أخبار صور و الجنوب

في حفل تأبين زوجة الزّميل الإعلامي محمّد عمرو السيد جعفر فضل الله: لنكن أسرة وطنيّة واحدة في مواجهة العدوّ

رعى سماحة السيّد الدّكتور جعفر فضل الله الحفل التّأبيني الّذي أقيم بمناسبة مرور عام على استشهاد الحاجة وفاء قليط عمرو، زوجة المسؤول الإعلامي لسماحة العلّامة السيّد علي فضل الله، محمّد عمرو، وذلك في قاعة الشّيخ محمود هيدوس في المعهد الشّرعي الإسلامي – حارة حريك، بحضور شخصيّات دينيّة وبلديّة وإعلاميّة واجتماعيّة وطبيّة وثقافيّة، إضافة إلى حشد من المؤمنين والمواسين.
استُهل الحفل، الّذي قدّمه الأستاذ علي الخنسا، بتلاوة مباركة من القرآن الكريم بصوت المقرئ حيدر حمدان، ثمّ ألقى السيّد الدّكتور جعفر فضل الله كلمة أشار في بدايتها إلى مسيرة الإنسان منذ ولادته حتّى وفاته، مؤكّدًا أنّ اجتماعنا اليوم هو لأخذ العبرة بأنّ لكل إنسان مسؤوليّة في هذه الحياة يجب أن يؤدّيها.
وأضاف سماحته: “إنّنا أمام شهيدة حيّة نالتها يد الغدر والاحتلال منذ بدايات عمرها، ولازمتها الإصابة والمعاناة طوال حياتها، إلى أن واجهت المرض بقوة وإرادة وثبات، فكانت المرأة المؤمنة الّتي لا يفارق ذكر الله لسانها، في صلاتها وتلاوتها للقرآن، وختم الله لها حياتها بوسام الشّهادة”.
وتابع قائلًا: “لقد جسّدت شهيدتنا مثالًا على أنّ ضعف الجسد لا يعني الاستسلام للواقع، بل هو فرصة لتحويل الألم إلى قوّة عندما يقترن بالوعي والإيمان. لقد استطاعت أن تبني أسرة صالحة قائمة على الإيمان والتّقوى، وأن تكون مع المظلومين في مواجهة الظّالمين، لتؤكّد أنّه كما أنّ الإنسان المؤمن يتجاوز آلامه ليصنع حضوره وقوته من جديد، كذلك الأوطان تتجاوز آلامها وتنطلق من جديد لأنّ الأوطان لا تُبنى بالضّعف”.
كما حذّر سماحته من أنّ العالم المتوحّش يسعى إلى فرض قيمه ومفاهيمه على مجتمعاتنا وأجيالنا من خلال أدوات التّكنولوجيا وسطوته الإعلاميّة، مؤكدًا أنّ استهداف العدوّ لهذه المرأة المؤمنة وقتلها عمدًا داخل بيتها، بعيدًا عن ساحات الحرب، لم يكن إلّا رسالة دمويّة مفادها أنّ الجميع يجب أن يخضع لمشاريعه ومخطّطاته. مشددًا على أنّ خسائرنا لا تعني الاستسلام، ولا القبول بالإملاءات والشّروط الّتي يسعى العدوّ لفرضها.
وختم قائلًا: “لا يمكن لمن يجسّد الإيمان بالله أن يجسّد الطّاعة لصنم، سواء أكان صنمًا بشريًا أو دولة مستكبرة أو قوّة عظمى. علينا أن نكون أسرة وطنيّة حين نتحدّث عن الوطن، وقوميّة حين نتحدّث عن الأمّة، وإسلاميّة حين نتحدّث عن العالم الإسلامي، وإنسانيّة حين نتحدّث عن العالم بأسره، في مواجهة أطماع هذا الوحش الّذي لا يقف عند حدود دولة بعينها”.
واختُتم الحفل بمجلس عزاء حسينيّ تلاه الشّيخ حسين سماحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى