بأقلامنا

نواف الموسوي ومستقبل البلد بقلم المستشار خليل محمدالخليل

ليس مهما اذا كان النائب نواف الموسوي استقال بناء لطلب قيادة حزب الله منه الإستقالة ام لم تطلبها، وليس مهما ان كان قدم استقالته من تلقاء نفسه بهدف حماية بناته، والحق يقال عن معرفة ان هذا الرجل صاحب طاقة وديناميكية نادرتين، بإدراكه لواجبه وفهمه لما هو مطلوب منه، وعلى سبيل المثال قصدناه مع بعض الزملاء لنشرح له قضية مطلبية محقة سرقتها السلطة الفاسدة منا بمزاعم واهية، واذا به هو يحدثنا عن قضيتنا بكل تفاصيلها من الفها الى يائها، عكس غيره من الكثيرين النواب الذين التقيناهم لهذه الغاية، نعم نواف الموسوي طاقة كبيرة خسرها حزب الله اولا واللبنانيون ثانية، وان كان البعض لديه رجاء رفض الإستقالة…
ان قضية نواف الموسوي وبناته هي قضية مجتمعية تعكس حالة مجتمعنا المتدهورة، نتيجة اسناد المناصب الحساسة الى غير اهلها، وهذه القضية لم ولن تكون الأولى فكل يوم لدينا مشاكل اكثر تعقيدا، مع انه يجب ايجاد الحلول لها بأسرع ما يكون لأن اغلبها له علاقة برجال الدين ممثلي الله على الأرض، والذين نسوا او تناسو ان الاديان السماوية كلها كانت لخدمة الإنسان…
ان رجل الدين الذي تكبر المشاكل الدينية لدى اتباع دينه كما ونوعا ولا تزال في ازدياد مستمر لهو رجل دين فاسد وصار يمثل الشيطان على الأرض وليس الله…
وان رجل السياسة والحكم والتحكم عندما تزداد مشاكل رعيته الصحية والإجتماعية والأخلاقية لهو رجل سياسة فاسد…
ان جولة صغيرة عند الصباح  في الشوراع سنجد  اكثر الناس كبار السن يجلسون في المقاهي يتحسرون على الماضي ( ايام زمان)… اما اذا قمنا بجولة عند المساء فسنجد اكثر الناس يرتادون المقاهي واغلبيتهم الساحقة من الفتية والشباب، وكل واحد رأسه في هاتفه لا يلتفت يمنة ار يسرة وربما نلقي عليه السلام فلا يجيب، لأنه منفصل عن واقعه ويعيش حالته الخاصة بعيدا عن كل ما حوله، واذا اردنا ان نوقظهم مما هم فيه فيكفي ان نوقف شبكة الانترنيت فعندها ستجد ثورة كبيرة من السباب والشتائم للدولة وللمسؤولين، فغالبية هؤلاء الشباب لم يكونوا في الصباح في اعمالهم وانما طال سهرهم فغطوا في سبات عميق، وهؤلاء على الارجح لا يملكون ثمن فنجان قهوة فكيف سيملكون تعبئة بطاقاتهم الهاتفية؟
نرى شابا صار على مشارف الثلاثين ليس لديه فرصة عمل وبالتالي ليس لديه مستقبل، ولا حتى ايمان بهذا البلد، ولكن لديه ايمان مطلق بالزعيم ( يا مطعمينا ومشبعنا وحامينا)…
هذه الفئات العمرية الشابة في الدول التي تحترم نفسها هي فئات انتاجية تبني البلدان وتزدهر بها، اما نحن فإلى اين؟
شبابنا الذين يجب ان يكونوا اليوم في قمة عطائهم وانتاجهم لا يملكون ثمن ربطة خبز وينتظرون اهاليهم ليحضروها لهم، فإذا مات الأهل فمن سيطعمهم، او ليس من حق الجائع ان يثور على الناس شاهرا سيفه؟
نعم من حقه ان يثور، ولكن هل نحن نملك في الغد ثوارا ام قطاع طرق ولصوص؟
يا رجال الدين لا يكفي ان تلقوا المواعظ على المنابر فالله لم يبق في منابركم، انزلوا الى الشارع، الى بيوت الفقراء، الى مقاهي الشباب، وجهوهم ليعملوا، استغلوا طاقاتكم التي منحها الله لكم بفضل زيكم الديني لتقنعوا او لتفرضوا على الأغنياء زكاة وخمسا يؤمن مستقبل الأجيال القادمة التي هي امانة الله في رقابكم، فماذا انتم فاعلون امام الله اذ سألكم عن رعيتكم؟
اعيدوا ثقة الناس بكم التي فقدتموها…
اما أنتم يا رجال الساسة، يا من توليتم رقاب الناس ما هو دوركم في الحياة؟
هل دوركم ان تسحبوا ما تبقى في جيوب الناس؟،
اليس من واجبكم تنظيم حياة الناس وتأمين فرص العمل للشباب؟
اليس من واجبكم تأمين التعليم والطبابة ورفاهية الحياة من ماء وكهرباء ومأكل صحي وملبس لمن توليتم امرهم؟
انظروا الى حالة شعبكم لتدركوا كم انتم فاسدون، انظروا الى المستشفيات والطرقات والبحر والنهر والحجر والشجر والبشر لتدركوا كم انتم فاسدون …..
عود على بدء، اذ كان نائب في البرلمان لم يتسطع ان يحمي بناته، واذ كان من يهدد بناته ابن رجل دين وليس اي رجل دين، اليس هذا دليل كاف على ان مجتمعنا صار في الحضيض والقادم اعظم؟
تحية للنائب نواف الموسوي لأنه فضل ان يكون سعادة الأب على ان يكون سعادة النائب…

زر الذهاب إلى الأعلى