بأقلامنا

يوم اللاجئين العالمي.. يوم اللاجئين الفلسطينيين بقلم أبو شريف رباح

 

22/6/2025

في العشرين من حزيران من كل عام يقف العالم دقيقة صمتٍ ليتأمل وجع اللاجئين وليحيي “اليوم العالمي للاجئين” هذا اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على قضايا اللاجئين حول العالم ولتذكير البشرية بمعاناة الملايين الذين اقتلعوا من أوطانهم قسرا وتركوا وراءهم ذكريات وأحلام وحقوق لا تنسى.

لكن بالنسبة لنا كلاجئين فلسطينيين لا نحتاج إلى هذا اليوم كي نتذكر فنحن نعيش النكبة منذ سبعة وسبعون عاما، منذ سبعة وسبعون عام ونحن نحلم بالعودة ونحمل مفتاح الدار في أعناقنا وقلوبنا، سبعة وسبعون عاما غائبون قسرا عن فلسطين لكنها لم تفارقنا لحظة فهي تعيش فينا كما نعيش على أمل العودة إليها.

في الوطن يجد الإنسان الأمان والكرامة والانتماء، أما في الشتات فنكبة الفلسطيني لا تزال مستمرة متجددة في كل تفاصيل حياته، ويشعر بالوطن حين يسمعه في الأغاني أو يراه في أعين الأجداد أو في حنين المخيمات التي أصبحت أوطانا مؤقتة لا تليق إلا بالصبر والأمل بالعودة.

وفي غزة الجريحة التي أصبحت عنوانا للنكبة المستمرة لا تكاد تجد بيتا إلا وفيه لاجئ أو نازح، بل إن الغزيين جميعا باتوا لاجئين داخل وطنهم المنكوب، وأحلامهم لم تعد تتطلع إلى المستقبل بل بالحصول على رغيف خبز أو شربة ماء تروي ظمأ أطفالهم أو خيمة تحميهم من قسوة الليل وبرد ولهيب الصيف ونار القصف، فغزة اليوم لا تعيش مأساة عابرة بل تعيش نكبة بحجم التاريخ نكبة يرويها هدير الطائرات وجنازير الدبابات ورائحة الموت في كل الامكنة.

وفي الضفة الغربية لا تبدو الصورة أفضل حالًا فمخيمات اللاجئين تتعرض يوميا لسياسات التهجير والاقتلاع تهدم منازلها وتجرف شوارعها الجرافات وتحاصرها المستوطنات ويكتم على أنفاسها جدار الفصل العنصري وحواجز الإحتلال وتسحق البنى التحتية في صمت دولي عام.

في يوم اللاجئين العالمي، لا نريد خطبا ولا بيانات نريد اعترافا بحقنا في العودة والحرية ودولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف كما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، إن قضيتنا لا تزال حيّة رغم كل محاولات التصفية والطمس، ونحن لا نطلب المستحيل بل حقا ثابتا لا يسقط بالتقادم حق العودة إلى أرضنا والعيش بكرامة في وطن حر لا تنصب فيه الخيام بدل الأسطح ولا تصنع فيه الحياة تحت الركام.

اللاجئ الفلسطيني الشاهد الحي على الجريمة، الشاهد الذي لم ينكسر رغم كل سنوات التيه والخذلان نقول للعالم لن ننسى ولن نغفر ولن نتنازل عن حقوقنا فالعودة حق والحق لا يموت طال الزمن أم قصر.

زر الذهاب إلى الأعلى