أنا بخير لأنني اكتفيت بنفسي
لم أعد أبحث عن الذين يفهمون صمتي، ولا الذين يصفقون لكلماتي.
اكتفيت.
تعلمت أن أكون الحضن الذي يطمئنني، والكتف الذي لا يخذلني، والوقت الذي لا يُهدر على أحدٍ لا يشبهني.
اكتفيت بنفسي حين عرفت أن الهدوء أجمل من كل الحوارات العقيمة،
وأن الكتابة صديقتي التي لا تسألني لماذا بكيت ولا إلى من كنت أكتب.
أدركت أن العالم مزدحم بالوجوه الفارغة، وأن القلوب الصادقة نادرة،
فخبّأت قلبي بين صفحاتي، وقلت له: “هنا بيتك.”
أنا بخير، ليس لأن الحياة أنصفتني، بل لأنني لم أعد أطلب منها شيئًا.
أنا بخير لأنني عرفت حدودي، وقللت أحلامي إلى مقاس راحتي،
وتركت الشاشات لمن يحب الضوء، واحتفظت بالظل لأزرع فيه نفسي من جديد.
أنا بخير لأنني صرت أرى في العزلة دفء الأمان،
وفي البساطة جمالًا لا يراه المتعبون بالمقارنات.
أنا بخير لأنني اكتفيت بنفسي…
ولأن قلبي، بعد كل ما خسر، ما زال يعرف كيف يحب بصمتٍ نقيّ.
بيروت في 19 \ 12 \ 2025
فاديا….
