قيادي في الجهاد الاسلامي لـ تنـا : التهدئة لا تعني التخلي عن المقاومة ونهجها

اكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان “الحاج ابو سامر موسى”، ترحيب الحركة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، “كفرصة لإعادة بناء القطاع وتحسين الاقتصاد وتحقيق جزء من مطالب الشعب الفلسطيني بعد الدمار”؛ لافتا في الوقت نفسه الى ان هذا الترحيب يعتمد على التزام “إسرائيل” ببنود الاتفاق، ولا يعني “الموافقة على نزع سلاح المقاومة ولا القبول بفرض هيمنة أجنبية ولا التنازل عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن التهدئة لا تعني التخلي عن المقاومة ونهجها”.
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، اشار الحاج ابو سامر الى مواصلة الخروقات الصهيونية لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة والتي شهدت زيادة خلال الفترة الاخيرة، وقال : نحن في حركة الجهاد الاسلامي نعتبر أن ما يجري من قصف و هجمات “إسرائيلية” منذ إعلان الهدنة والتي مضى عليها اكثر من خمسين يوماً، هو انتهاك واضح للاتفاق.
واضاف : اننا نحمل الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن محاولة أفشال اتفاق وقف اطلاق النار من طرفه عمداً، رغم كل المساعي لإعادة الاتفاق الى مساره الطبيعي، وندعو الاطراف الضامنة الزام بتنفيذ بنوده، مع التأكيد بأن العدوان المستمر لن يمنح العدو يداً عليا على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات.
وفي اشارة الى قرار المقاومة الفلسطينية، ممثلة بحركتي حماس والجهاد الاسلامي، حول الالتزام ببنود الاتفاق من عدمه بعد هذه الخروقات، قال ابو سامر : ان حركة الجهاد وفصائل المقاومة شدّدت على الالتزام بوقف إطلاق النار، مع التشديد على ان الذرائع الصهيونية هي محض افتراء وان الكيان يستخدم ذرائع كاذبة مثل مزاعم “التأخير بتسليم جثث أسرى” أو “الإخلال بحقوق او تواريخ معينة”، لتبرير استمرار القصف أو الهجمات على غزة.
وعن تقييمه للمرحلة الثانية من الاتفاق، فقد رأى هذا القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، انها ” فرصة لإعادة بناء غزة و إعادة الاقتصاد وتحقيق بعض مطالب الشعب الفلسطيني بعد الدمار، شرط التزام “إسرائيل” ببنود الاتفاق؛ مشددا على ان المقاومة لن تتنازل عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، أي أن “السلام أو التهدئة لا تعني التخلي عن المقاومة ونهجها التي قدمت اكثر من مائة وثمانين الفا بين شهيد وجريح عدا عن دمار كل متطلبات الحياة في غزة.
وتابع ابو سامر : كذلك نؤكد على مبدأ اساسي وهو أن المرحلة الثانية يجب أن تُبنى على تفاهم فلسطيني من خلال إطار وطني موحّد يحترم سيادة القرار الفلسطيني وحقه في تقرير كافة اموره ومن ضمنها القضايا الكبرى التي تتعلق بالحرية والكرامة وحقه في المقاومة، وإلا فإن أي ترتيبات خارج ذلك قد تُرفض.
ومضى الى القول : نحن في الجهاد الإسلامي ندين وبشدة، كافة اشكال الضغط الامريكي وكل المحاولات وجميع اشكال المفاوضات الرامية إلى إقامة تطبيع أو “سلام” مع الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين وبعض اجزاء من دول عربية؛ وذلك عبر أطر مختلفة ومسميات متعددة مثل الاتفاقيات الابراهيمية، ونعتبر أن أي تطبيع مع “إسرائيل” سيكون على حساب القضية الفلسطينية وقضايا الشعب كالحقوق والأرض والقدس يُعد خيانة للقضية والمقدسات.
وشدد هذا القيادي الفلسطيني على، أن “التطبيع لا يحقق عملياً مصالح الفلسطينيين او الشعوب العربية والاسلامية، بل يُعزز من مكانة إسرائيل ويُضعف من قوة المقاومة ويُبعد أية أمل في تحرير الأرض أو استعادة الحقوق”.
وعلى صعيد اخر، تطرق ابو سامر الى الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على مدى اثني عشر يوما ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتكهنات بشان تجرؤ الكيان على شنّ عدوان جديد ضد ايران من عدمه، وكيف سيكون مستقبل المنطقة لو حدث ذلك، قائلا : ان الاحتمال موجود وبقوة لعدة اسباب؛ اهمها ان الكيان الصهيوني والادارة الامريكية وقوى الاستكبار العالمي لا يتحملون تعاظم قوة اقليمية ذات فكر اسلامي مقاوم ودولة خارجة عن نفوذ الادارة الامريكية.
وفي الوقت نفسه، اشار مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان الى الترجيحات بشأن عدم اندلاع حرب بين الكيان الصهيوني وايران من جديد، “لعدة أسباب اهمها القدرات الصاروخية الإيرانية والردع الإقليمي، بحكم ان إيران أثبتت قدرتها على ضرب عمق فلسطين المحتلة بدقة، وقد فعلت ذلك سابقاً بشكل محدود ومحسوب لان أي حرب واسعة ستجعل معظم المنشآت الإسرائيلية الأساسية تحت تهديد مباشر”.
وتوقع ابو سامر بان اي “هجوم جديد على إيران سيستدعي ردوداً وتدخلا مباشر من قبل حزب الله مع ملاحظة هشاشة وقف اطلاق النار في لبنان وفلسطين، وكذلك فصائل المقاومة في العراق واليمن وعودة جولة القتال في غزة، وبالتالي سوف تتحول الحرب من ضربة جوية إلى حرب إقليمية كاملة؛ وهذا ما لا يتحمله الكيان اضافة للعامل الامريكي الذي لا يسعى لحرب إقليمية شاملة الآن بسبب الحرب الاوكرانية والحرب الباردة مع الصين وبعض ودول أمريكا اللاتينية، وايضا الوضع الداخلي للكيان المحتل حيث يواجه أزمة سياسية مفتوحة وتراجع الردع واقتصادا منهكا، فضلا عن خلافات داخل جيشه وجهاز مخابراته؛ مما يجعل الدخول في حرب مع إيران مخاطرة غير محسوبة”.
وختم ابو سامر حواره مع وكالة انباء التقريب قائلا : بالمحصلة و بالطموح وبالفكر الصهيوني، سيسعى هذا الكيان الصهيوني لتدمير الجمهورية الاسلامية الايرانية وسيعمل على زعزعة امنها واستقرارها، وزرع العملاء والجواسيس لتحقيق مراده، لكن هذا الكيان لا يملك حاليا القدرة ولا الجرأة على حرب شاملة مع إيران وأقصى ما يستطيع فعله هو عمليات محدودة ومحسوبة وسرّية ؛ محذرا من ان “أي مواجهة واسعة ستغيّر وجه المنطقة بالكامل ولن تكون لصالح الكيان ولو اجتمعت معه قوى الشر لان جغرافية المنطقة ستكون عائقا مهما امام دعم الكيان” .
انتهى





