أخبار صور و الجنوب
محاضرة للدكتور حسين صفي الدين بعنوان “الاضطرابات العقلية بين علم النفس والفلسفة” في نادي خريجي المقاصد – صيدا

نظّمت جمعية خريجي المقاصد في صيدا محاضرة فكرية بعنوان “الاضطرابات العقلية بين علم النفس والفلسفة” قدّمها الباحث والمفكر الدكتور حسين صفي الدين، وذلك في قاعة النادي في صيدا، بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والمهتمين بالشأنين الفلسفي والنفسي.
قدّمت للمحاضرة رئيسة الجمعية الدكتورة هيام لطفي الزين التي رحّبت بالحضور وبالمحاضر، مؤكدة أهمية هذه اللقاءات الفكرية التي تُسهم في تنمية الحوار العلمي والثقافي في المدينة.
وفي محاضرته، قدّم الدكتور صفي الدين قراءة نقدية عميقة للعلاقة بين علم النفس الحديث والفلسفة الوجودية، متسائلًا عمّا إذا كانت الفلسفة — بصفتها علمًا كليًا يُبدع المفاهيم — قادرة على أن تكون بديلًا أو رديفًا لعلم النفس في معالجة الأزمات الذهنية والوجودية التي يعاني منها الإنسان المعاصر.
وأوضح أنّ الاضطرابات العقلية ليست أمراضًا بقدر ما هي مشكلات حياة ومعنى، وأن العلاج لا يمكن أن يكون دوائيًا فقط كما تروّج له الشركات الصيدلانية، بل يحتاج إلى عودة إلى الفلسفة كعلاج للروح والعقل عبر التفكير والحوار والتأمل، لا سيما في ظل ما سمّاه «إمبريالية الطب النفسي السريري» وهيمنته على مقاربات الإنسان.
وأشار صفي الدين إلى أن الفلسفة العملية، من خلال «العلاج بالكلمة» (Logotherapy) والتحليل الوجودي، تقدّم نفسها اليوم كمسار علاجي بديل يساعد الإنسان على اكتشاف معنى وجوده وتحقيق انسجامه الداخلي، معتبرًا أن الحرية والمسؤولية هما جوهر الكينونة الإنسانية.
كما استعرض المحاضر تطوّر النقد الفلسفي لعلم النفس منذ فرويد حتى الفلاسفة الوجوديين من كيركغارد وسارتر إلى هوسرل وهايدغر، مؤكدًا أن الأفهوم الفلسفي يمكن أن يكون أداة فعّالة لفهم الذات وتجاوز القلق والاكتئاب، لأن «الاضطراب العقلي ليس سوى صعوبة في إيجاد معنى للحياة».
واختُتمت المحاضرة بحوار مفتوح تفاعل فيه الحضور مع الأفكار المطروحة، وطرحت أسئلة حول جدوى الفلسفة في العلاج النفسي الحديث، ودور الوعي في تحقيق الصحة العقلية.
وفي الختام، شكرت الدكتورة هيام لطفي الزين المحاضر والحضور، مؤكدة استمرار الجمعية في تنظيم لقاءات فكرية تُسهم في إغناء الحياة الثقافية في صيدا.






