بأقلامنا

محور الغدير بقلم/ محمد الصالحي

محور الغدير

بقلم/ محمد الصالحي
وكيل محافظة شبوة

أن ثقافة الغدير، بما تحمله من قيم ومفاهيم، تمثل نقطة تحول في مقاومة الطغيان العالمي وسياساته الاستعمارية. تأتي هذه الثقافة من خلال أحداث التاريخ والتجارب الثقافية والدينية التي ترتبط بمفهوم الولاية في الإسلام، خاصة بعد واقعة غدير خم.

لقد تأسست ثقافة الغدير على أساس حدث تاريخي مهم، وهو إعلان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند واحة غدير خم. فهذا الإعلان لم يكن مجرد إعلان للحكم السياسي، بل كان أساساً لنشأة تيار فكري وثقافي يؤكد على العدالة والإنصاف، ويناهض الظلم والطغيان بكل أنواعه وأشكاله.

ففي العصور اللاحقة، أخذت ثقافة الغدير تطورها وانتشارها، وأصبحت محوراً للمقاومة ضد السياسات الاستعمارية والاستبدادية التي سعت إلى استغلال الموارد والنفوذ على حساب الشعوب. حيث تعكس ثقافة الغدير رفضاً للظلم والقمع، وتحث على الوقوف ضد أي نظام يسعى إلى تقسيم وتهميش الشعوب.

كما أن لثقافة الغدير لها دور كبير في تعزيز الهوية الإسلامية والوحدة الوطنية، حيث تؤكد على أهمية العدل والتضامن بين الناس بغض النظر عن اختلافاتهم. حيث تعزز هذه الثقافة فكرة الوحدة والتعاون، وتقدم رؤية للمجتمع المبني على أسس العدالة والتسامح.

أما على المستوى الدولي، تلعب ثقافة الغدير دوراً في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والأمم، وفي تعزيز روح السلام والتعاون العالمي. فتعد هذه الثقافة منبراً للتعبير عن القيم الإنسانية الجامعة، وتساهم في بناء جسور الفهم المتبادل بين الثقافات والمجتمعات، وتتلخص قوانين وتشريعات حقوق الإنسان في قول الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الاشتر رضي الله عنه ( أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

وما نراه اليوم وفي عصرنا الحاضر أن الأنظمة والشعوب المتشبعه لثقافة الغدير أصبحت محوراً واجه ويواجه قوى الطغيان العالمي المتمثلة في امريكا واسرائيل والغرب والحقت به الهزائم النكراء، هذة الروحيه التي يحملها المنتمين لهذا المحور تشبعت من منهج الله سبحانه وتعالى ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن تاريخ الامام علي عليه السلام الذي عندما أخبره الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالطريقة التي سيتشهد بها قال: ( افي سلامةً من ديني يا رسول الله)
كما تشبعت من نهج اعلام البيت عليهم السلام كالامام الحسين عليه السلام الذي قال ( أن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة)
وثقافة الغدير عززت حق الشعوب والأمم في حق الدفاع عن نفسها امام الاعتداءات الخارجية وان تمتلك حق الرد بدلاً من الاحتفاظ بحق الرد، لذلك فأن أعداء هذه الثقافة وهذا المحور يتحاشون المواجهة معه في كل الأحوال لأنهم يعرفون أن من يحمل هذا الثقافة وينتمي لهذا المحور لا يقبل الذل والخضوع وأنه عصي على الانكسار.

أن ثقافة الغدير جعلت المنتمين لهذا المحور قوة ضاربة تحسب لها قوى الطغيان العالمي الف حساب، وجعلت منهم قبلةً لكل الأحرار في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى