بأقلامنا

عن الشيخ علي ياسين والشيخ يوسف دعموش: من رموز العمل الاسلامي التاسيسي بقلم الكاتب قاسم قصير

بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 والدور الكبير الذي لعبه علماء الدين في مواجهة الاحتلال بدأ العدو اما باعتقال هؤلاء العلماء في معتقل انصار او بالاغتيال او بالابعاد الى خارج الجنوب او بممارسة الضغوط عليهم باشكال مختلفة ، ولا يمكن ايراد اسماء كل العلماء الذين واجهوا الاحتلال ودورهم في مقاومته وردعه لان ذلك يحتاج لعمل توثيقي كبير ، وهناك نماذج كثيرة تحتاج للكتابة عنها وعن أدوارها.
ومن هؤلاء العلماء المناضلين العلامة الشيخ علي ياسين من مجدل سلم وكان ينشط ايضا في صور في اطار المدرسة الدينية والعلامة الشيخ يوسف دعموش من بلدة السكسكية وبسبب نشاطاتهما في مواجهة الاحتلال والتحريض على مقاومته قام العدو الصهيوني بابعادهما الى بيروت في احد الليالي وعندما تبلغ المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله خبر ابعادهما وكانا على علاقة جيدة به طلب مني التواصل معهما من اجل التحضير لمؤتمر صحفي للحديث عن هذه القضية وكي يتم التحرك اعلاميا وشعبيا وتواصلت معهما وكانا قد اقاما في أحد المنازل في بئر العبد قرب مسجد الامام الرضا عليه السلام ، وتم بحث ما جرى ووضع خطة عمل اعلامية وشعبية للتحرك وكانا من نواة هيئة علماء جبل عامل والتي تولت لاحقا ادارة التحركات الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى انسحابه من الجنوب ولا تزال تمارس دورها الى اليوم.
ومنذ ذلك الوقت الى اليوم ربطتني بهذين العالمين المناضلين علاقة اخوة ومحبة ، فالشيخ يوسف دعموش اضافة لدوره في الجنوب نشط في العمل التبليغي في بيروت وكان له الدور الأساسي في انشاء مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في بيروت بعد نضال كبير وفي ظل معارضة كبيرة وكان السيد محمد حسين فضل الله من الذين وقفوا معه ودعموه الى جانب بقية الاطراف السياسية وتحول هذا المجمع الى احد اهم المراكز الإسلامية في بيروت ولا يزال يواصل نشاطاته الى اليوم والشيخ يوسف دعموش حفظه الله من العلماء الذين كان لهم دور مهم في تاسيس العمل الاسلامي في لبنان .
واما العلامة الشيخ علي ياسين فلم يبق في بيروت كثيرا وعاد الى الجنوب حيث كان يتنقل بين القرى لدعم كل اشكال المواجهة للاحتلال سواء من خلال هيئة علماء جبل عامل او هيئة علماء منطقة صور او عبر الاشراف والتدريس في المدرسة الدينية في صور او دوره التبليغي والاجتماعي والشعبي في بلدته مجدل سلم او غيرها من قرى الجنوب ولا يزال الى اليوم احد رموز العمل الاسلامي في لبنان .
هذان نموذجان من علماء الدين في صيدا والجنوب وجبل عامل وغيرهم المئات من العلماء الذين لعبوا دورا فاعلا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وترسيخ العمل الاسلامي وهناك ضرورة لتوثيق نضالات كل العلماء سواء قبل الاجتياح الإسرائيلي او بعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى