بأقلامنا

بيروت……عروسةُ الفينيق بقلم الشيخ ربيع قبيسي

بيروت …
يا مدينةَ الألفِ حكاية وليلة
ورسائلَ الحُبِّ والسلام
لدموعِك التي غَرِقَت في البحر
وعيونِك التي ما نامت بالأمس
أيَّتها العروسُ المسلوبةِ الفرح
والمنتفضةِ من تحت الرُكام

ترقصين يا عزيزتي
رغم موتِ الحمام ؟!
تسهرين بين حبّاتِ القمح والحُطام !!
وتُصلِّين في الكنائس
كما في المساجد والخلوات …

بيروت …
يا أُمَّ الشرائعِ والآداب
نبكيكِ ؟ أم ننتظر القيام؟
يا سيدةَ الدنيا وفاتنةَ الجمال
أعيادُكِ يا حُلوتي ثكلى
وشمسُك تلبِسُ كلَّ ألوان الحِداد …

بالأمس أبكيتِ العيونَ والقُلوب
أصواتُ الرّعب تعالَت
وبكاءُ الأم نحيب
رائحةُ الموتِ والدمار ،
والدمعِ والدخان
ومواكب الشهداء …

في وطني بالأمسِ تخالطت الأسماءُ
والألحانُ والدماءُ
والحُب والجنوب والشمال
كلُّهم أصبح إسمُهم لبنان
وبيروتُ أمُّنا كانت بالإنتظار ..

بيروت …
يا أجملَ مُدنِ الأكوان
يا عمرَ الأجداد
وحُلمَ الأولاد
أيتها المتربعةُ على العرش ..
غداً سوف تعودينَ تضحكينَ وتفرحين
تنشرينَ عِطر المسكِ والياسمين
تحفرينَ على الصّخرِ عزاً وصمود
ستعود الأعراسُ يوماً
والأجراسُ والمآذن والأفراح

بيروت …
هنا سنبقى دون خوف ،
سنبقى …
لن نُهاجر ولن نترُك لبنان
كطائرِ الفنيقِ نعود
لأنكِ أُمُّنا والأمانُ والأمنيات
وذكرياتِ الأيام والأحلام
لأنك الأجملُ وكلُ أحرفِ الهجاء
لأنَّك بيروت …
وكفى كلام

بقلم الشيخ ربيع قبيسي
5/8/2020
مدينة صور
زمن الكورونا والركام

زر الذهاب إلى الأعلى