بأقلامنا

عروبتي كما أفهمها (2) بقلم الاستاذ معن بشور

21/12/2020
العروبة كما أفهمها هوية جامعةء تنطوي على بعد إنساني مستمد من أرض كانت مهد الرسالات السماوية الكبرى، لذلك فهي نقيض العنصرية والفاشية والتعصب العرقي والقومي..
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على دعوة للوحدة بين أبناء الأمّة، أياً كان مستواها، فيدرالية أم كونفدرالية، أم تنسيق أم تعاون ام تشبيك، كما أنها دعوة للتكامل مع دول الجوار الحضاري في آسيا وإفريقيا، مهما بلغت حدّة الخلافات معها، بل دعوة للانفتاح على العالم كله، لاسيّما الشعوب المناهضة للاستعمار والعنصرية والاستغلال.
والعروبة كما أفهمها تدعو لقيام مجتمع المساواة بين أبناء الوطن الكبير، ولا تفرق بينهم على أساس الدين او اللون أو الجنس أو العرق، بل دعوة لقيام دولة المواطنة التي يتمتع فيها كل مواطن بالحقوق ذاتها ويقوم بالواجبات نفسها.
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على إعلاء شأن الفكر والثقافة والعلوم في مجتمعاتنا، لأن هذا الثالوث ليس مفتاح تقدم الشعوب وتطورها فحسب، ولا لأنه تحرير لها من الأساطير والشعوذة التي تعيق تقدمها ، بل لأن في هذا الثالوث استعادة لدور حضاري زاهر اضطلعت به أمّتنا العربية في عصور غابرة على مستوى العالم أجمع.
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على الدعوة الى مقاومة كل ظلم أو استغلال أو احتكار، وخاصة لكل احتلال هو أساس لكل ظلم، بل هي هوية تنطوي على مبدأ ثابت أن احتلال أي جزء من الأرض العربية هو احتلال للأمّة كلها، فكيف حين يكون هذا الجزء هو فلسطين، في قلب الأمّة وصلة الوصل بين مشرقها ومغربها وأرض مقدساتها..
لذلك لا تكون عروبتي كاملة إذا لم تكن فلسطين في قلبها، والمقاومة، بكل أشكالها ،هي خيارنا لتحريرها، كما لتحرير كل أرض عربية محتلة.
العروبة كما أفهمها هي هوية ترفض الانزلاق إلى صراعات جانبية، أياً كانت أسبابها، وترفض الإنجرار إلى معارك بين الأخوة أياً كانت الخلافات الفكرية والسياسية بينهم..بل هي دعوة للترفع عن كل أشكال التناحر والتصادم بين ابناء،الأمة، ولإقامة الجسور بينهم سبيلا لبناء المتاريس.بوجه الاعداء
عروبتي كما أفهمها ليس فيها أقليات، بل أقوام يتساكنون الأرض ذاتها، وفي وطننا العربي أكثريتان : عربية، فيها المسلم وغير المسلم، و إسلامية فيها العربي وغير العربي..
عروبتي هي هوية امة وليست نظاما أو حزبا أو فردا …وان حملت انظمة وأحزاب وأفراد رايتها..
عروبتي كما أفهمها هي دعوة مستمرة للنضال والكفاح من أجل تحرير الإنسان العربي وتوحيد الوطن العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى