بأقلامنا

كتب اللواء خالد كريدية جمول ذاكرة المقاومة الوطنية اللبنانية بين الأشتباك السياسي والعسكري والجماهيري

جمول ذاكرة المقاومة الوطنية اللبنانية بين الأشتباك السياسي والعسكري والجماهيري
لم تكن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) حدثا” عابرا” في زمن الأحتلال الأسرائيلي لبيروت عام1982، بل كانت لحظة تفجر تاريخي حملت معها معنى جديدا” للبنان: لبنان المقاوم،لبنان الجامع بين السياسة والبندقية، لبنان الذي يرفض الأستسلام لهيمنة الخارج ولعقد التسويات المذلة
1. الجذور: من الوعي الوطني الى البندقية الجامعة
لقد تأسست جمول على إرث الحركة الوطنية اللبنانية لم تكن مجرظ تشكيل عسكري بل ترجمة مباشرة لفكرة وطنية عابرة للطوائف متأثرة بروح التحرر الوطني
لقد اكدت ان مواجهة اسرائيل ليست خيارا” ظرفيا”، بل قدرا” تاريخيا” للبنان في سياق سياق عربي اشمل وان البندقية لا تتفصل عن الرؤية السياسية
2. الأشتباك العسكري رصاص يرفض الذل
في الميدان ابدعت جمول حرب في خصائص حرب العصابات الثورية واكدت ان اسرائيل ليست قوة مطلقة وثمن الأحتلال مكلف ويمكن ان يستنزف
3. الأشتباك السياسي لا ١٧ ايار ولا وطن محتل وتابع

جمول رفضت ان يختزل لبنان في دولة على قياس اسرائيلي اميركي
واعادت تعريف الوطنية اللبنانية وطنية سيادية
4.البعد الجماهيري: حين حمل الشعب المقاومة
اهم ما ميز جمول انها لم تكن حصرية طائفية او حزبية بل روح احتضنت كل من قاوم ، عابرة للطوائف احتضن الشعب مقاتليه كأبناء للوطن لا كأبناء طائفة
5 النقد لماذا أفلت قوة جمول رغم قوتها الرمزية واجهت جمول مجموعة من التحديات البنوية
1. التحديات الأقليمية والدولية:مع نهاية الثمانينيات تراجعت حركات اليسار في العالم ولبنان فقدت جمول سندها الفكري والسياسي

2غياب مشروع جامع بعد التحرير الجزئي: جمول لم تستطع ان تتحول الى مشروع سياسي – اجتماعي طويل الأمد بل بقيت اقرب الى جبهة مقاومة مثقلة
الدرس الأساس والأعمق يكمن ان اي مقاومة- مهما عظمت- إن لم تستطع ان تبني جذورا” اجتماعية صلبة، مشرةعا” سياسيا” طويل الأمد، شبكة دعم إقليمي ودولي، فأنها معرضة للأنكماش او الذوبان امام قوى أخرى أكثر تنظيما” وقدرة
وهنا تكمن قيمة جمول اليوم: لقد اعطت النموذج الوطني الجامع وان التحرر الوطني يحتاج مشروع وطني يوازن بين البندقية والسياسة والجماهير
جمول تاريخ ممتد في وعي اللبنانيين والعرب لأنها فكرة المقاومة كفعل وطني وجماهيري مشترك وجامع

زر الذهاب إلى الأعلى