بأقلامنا

لكلّ بطلٍ حكاية، حكايةٌ حُروفها دمعةٌ وابتسامة، بقلم الشيخ ربيع قبيسي

لكلّ بطلٍ حكاية،
حكايةٌ حُروفها دمعةٌ وابتسامة،
دمعةٌ على رحيلٍ وفراق، وابتسامةُ عزّ وافتخار،
وبين سطورها فرحة وانتظار …
قبل أربعين يوماً، ترك يوسف منزله ولم يكن يعلم أنّ غياهب العدو تنتظره على قارعةِ مهمةٍ وجب عليه انجازها بإرادته في جنوب لبنان.
خلَّفَ وراءَه ولديه فادي وغدي،
حاملاً معه ابتسامةَ المستقبل الذي وعدهما به..
يوسف جلول هو ابن بوّابة الجنوب صيدا التي قاومت وعاندت المحتل، وآمنت بالقضية وقدّمت الشه🥀داء في ساحتها التي خلّدت أسماءهم ..
يوسف هو ابن هذه الأرض التي جُبلت بعرق الآباء والأجداد ..
توجّه إلى عمله نحو الحدود في القرى التي تصمد وتواجه النار، كان يعلم أنّه في العمل مخاطرة ومخاوف لأنّ عدوّنا مجرمٍ فتّاك .. لكنه لم يتراجع ..
أصرّ يوسف على الجهاد ليحفظ الجنوب، قاوم بطريقةٍ مختلفة، لم يخاف العدوان، ولم يأبه للاعتداء الغاشم المستمر،
بعدما وصل والتقى بالقائد غالب الحاج لانجاز عملهما الإنساني، غدرت بهما قذائف العدو فارتقى يوسف وغالب شه🥀يدي الواجب الإنساني.
أحببت أن أكتب في أربعين يوسف، حتى نحفظ ذكره الطيّب، ونؤكد أنّه بعمله كان يعلم أنّه يقاوم، يوسف ابن مدينة صيدا اختلط دمه بابن بلدة شيحين الجنوبية، ليثبت أنّ مواجهة العدو بعيدة عن المذاهب والطوائف والمناطق، كل ذلك لأجل لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، كما علمنا الإمام موسى الصدر يوم أطلق صرخته وصلى في مسجد كفرشوبا، وتحت نيران العدو.
أما عائلة يوسف الصابرة المحتسبة، التي دخلنا دارها فكانت كلمات المواساة تسبقهم، والإحتساب عند الله سيد الموقف، الوالد والوالدة كلامهما بلسم لنا، سبقونا بكل كلمات الحمد والشكر لله.
أما فادي وغدي .، يا أبناء الش🥀هيد البطل رغم الحزن في عينيكما إلا أنّ الفخر أكبر، سيحفظ التاريخ اسم والدكما.. وعندما تكبران يا عزيزاي سوف يكون لكما الشرف بأنّكما ولدا البطل المكافح الش🥀هيد الذي روى بدمائه أرض الجنوب
فخركما وعزّكما ما قدّمه والدكما.
ومستقلُ وطننا لبنان سوف نكمله سوياً مع الأبناء والأحفاد حتى يبقى درةُ الشرقين.

بقلم الشيخ ربيع قبيسي
المدينة المنورة 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى