بأقلامنا

متى نهتم بالتعليم؟ بقلم الكاتب المصري إبراهيم النجار

في البداية دعونا نتفق على أنه لا يمكن لأى بلد في العالم النهوض إلا من خلال التعليم. لا يعنى هذا مجرد بناء مدارس وجامعات فحسب، بل يتطلب وجود هيئة عليا من الخبراء، تضع خطة لتطوير التعليم بما يتناسب والتطور الحاصل في أساليبه، وكذلك حاجة البلاد من مخرجاته، وقبل ذلك تحديد فلسفة للتعليم يجرى على أساسها وضع الخطط والبرامج، وهنا تبرز جملة من التساؤلات لابد من طرحها فى هذا الصدد، وهى: هل لدينا خطة للتعليم؟، وقبلها: هل نعرف ما هي فلسفة التعليم الذي نريده؟. أعتقد على حد علمى أننا لا نملك ذلك.
جمعنى، وعدد من الأصدقاء والزملاء من مختلف التخصصات، لقاء فكرى وحوار راق حول واقع ومتطلبات التعليم في مصر، ومقارنته بواقع التعليم الغربي، والفلسفة التي يقوم عليها، ومما ذكر على سبيل المثال، أن التعليم في فرنسا انتقل من نظرية توماس هوبز (فيلسوف إنجليزي عاش في القرن السابع عشر، صاحب نظرية العقد الاجتماعي) القائلة بأن الإنسان ذئب يحتاج إلى سطوة لتطويعه، وما تبع ذلك من طرق تدريس تقوم على الشدة، إلى نظرية التبادل، التي تجعل الطالب هو المركز، وعندما يفشل الطالب يعيد المدرس النظر بأسلوبه معه، وإذا كان الفشل عاما، يعاد النظر بطرق التعليم ومضامينه.

في الغرب، يبقى قطاع التعليم صاحب الميزانية الأكبر بين باقي القطاعات، لا تتأثر بأي سياسة تقشف أو تقليص إنفاق، منطلقين من مبدأ أن التعليم هو أساس قيام الدولة، فالتعليم عندهم هدفه بناء المواطن الصالح، فقسموا المهمة إلى مراحل التعليم، فالابتدائي وقبله، للبناء المعرفي بطرق حديثة، والثانوي للبناء الثقافي وصياغة الهوية الوطنية، فيما يتولى التعليم الجامعي عملية البناء الحضاري واكتساب القيم والسلوك العالمية، من خلال تنظيم زيارات طلابية إلى دول أخرى.

التعليم الغربي، يقوم على الاهتمام بالعلوم الإنسانية، كأساس لبناء الدولة، الفلسفة تأتي على رأس هذه العلوم، بل تدخل في كل العلوم. عندنا يجرى النظر بدونية إلى الفلسفة والعلوم الإنسانية ككل، رغم أنها تخرج من يقودون البلاد. أنا هنا لست في معرض ولا في مجال للمقارنة إطلاقا بين التعليم في مصر والغرب، لكننا لا يجب أن نستمر في غفلتنا عن محورية التعليم في بناء الدولة، والدولة هنا بمعناها الأوسع الذى يجمع الشعب والسلطة.

رابط دائم:

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/650498.aspx

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى