اصدارات

ندوة حول كتاب عن إنعام رعد تضمن خطاباته بالإنكليزية وكلمات ركزت على فكره وصلته بأنطون سعاده

وطنية – نظّمت “مؤسسة إنعام رعد الفكرية” ندوة بمناسبة صدور كتاب للمفكر إنعام رعد، تضمن كتابات باللغة الإنكليزية، نسّقه وأعده الدكتور عادل بشارة.
شارك في الندوة الدكتور عصام نعمان، معن بشّور، صقر أبو فخر، الدكتور عادل بشارة وقدمها الدكتور محمود شريح، بحضور شخصيات ساسية وحزبية وفكرية وثقافية، من أبرزها رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، وأمين سرّ حركة “فتح” في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي عامر التلّ، نائب رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية، ممثل رئيس التنظيم الشعبي الناصري “أسامة سعد” خليل ياسين، وعدد من قيادات الحزب القومي وأعضائه، وأصدقاء الراحل رعد.

تحدث في بداية الندوة الدكتور شريح، مستعرضاً مسيرة إنعام رعد منذ ولادته مرورا بمراحل الدراسة والمسؤوليات الحزبية التي تولاها وصولا الى إنتخابه رئيساً  الحزب السوري القومي الإجتماعي لأربع مرات، إضافةً إلى إنتاجه الفكري في العقيدة القومية الإجتماعية، وتطوير الفكر السياسي.
وأشار شريح إلى صلة إنعام رعد بالحزب السوري القومي الإجتماعي بمؤسسه أنطون سعاده. وتطرق شريح إلى الكتاب موضوع الندوة، فأشار إلى الدكتور بشارة الذي قسّم مؤلفات رعد بالإنكليزية إلى عشرة مفاصل أساسية هي: التحاليل الإجتماعية السياسية، المسائل اللبنانية والفلسطينية، المؤتمرات الحزبية، الرسائل، المذكرات، البيانات الصحافية، المقالات في الصحف والخطابات.
وقال شريح: “تشكّل أحاديث رعد إلى الصحف العربية والأجنبية، سيّما إلى “الواشنطن بوست” نافذة أطلّ منها الحزب السوري القومي الإجتماعي على الدنيا الأوسع، كما أن لقاءاته مع قادة عرب وإتصالاته بسياسيين أميركيين وأوروبيين تبقى مدخلاً أساسياً إلى إنفتاح الحزب على الآخر”.

ثم تحدث الدكتور نعمان، فقال: “يستحق إنعام رعد، المفكر والمقاوم، المثقف المحاور والقائد المناضل، شهادة كاملة، معمّقة حول مسيرته اللافتة، الغنية والطافحة بالدروس والعِبر”.
أضاف: “يروي رعد في مذكراته بدقة وإعجاب، تدرّجه في كنف سعاده، في روايته تلك، يعرفنا إلى سعادة الإنسان والمفكّر والقائد، كما يحدثنا عن يسارية الحزب، وعن الإعتماد على الشعب في موضوع الوحدة، وعن أهمية المضمون الإجتماعي – الإقتصادي للحركة القومية الإجتماعية”.

وختم نعمان: “إنعام رعد هو بحقّ خليفة أنطون سعاده، خليفته في سعة أفقه، وشمولية إستشرافه، وفكره المقاوم، وحرصه على مزاوجة النضال القومي، والنضال الإجتماعي، فهو فخر جيلنا وأبرز مشاعل النهضة القومية الإجتماعية”.

بشور

وبدأ بشور كلمته بالإشارة إلى أن “صدور كتاب يتضمن كتابات باللغة الإنكليزية لقائد حزبيّ بارز ومثقف لامع وسياسي مخضرم على مدى أكثر من ستين عاماً كالأستاذ إنعام رعد، هو فصل أخلاقي ووطني وثقافي وسياسي وتاريخي مهم في آن معاً”.
وقال: “الكتاب هو فصل وطني لأنه يقدم مساهمات فكرية وسياسية موجهة للغرب وللعالم من قائد وطني ومناضل عريق ربط حياته بقضية آمن بها، وبوطن نذر العمر في خدمة شعبه وقضاياه”.
وتابع: “إن كتاب إنعام رعد توثيق لكتاباته بالإنكليزية، هو جهد لا يبذله إلا من كان مؤمناً كإنعام رعد، وهو منارة تضيء درب كل من أراد التعرّف إلى قضايا أمتنا، لا سيما في صراعها مع الكيان الصهيوني، وأن حرص القائد الوطني والمفكر القومي على كتابة جزء من مقالاته باللغة الإنكليزية مخاطباً الرأي العام الدولي، لا سيما في الدول التي شاركت حكوماتها وتشارك حتى اليوم في قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وعلى دعمه وحمايته”.

أبو فخر

ثم تحدث أبو فخر، فقال: “لم أكن بعيداً من نشأتي الأولى عن فكر سعاده، فالفكرة السورية القومية، كانت في منزلنا، وفي محيطنا الأسري، لكن اليسار الثوري استدرجنا إلى أفيائه، بعد استشهاد غيفارا في غابات بوليفيا في سنة 1967، وبعد ثورة الطلاب في باريس عام 1968، ثم بعد هزيمة حزيران 1967، فكانت النقطة الحاسمة في تشكيل وعينا السياسي آنذاك، ومنذ ذلك الوقت بدأ تحطيم الأيقونات المقدسة كالناصرية والبعث والجيوش العربية، وهنا بالتحديد تقدمت حركة “فتح” لتقول أنا البديل الثوري”.

أضاف: “في الجامعات، في أوائل سبعينات القرن المنصرم، تشعّبت  مساجلاتنا مع الطلاب السوريين القوميين لنكتشف انهم يقولون مثلما نقول، فلا خلاف في شأن فلسطين والتحرر الوطني، أو في فهمنا للصهيونية، ويختلفون عنا في نقاط غير ملحاحة مثل مفهوم  الماركسية والإشتراكية”.

وأشار أبو فخر إلى أن “ما أتذكره من تلك المرحلة حضور إنعام رعد السياسي الذي أيقظ مع رفاقه، لكن فكرة الإشتراكية في أدبيات الحزب السوري القومي الإجتماعي بعد مؤتمر ملكارت في العام 1969”.
وختم أبو فخر: “نحن الفتية الأغرار ذهبنا إلى الماركسية الثورية، ثم عدنا الى فكرة البلاد السورية الواحدة من بيروت إلى البصرة”.

بشارة
وأختتمت الندوة بكلمة لمعدّ الكتاب، فقال: “عندما صدر الكتاب، إتصل بي بعض الأشخاص مستفسرين: لماذا كتاب عن إنعام رعد وليس عن غيره من رؤساء الحزب؟ هذا السؤال يحمل في طياته دلالات عميقة ولكن غير بريئة، وهو يأتي في سياق حملة قديمة جديدة تريد النيل من الأمين الراحل إنعام رعد لأسباب شخصية أو اعتبارات سياسية وحزبية ضيقة”.

أضاف: “عندما باشرت بتجميع كل ما كتب عن سعاده باللغة الإنكليزية سلباً أو ايجاباً، وخلال التنقيب الدؤوب الذي قمت به، وجدت نفسي أولاً أمام ركن من أعلام الفكر القومي الإجتماعي له في الفكر ما له في السياسة، وفي القيادة موقفاً مميزاً، فقررت أن أفتح خزنته في ما كتبه باللغة الإنكليزية تنقيباً وبحثاً في أكثر المصادر التي من الممكن أن تتوفر فيها هكذا آثار مخفية”.

وختم بشارة: “لا اخفيكم أن ما وجدته من خطب ومراسلات وبرقيات ومذكرات في اللغة الإنكليزية جعلتني ادرك كم  كان للأمين الراحل إنعام رعد من فضل، في ما لم ندركه سابقاً في إيصال موقفنا ونظرتنا إلى الخارج، وإلى مركز القرار العالمي في الأمم المتحدة والعالم الإشتراكي كما الأوروبي بشكل عام”.

وبعد ذلك، تم التوقيع على الكتاب الذي بات متوافرا في المكتبات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى