيّة والاقتصاديّة والاجتماعية والسّياسيّة غيرها…

الناشطة الاجتماعية وممثلة المرأة في اليونيفيل
الدكتورة زهرة شعيتلي

زر الذهاب إلى الأعلى