بأقلامنا

رسالة السيد حسن للناتو في اليونان والأميركي في قبرص! بقلم// جهاد أيوب

لا خلاف أن ما جاء في حوار السيد حسن نصرالله خلال ثلاث ساعات عبر فضائية “الميادين” كان غاية في الأهمية والخطورة، وقد أفرغ الكثير مما في جعبته بتبسيط وشفافية وموضوعية رغم حساسية المرحلة، لذلك أي قراءة أو مقالة سياسية بعد هذا الكلام الوافي من السيد، ونحن نعيش في ظروف حرجة وعلى فوهة بركان يصبح صعباً، ويتطلب الدقة والعناية والمسؤولية!
إلا أن أهم ما قاله السيد حسن، دون أن يقف عنده العديد من المحللين، لا بل لم يتناولوها ويشرحونها رغم اهميتها، هي جملة واحدة تشكل منعطفاً غاية بالأهمية، وقصد منها رسالة إلى الاوروبيين والأميركيين معاً، ولا أدري كيف طافت الزميل الألمعي غسان بن جدو، والكثير من المحللين!
قال السيد حسن نصر الله أن صواريخ المقاومة تذهب الى اخر مدى، والتي تذهب في هذا الاتجاه بكل سهولة تذهب إلى ذاك الاتجاه، أي بما معناه الصواريخ التي تذهب جنوباً باستطاعتها أن تذهب غرباً ولا يوجد ما يعيقها!
لو قرأنا تلك العبارة، والمعنى نجد أن المغزى من ذلك أكثر وضوحاً، صحيح الحوار شرح ما كان قد أعلنه السيد في إطلالات الخطابية السابقة، وصحيح أنه في هذا الحوار الشرح كان شفافاً لدرجة تشك بأن قائداً عربياً وغربياً يتمتع بهكذا صفاء وجدية هادئة، ومصداقية نادرة، ومشاغبة وهضامة ناعمة وفي مكانها!
إن تلك الجملة تعني أن صواريخ أو مسيرات المقاومة العسكرية المحملة للصواريخ إذا ذهبت جنوباً، يعني تذهب إلى قبرص حيث القواعد الأميركية هناك، وما أقرب المسافة بين لبنان وقبرص الشريكة في التأمر على ثروات لبنان البحرية والكيان الصهيوني المؤقت!
وإذا ذهبت الصواريخ أو مسيرات المقاومة غرباً، وهي قادرة، وبكل بساطة، يعني جزيرة كريت في اليونان حيث قاعدة حلف الناتو، وهي رسالة إلى الأوروبيين شركاء العم سام في سرقة ثرواتنا، وتجويعنا، ومعاناتنا!
ما أشير إليه ليس تمنياً، ولا من نشرة أخبار القنوات العربية المضللة، بل هو شرح منطقي لجملة السيد حسن الواضحة:” صواريخ المقاومة تذهب إلى آخر مدى، والتي تذهب بهذا الاتجاه، تذهب بكل سهولة إلى هذا الاتجاه”!
موضوع أن تطال وتصل صواريخ المقاومة كل حدود فلسطين المحتلة أصبح أمراً طبيعياً في المفهوم العسكري عند العدو والصديق، وقدرة رد المقاومة في كل مكان داخل الكيان المؤقت تتناوله إسرائيل المحتلة يومياً، وأصبح حلماً مزعجاً يعاني منه كل شعوبها المرتزقة، لذلك لم يفتعل السيد حسن هذه الجملة من باب المبالغة والتنظير، بل قصدها بمسؤولية، وتعمدها لغاية عسكرية، ومر عليها كرسالة أبعد من مساحة فلسطين المحتلة، و أخطر من مجرد جملة عابرة بالتأكيد فهمها الأميركي والأوروبي!

زر الذهاب إلى الأعلى