لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي حول الحرب الإسرائيلية على ايران

لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي حول الحرب الإسرائيلية على ايران
بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي عُقد لقاء حواري حول التطورات المتسارعة بعد العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بتاريخ 20 حزيران 2025 الساعة الخامسة عصراً في مركزه الكائن على طريق المطار قرب محلات مكداشي، حضره العديد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية والدينية والسياسية.
قدّم للقاء الدكتور الصحافي قاسم قصير الذي رحّب بالحضور والمحاضرين الدكتور طلال عتريسي والدكتور محسن صالح، وأضاف إنّ هذه الحرب ضد العدو الصهيوني واضحة لا لبس فيها، وهذا اللقاء هو لمواكبة ما يجري ولنفكر سويا للإجابة على ثلاثة أسئلة هي: لماذا هذه الحرب اليوم؟ وما هو الأفق المفتوح أمامها؟ وماذا يمكن أن نفعل؟ ثم أعطى الكلمة للدكتور طلال عتريسي.
في مداخلته، أشار الدكتور عتريسي الى الأهداف التي يسعى العدو لتحقيقها من شن هذه الحرب المفاجئة ضد إيران وهي: إسقاط النظام، وتدمير البرنامج النووي، وزرع حالة من الفوضى في إيران. وقال إن الضربة الأولى لم تنجح في إسقاط النظام.
أما الخلفيات فهي: دينية توراتية تسعى الى التوسع إستناداً لذلك، واستراتيجية تهدف الى تغيير الشرق الأوسط. وهذا ما أثار مخاوف إقليمية ودولية من احتمال الانتصار الإسرائيلي، وأدى الى ظهور مواقف مؤيدة لإيران من قبل الدول العربية والإسلامية، بسبب المخاوف من نتائجها التي سوف تحدث تغييراً في حدود دول المنطقة.
وتابع إن اسرائيل تعتمد في حربها على سردية لها وجهين هما: تخويف المستوطنين من إبادة جديدة للحصول على تأييدهم للهجوم على إيران، وإظهار القوة والبطش. وأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تعتمد على الهجوم، والرهان على تماسك الوضع الداخلي وصمود الجبهة الداخلية، وكذلك تفعل إيران على تقوية صمودها في هذه الحرب، لأنها تعتمد على العقيدة الدفاعية. وأنه يوجد تأييد من المرجعية الدينية في العراق ومن الإخوان المسلمين لإيران، وهذا ما يجب البناء عليه. ومن الصعب وضع تصورات لنهاية حرب ما زالت في بداياتها، ومعرفة إمكان التدخل الأميركي في الحرب يعتمد على تذبذب شخصية ترامب وعلى الضغوط الداخلية عليه من جهة أخرى، وهذه الضغوط تتراوح بين من يطالب بالتدخّل ومن يتخوّف منه. ولأجل هذا يبقي ترامب الإحتمالات مفتوحة على شتى السيناريوهات.
أعطيت الكلمة بعدها للدكتور محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات الفلسطينية، الذي أكد الوقوف الى جانب إيران في هذه الحرب لانها حرب في مواحهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف كل الامة . وأن بقاء الكيان مشروط بضعف الدول من حوله، وأن هذه الحرب هزّت النظرية الامنية والعقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي وسّعت من دائرة أمنها ليشمل الشرق الأوسط، عبر الانتقال من الردع التقليدي الى الهجوم الإستباقي، مع تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز النفوذ الإقليمي الإسرائيلي، وكي الوعي عند الخصوم.
هذا التغيير لمفهوم الأمن الإسرائيلي يترافق مع توجه لإستخدام القوة لفرض إرادتها بعيداً عن مسار التسوية السلمية.
كما قال أن الإسرائليين بدأوا يشعرون بالإستنزاف في هذه الحرب، وأن أميركا هي شريك مع نتنياهو ولكن لديها شروط لدخولها وهي: ضمان قدرة الأسلحة على تدمير المفاعل النووي، وأن لا تُجر الولايات المتحدة لحرب استنزاف، وأن تكون المشاركة ضرورية. ونبه الى أن التدخل الأميركي لن يكون بهذه السهولة، وأن إيران دولة كبيرة يصعب جدا هزيمتها، وهي تقوم بالرد المحسوب حيناً وبالضربات القاسية أحياناً. وقال أن شعوب المنطقة تجاوزت مشاكلها الطائفية في موقفها من هذه الحرب، واتجهت نحو التضامن، متوقعاً حصول ثورات شعبية ضد الدول المطبعة مع اسرائيل في المدى الوسيط.
في النهاية تم فتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أجاب عليها المحاضران.