بأقلامنا

ليس سهلاً على المناضل الصّادق أن يكتب عن معاناته بقلم مدير عام دار فقيه الدكتور محمد فقيه

ليس سهلاً على المناضل الصّادق أن يكتب عن معاناته في المُعتقل أسيراً وهو وسط المئات من رفاق القضيّة الأسرى تحت عسف العدو الصهيوني ووحشيّته، ومن هؤلاء الرفاق مَنْ عانى معاناته نفسها، ومنهم مَنْ وَغِلَ العدو في دمه، فارتفع شهيداً، أو أصابته عاهة دائمة أو تأسّست لديه، بسبب وحشيّة العدو، أمراضٌ مستعصية لا سبيل للشفاء منها، أكان على المستوى الجسدي أو المستوى النفسي.
فحين يكتب المناضل الصّادق يصف معاناته في الأسر يجد نفسه بين حدّين: حدّ الموضوعيّة والدّقّة، وحدِّ الحذر من شرور “الأنا” والخشية من “سرقة” آلام وعذابات الآخرين التي يجد الكاتب نفسه صغيراً أمامها، على الرّغمِ من عظمة ما عاناه وما تسبَّب له الأسر ووحشيّة التّعذيب من آلام مازالت بصماتها حاضرة فيه، على الرّغمِ من العقود الأربعة التي قاربت الاكتمال على انقضاء الحدث.
هذه ما كانت عليه حال رفيقنا “الأسير المحرّر”، الدكتور عماد سعيد، في كتابته ليوميّاته هذه في معتقلات العدو الصّهيوني، فنجد أن همّه الأساس تركّز تدوين الأحداث وشرح معاناته بوصفها جزءً من معاناة الكل دون أن يهمل الإشارة إلى بطولات رفاقه ومدى الأهوال التي تعرضوا لها من جراء هذا الأسر، ولم يجعل من نفسه بطلاً على الرّغم ممّا في صلابة مواقفه بوجه العدو من بطولات.
إنّنا في دار مكتبة الفقيه، إذ نفخر بنشر هذه “اليوميّات” التي تؤرِّخُ لمرحلة شديدة المرارة في تاريخ المواجهة مع العدو الصّهيوني، نأمل أن تكون الشّاهد، وعلى لسان شاهدٍ عيان، على همجيّة العدو الذي نخوض المواجهة معه، وعلى أن إرادة الحياة تبقى هي الأقوى فوق كل الإرادات.
النّاشر الدكتور محمد فقيه صاحب دار و مكتبة فقيه

زر الذهاب إلى الأعلى