تحقيقات

المهرجان التكريمي للدكتور عماد الأمين الذي أقامه ديوان أهل القلم  وجمعية التخصص والتوجيه العلمي

المهرجان التكريمي للدكتور عماد الأمين الذي أقامه ديوان أهل القلم  وجمعية التخصص والتوجيه العلمي

نهار الخميس في 21 أيلول 2023 في قاعة الجمعية منطقة الجناح

 

أفتتح ديوان أهل القلم بالتعاون مع جمعية التخصص والتوجيه العلمي نشاطاته بحفل تكريمي لمبدع من داخل لبنان هو الدكتور عماد الأمين الذي أفنى حياته الوظيفية في خدمة اللبنانيين جميعهم دون تمييز، مقدما خدمات جلى لشباب وشابات لبنان من مختلف الأختصاصات الطبية والهندسية ومعادلة الشهادات العليا والثانوية لطلاب لبنان عامة  مقيمين ومغتربين ، ووضع تشريعات وقوانين وقرارات تم تصديقها من المجلس النيابي ووزارة التربية والتعليم العالي للأعتراف بالجامعات التي يدرس بها الطلاب اللبنانيون خارج الوطن خصوصا خلال الحرب الأهلية التي عمت لبنان .

تميز الحفل بحضور نوعي متميز وحاشد وعلى رأسهم رئيسة مجلس الخدمة المدنية السيدة نسرين مشموشي ورئيس الجامعة اللبنانية السابق الدكتور فؤاد أيوب بالإضافة إلى الوزراء والنواب السادة: غازي العريضي ، فوزي صلوخ ، أيوب حميد، عدنان منصور، إلياس حنا، إبراهيم حلاوي ، والعديد من الشخصيات الوطنية وفي طليعتهم : المفتي مالك الشعار، وحاكم الليونز سعيد علامه، ومحافظ بيروت الأسبق ناصيف قالوش، وامين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، والعالم الدكتور مخلص الجده، وأمين اتحاد المحامين العرب عمر زين ورئيسة المجلس النسائي عدلا سبليني، وأميني عام الخارجية اللبنانية السفير بسام نعماني والسفير هشام دمشقية والمسؤول الإعلامي في القصر الحمهوري رفيق شلالا، بالإضافة إلى السفيرة الكولومبية السابقة جورجين ملاط والمحامي الدكتور هيام ملاط والعديد من القضاة والمحامين والمستشارين  وممثل اللواء الياس البيسري الرائد بلال رمال وممثل اللواء طوني صليبا العميد أنور حمية ، بالإضافة إلى العديد من السفراء والقناصل والمحامين والمفتشين والشعراء والادباء وعمداء الكليات والدكاترة في الجامعة اللبنانية والعمداء السابقين في الأسلاك الأمنية والهيئات النسائية المختلفة والعديد من رجالات الإغتراب الجنوبيين نذكر منهم  السادة حسين طاهر ، علي سعاده، حكمت ناصر وغيرهم، بالإضافة إلى العديد من الدكاترة والمهندسين الذين لعماد الأمين أياد بيضاء على مستقبلهم، بالإضافة إلى الإعلاميين المتميزين و العائلات الجنوبية خصوصا أل الأمين الذين حضروا من واشنطن والأمارات وباريس والكويت وشقراء إضافة إلى أهالي بلدته مجدل سلم.

بدأ الأحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم بدأ مقدم الحفل  الأديب عماد شرارة كلمته بافتتاحية بليغة قال فيها: من هذا الجنوب تحدر عماد الأمين عاشقا للحرية والشمس والناس والوفاء منتميا إلى شجر الكبرياء فيه، نما وترعرع وشب وتربى وتغذى وأيقن أن من عطاء هذا الجنوب وتضحياته ودماء أبنائه اخضر وجه السماء. … ومن ثم بدأ بتقديم الأديب ميشال كعدي الذي قال:

…. نحن أدرى بالدكتور عماد الأمين في ديوان أهل القلم، أقول هذا لأنني أمين سر الديوان ومن حقه علينا أن نكرمه لأنه من مقتبسات النسب والثقافة المصهورة على لهب  الذكاء والقلب الذي يظل يضيء حتى تستقيم الكلمة .

الدكتور عماد الأمين ، يكتب عنه بالرعشة والرغبة المستجابة والتكريم في زهو الرقاع ، وفي هذه التوفية أشكر رفقائي الذين كلفوني أن أتكلم باسمهم وعنهم أقول : إن ماضي عماد يكفي ويغني وقد يكون ذلك ما يجنبني هوس العاطفة لأكون صادقا وأبقى على حقيقة الصادق.

أما أهل الوفاء فأكاد أقتنع بوصية ” بوسوية” مكتفيا بتحية صينية حتى لا يؤذى حارس النار لأن الوفاء لايكون إلا بهذه التحية. كما أنه علينا ألا ننسى الدكتورة سلوى الخليل الأمين زوج المكرم رئيسة ديوان أهل القلم التي غدت مثابة للعطاء .

ثم تحدث المهندس واصف شرارة عن جمعية التخصص والتوجيه العلمي ومما قاله:أجد صعوبة بالغة في أن أقدم شهادة بالدكتور عماد الأمين كي لا يقال شهد شاهد من أهله، هو الذي آمن بعصر نهوض عربي جديد يستعيد العلم والثقافة دورهما المحوري في تجديد الحضارة العربية، وهو الذي جازف في رهانه على الحياة بكل ما قدمته الحياة له من هبات وقدرات ، ومن يفعل ذلك يستحق منا جميعا ما يتجاوز التحية بكثير.هو الذي أنجز خلال عمله في الوظيفة العامة عاملا في خدمة العلم والثقافة ففتح أبواب الجامعات الموصدة والمغلقة أمام روادها، فمن حقه أن يتباهى بأنه أول من شرع باب المعادلات  أمام الجامعات العربية والأوروبية الشرقية بعد أن كانت المعادلة حكرا على خريجي الجامعات الأوروبية الغربية والأميركية. نعم من حقه أن يتباهى بأنه بذل جهودا جبارة في رفع الحرمان عن كل الذين سدت بوجوههم أبواب العلم داخل الوطن وفي الجامعات الغربية المتميزة. ولا عجب أن يتميز الدكتور عماد الأمين بهذه الميزات العلمية والخلقية وهو من بيت كريم محجة لأهل العلم والأخلاق. وكفى للجمعية بذلك فخرا وراحة ضمير .

ثم كانت كلمة محافظ البقاع السابق دياب يونس بعد فاصل موسيقي من الفنان عماد عراوي ومما قاله: كذا هم الأسياد الأسياف، ، كذا هم اللبنانيون الأصحاح الأقحاح ، يصنعون من الوعر مدائن ، ومن القفر جنائن، ومن الفقر مخازن ما وجدت إلا لتكون للعطاء بيتا وللبذل لا للبذخ صرحا. من جبل عاملة إلى جبل لبنان ، أتى ذلك العماد الأمين فوجد في ميفوق له بلدة وفي ديرها مسجدا وفي مدرستها له بيتا ، ففي خطى العربية في دير تختبىء من طغيان تتريك مشى السيد العاملي الفتى إلى دير سيدة ميفوق لا ليختبئ بل ليطل ويشع ويتعلم ، فآخى أولئك  ألاباء السود ثيابهم كرايات أجداده والبيض قلوبهم كنقاء أسلافه، فأحبوه نظيرا لهم في الخلق وأخا لهم في خلق هو جوهر كل دين .

أخي الأمين ، إني إليك أنظر فعلى بعض ماض أحن ، كما وعلى مستقبل أخاف ، فأنت ومن شابهوك في أصالة باتوا عن وطنهم في غربة وهم منه وعليه خائفون . وطنك فيك يقيم انت تكرمه وإن هو ضن عليك بتكريم ، حسبك أنك لم تكن إلا كريما ، إلا أصيلا، إلا حامل أمانات ، وخازن حضارات ، ووارف ثقافات.

فإلى كلمة الرئيس القاضي الدكتور غالب غانم رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا الذي قال: … تحدرت من أرومة شريفة ومن مرجعيات فأتقنت الإستهداء بالوديعة دونما تعال وتيه وفراغ خيلاء، خضت معترك الدنيا متوكلا على العلي العظيم فانعطفت إلى بحر العلم تأخذ منه وتأخذ ثم تعطي وتعطي حتى باتت صلتك به صلة جزء بكل وصلة جدول بمصب . توليت المهام الإدارية الرسمية المتلونة فاحتمت بك ولم تحتم بها ، وصارت جلى لا بذاتها بل لأنك أهرقت عليها من معرفتك وحسن أدائك وشلال مناقبك ما جعلها تقاوم التهافت والشلل في أحلك الساعات وأشد الظروف مرارة وضياعا. عضدت الوسط الجامعي ، تعليما وتوجيها وتقييما وتأسيسا، برؤيا سباقة ومجردة لا تميز بين وجه ووجه إلا بمعيار بهائه، وبين لون طائفي ولون إلا بمخافة الله وخدمة الأحق والأرق والانتصار للعدل والإنصاف والمساواة والكلمة السواء.

بودي أن أطارحك، في هذه اللحظات، سؤالا طالما دار في خلد العاملين في الحقل العام ، من ذوي البدل والترفع والتزهد : هل ثمة ما ينتظرونه من السلطات العليا غير الإهمال والنسيان وطي الصفحة واعتبارها كأنها لم تكن ؟ لا نشغلن البال بمثل هذه الأعراض والترهات ، يوم عطاء بلا حساب خير من عمر تبدد ما بين الرياء والانكفاء وعبادة المصلحة الخاصة . فكيف إذا كان العمر بأكمله عطاء سخيا كريما، وراس شامخ يأنف التوسل والتبذل والذلة خير من إغراء المواقع وبهارجها، لقد نشـأت على هذا التطلع العالي ونشأنا ولن نتراجع .. واسلم واهنأ مرة بعد مرة بما أنت عليه.

فإلى كلمة الوزير السابق محمد عبدالله المشنوق الذي قال فيها:  منذ عشر سنوات وعندما كان الرئيس تمام سلام يسعى لتشكيل حكومة قادرة على ملء شغور رئاسة الجمهورية مع انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، برز احتمال تشكيل حكومة من خارج الكتل السياسية والبرلمانية بعدما تعسر الوصول بعد عشرة أشهر إلى حكومة سياسية. وأطلعني الرئيس سلام على لائحة متوسطة الحجم تضم شخصيات قادرة على تحمل المسؤولية في الفترة الحرجة التي كان يمر بها الوطن بين هذه الأسماء برز اسم الدكتور عماد الأمين وهو مثقل بالقدرات العلمية والإنجازات المختلفة في حقول التربية والإدارة والفكر النهضوي والألتزام الوطني

لم يكن الدكتور عماد ينتسب إلى المحاور السياسية المتنافسة والمتوافقة بل كان وما يزال هامة وطنية صمدت على مدى عقود من النضال بعيدا عن المجابهات السياسية مؤمنا بدور المواطن بعيدا عن الشعبوية والفرز السياسي.

عند مراجعتي لجميع المناصب التي شغلها والأعمال والقوانين التي أنجزها والأدوار التي لعبها في العمل التربوي لمست لديه رغبة دائمة حريصة على منظومة القيم التي يؤمن بها كما لمست ابتعاده دوما عن التسويات التي تخترق مصلحة الوطن، لذا نلتقي اليوم في هذه المناسبة ونشعر في هذا التكريم لعماد الأمين أنه تكريم للمواطن النموذجي والمفكر الباحث والعامل الأمين على وحدة الوطن ورقيه.

ثم كانت كلمة عائلة آل الأمين ألقاها العلامة القاضي السيد محسن الأمين نجل العلامة الراحل أحمد شوقي الأمين ومما قاله في سرده التاريخي المطول عن تاريخ جبل عامل وعائلاته الدينية والعلمية خلال ثلاثة قرون خلت ، وخص بالذكر دار المدارس في شقراء وجامع شقراء الكبير الذي بناهما السيد أبو الحسن موسى الأمين في العام 1770 التي استمرت على زمن العلامة الحجة السيد علي محمود الأمين الذي جددها وتخرج منها كبار العلماء والقادة والشعراء والأدباء في جبل عامل. ثم انتقل في حديثه عن المكرم ابن عمه الدكتور عماد الأمين منوها بدوره الفاعل في وزارة التربية والتعليم العالي وخدماته التي قدمها لكل اللبنانيين أطباء ومهندسين ومختلف الشهادات العالية .. وختم قائلا: أنه إذا اجتمعت ثلاثة أمور وهي: العلم والكفاءة الإدارية والضمير الحي في شخص رؤيوي نجدها في شخصية أبو مهند الدكتور عماد الأمين.

ثم كانت كلمة الشكر للمكرم السيد الدكتور عماد الأمين الذي شكر الخطباء كل بما قدمه قائلا :

أرفع إليكم أسمى آيات الشكر والأمتنان لأنكم ألقيتم علي ثقل عباءة الوفاء لكم وهي أوسمة أعتز بها وأفتخر. فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه إذ كرمني بحضوركم وتشريفكم جميعا الذي يمثل رمز لوحدة وطننا لبنان أرضا وشعبا عريقا حرا. هذا الوطن الذي ارتضاه أبناؤه موئل عزة وكرامة ضاما بين جناحيه عبء رسالة وتراث وإباء أجداد ، وحبر علماء ودماء شهداء ، من القيم السامية النبيلة والعطاء حكمة وحضارة وإبداع صدرها إلى العالم عبر وحدة أبنائه سياجه وعيهم لحقيقة وجوده ونهائية تواجدهم على أرضه وتوقهم الدائم إلى الحرية والعدالة ولدولة القانون والمؤسسات والإدارة المنضبطة الفاعلة ، وهي عماد دولة المواطنة   ومصير أجيالنا رهن بيد رجاله الأحرار من كل ارتهان سياسي أو طائفي ، يوم خفت يد العدالة وضمرت الحريات العامة وعلا صوت تطييف الوطن.

وختم بتقديم الشكر إلى ديوان أهل القلم وجمعية التخصص والتوجيه العلمي والخطباء فردا فردا وإلى الحضور الكريم الذي شارك في هذا التكريم .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى