شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
تحقيقات

“ليالي الكويت” بحلته الجديدة …ارباك وازعاج وصورة تفتقد الذوق البصري! بقلم// جهاد أيوب

لم يوفق تلفزيون الكويت بعودة سهرة برنامج “ليالي الكويت ” بحلته الجديدة من خلال الحلقة الأولى، والمفروض بعد العطلة، واستراحة البرنامج السهرة أن يعود بقوة، وليس بهذا الفقر على أكثر من صعيد، خاصة البصر والديكور وأمور فنية كثيرة، وما صدمني غياب البصر من على هذه الشاشة خلال الفترة التي شاهدت فيها البرنامج بجميع فقراته وإعلاناته!
صدمت لتجاهل جماليات البصر الصورة كما لو كنت أشاهد شاشة تعتمد على نظام البركة مع إنها صاحبة تاريخ “ويلا منا نخلص ونذهب إلى منازلنا” ، وهنا أقول مهما أتينا بمعدات حديثة ومتطورة، واستمرينا بالتنفيذ خارج الذوق البصري الصورة يعني لا قيمة لكل المعدات الحديثة، إن إظهار جماليات الصورة لا يتطلب الشهادات بقدر وجود الذوق البصري، الاناقة، الرقيب المسؤول الذي يعرف شكل الصورة المربع ومتطلباته الجمالية…الأمر جداً بسيط، المسؤولية كي نطل بأجمل ما يكون!
بعد إعلان انتشر هنا وهناك شعرت بأنطلاقة تليق بتاريخ ونجاح “ليالي الكويت”، ولكن النتيجة متواضعة ومربكة من الناحية الفنية والاخراج والاعداد …أكثر من زاوية، أولها الديكور الضيق، المتواضع لبرنامج يعتمد على ضيوف كثر، وربما شاهدت هذا الديكور سابقاً، وعلى ما أذكر كان لبرنامج الزميل بركات الوقيان…المهم، الديكور لا يصلح لفكرة البرنامج نهائياً، ولا يتسع ل هذا الكم الكبير من الضيوف، فالفقرة الأولى استقطبت اربع ضيفات فاضلات من المجلس البلدي إلى جانب المذيع عبدالله الطراح وزميلته ليلى بارون، يعني غرفة ضيقة باكسسوارات مكثفة تجتمع مع ستة أشخاص يصيبوا العين بالارهاق من الضغط والضيق، وما زاد الإزعاج البصري اصرار المخرج على كلوزات قريبة لكل الضيوف والزملاء، كلوزات الوجوه اشعرتنا أن الوجوه خرجت من الشاشة لتصفع المشاهد!
الاستديو صغير جداً، وفكرة البرنامج أكبر منه، والديكور تقليدي عجقة دون مساحة لراحة النظر، وإذا كان الديكور المطلوب للحلة الجديدة لم ينجز فمن الواجب المهني العودة إلى الاستديو القديم، ومن ثم إبلاغ المشاهد بالانتقال إلى الجديد، وصنع من المناسبة حالة احتفالية، و إذا كان هذا هو الديكور يعني فقر ولا لزوم لكل هذا الجهد والتجديد العبيط!
ازعجني، وربما انزعج من شاهد إعلان الشاعر يوسف الشطي، كيف يسمح أن يمرر والكاميرا تلتقط صورة على وجه الشاعر تصور الشعر الأبيض الشائب يخرج من أنفه دون أن يتنبه إلى بشاعتها المسؤول والمخرج الذي عرض ما صور، وبما أن التسجيل ارشيفي وجب عدم عرضها، والاتيان بغيرها!

▪ الفقرات الملاحظات
غالبية الفقرات بضيوفها يصلح لبرامج الصباح، وليس لسهرة المفروض أن يشاهدها كل الشباب ولكن بالتأكيد الكبار أكثر، سهرة للترفيه مع بعض الثقافة والذوق والجمال، وليس الإضاءة على دور المرأة العاملة، وطريقة مديرة المدرسة هيلاء مع احترامي لجهودها، والاتصال من الأردن وما شابه، ربما فقرة الفنانة التشكيلية مي السعد منسجمة مع فكرة السهرة، إلا أن الإعداد لها كان فقيراً، وخلفية لوحاتها لم تصلنا، مع العلم كلامها مهم، وأهم من الاسئلة خاصة السؤال السطحي ولا يُطرح في هذا الزمن “التشكيل دراسة أو موهبة”…يا عمي كل الابداع اساسه موهبة، ومن ثم تثقيفها…معقول بعدنا هنا؟!!
• أناقة الزميلة ليلى بارون موفقة، هادئة، ولم تبالغ بحضورها الناعم، واستخدمت صوتها أسئلتها بطريقة جيدة، كما لجلستها الصح إضافة جمالية، المطلوب منها حينما تسأل السؤال أن لا تستمر بفتح فمها مطولاً، وأيضاً عليها تغيير تسريحتها، فما جاءت عليه لا يليق بأناقتها ولا باطلالاتها المقبلة!
• الزميل عبدالله الطراح دائماً يُعتمد عليه، ابتسامته إضافة للبرنامج ولحضوره، احياناً يوفق بارتجال السؤال أكثر من الأسئلة السطحية المعدة، ورغم أن جميع الضيوف سيدات كان موفقاً، لكنه أكثر من تحريك كرسيه، وهذا خطأ منه ويتحمله المخرج، كما أطلب منه عدم تكرار جملة يحملها من المواسم السابقة مع كل سؤال ” نبي نتكلم”!
ليلى بارون وعبدالله الطراح يشكلان ثنائياً منسجماً، لا يقتحم أحدهما على حضور الآخر، ولا يتطاولا على أسئلة بعضهما، تهذيب، واحترام بعضهما، وهذا قلما نجده في برامج العرب، المطلوب أكثر تناغماً والقليل من الحوار الناعم بينهما، هذا يعطي إضافة جميلة!
• الاستجداء بفقرة غنائية جميل جداً بحيث كسر الحوار التقليدي والثقافي والجدي، والصوت البيزنطي الأوبرالي اماني حجي جميل جداً، متمكنة، وتعرف معالمها، ولكن فقرتها وهي تغني اوبرا “مدحوشة بصرياً” مقحمة مع الديكور الضيق، لا بل انتقال الكاميرا إليها خلال حديث السيدة المديرة كان خطأ!
انصح السيدة حجي أن تهتم بالازياء، فملابسها لا تنسجم مع الحضور، كأن ثوبها من الفولكلور الصيني!
هذه الفقرة ضرورية، وبالتأكيد منوعة، وليست مع الأوبرا دائماً!
• المخرج سعود الرمح لم يوفق في هذه الحلقة، واضح انزعاجه من أمور كثيرة شعرنا بها، وتلمسناها من خلال صورته وكثرة الأخطاء أهمها الإضاءة السطحية جداً، والتقاط لمعة زر حذاء المذيع عبدالله… هو يعرفها إن أعاد مشاهدة الحلقة!
صورة سعود تدل على انزعاجه، وعدم قراءته لفقراته جيداً، وعدم انسجامه مع الديكور الجديد، علماً سعود من المخرجين الجيدين في أمسيات مختلفة غير هذه الأمسية، وهو يتحمل ما وصلنا من صور مزعجة حتى بما قدم في الإعلانات…عليه مشاهدة ما سيعرض في حلقة تحمل إمضاء سعود الرمح!

زر الذهاب إلى الأعلى