د. شريف نورالدين.\ الحرب العالمية الثالثة بين التصعيد النووي وصراعات الهيمنة على حافة الانفجار

د. شريف نورالدين. بتاريخ: 24 / 11 / 2024
الحرب العالمية الثالثة بين التصعيد النووي وصراعات الهيمنة على حافة الانفجار
يشهد العالم اليوم سلسلة متشابكة من الصراعات المتعددة الأوجه، التي تجعل من الحرب العالمية الثالثة واقعًا غير معلن، لكنها تتجلى بوضوح في ساحات متعددة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ومن مضيق تايوان إلى القرن الإفريقي.
أما الحرب الروسية الأوكرانية لم تعد نزاعًا إقليميًا فحسب، بل أصبحت حربًا دولية بالوكالة، حيث تلعب الولايات المتحدة وحلف الناتو أدوارًا محورية عبر الدعم المالي، العسكري، واللوجستي لكييف.
في الوقت ذاته، تتسع رقعة التوترات لتشمل الشرق الأوسط، حيث تمثل الحرب في غزة وتصاعد الجبهة اللبنانية محاور تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة.
وعلى الصعيد العالمي، تتحرك القوى الكبرى على عدة جبهات، من الحرب الاقتصادية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، إلى التنافس على النفوذ في إفريقيا والقرن الإفريقي، حيث تُدار حروب بالوكالة وصراعات على الموارد والممرات الاستراتيجية.
كما تلقي الأزمات العالمية بظلالها على الممرات البحرية، حيث أصبح البحر الأحمر ومضيق باب المندب ساحات مواجهة، مما يعزز من هشاشة الأمن الدولي.
هذه التحولات العميقة التي تعيد تشكيل النظام الدولي، متسائلا عما إذا كانت هذه الحروب الموزعة والمتعددة الأبعاد تمثل الوجه الجديد للحرب العالمية الثالثة.
ومن خلال استعراض المشهد الراهن وتداعياته، نحاول رسم خريطة للمستقبل وتحديد المخاطر التي تهدد العالم في ظل هذا التوتر المتصاعد.
بداية؛ عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتأثيرها على السياسات العالمية:
– سياسة ترامب تجاه إيران: عقوبات مدمرة وخطة لإفلاس النظام الإيراني لتقويض انتاج ترسانته ودوره في تسليح ودعم محوره.
– توجه متشدد لإعادة العقوبات الاقتصادية الكاملة على إيران بهدف خنق اقتصادها، مع تضييق الخناق على صادرات النفط والقطاع المالي.
– خطط جديدة لإضعاف الدور الإقليمي لإيران في الشرق الأوسط، مع تعزيز الدعم لإسرائيل.
2- مواجهة الصين واستراتيجية ترامب لتقويض الصعود التجاري الصيني:
– تصعيد الحرب التجارية مع الصين، بما في ذلك فرض تعريفات جمركية إضافية على الواردات.
– استهداف الشركات الصينية الكبرى مثل “هواوي” وشركات التكنولوجيا الأخرى، مع التركيز على استعادة التصنيع الأمريكي.
– تعزيز العلاقات مع دول شرق آسيا (اليابان، كوريا الجنوبية، الهند) لتشكيل تكتل ضد النفوذ الصيني.
3- تصعيد التوتر الروسي-الأوكراني:
– تهديدات نووية واستعراض للقوة العسكرية
– صاروخ أورشلينك الروسي “النيزك”: نقلة نوعية في التصعيد العسكري.
– إطلاق روسيا صاروخًا فرط صوتي جديد، يصفه بوتين بأنه غير قابل للاعتراض، وحلق بسرعة 11 ماخ ليصل إلى هدفه في 15 دقيقة.
– تعديل العقيدة النووية الروسية ليشمل الرد على أي دعم غربي عسكري لأوكرانيا، حتى لو لم يكن نوويًا.
– تحذيرات أوروبية من تحول الصراع إلى مواجهة عالمية شاملة.
– دعم الغرب لأوكرانيا: سلاح ذو حدين
– موافقة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
– استخدام أوكرانيا صواريخ “ستورم شادو” البريطانية و”أتاكمز” الأمريكية لاستهداف مواقع استراتيجية داخل روسيا.
– انتقادات روسية حادة وتصريحات من بوتين تهدد بضرب الدول الداعمة مباشرة.
4- هجوم الدرونز في بريطانيا والاتهامات الموجهة لروسيا:
– هجوم بطائرات مسيرة استهدف منشأة بريطانية، في تصعيد خطير تنفي روسيا علاقتها المباشرة به.
– تحقيقات أمنية بريطانية تشير إلى احتمالية تورط روسي غير مباشر من خلال جماعات مدعومة من موسكو.
– التداعيات السياسية للهجوم على العلاقات بين بريطانيا وروسيا، وتصاعد الدعوات لردع أكثر حزمًا.
5- الأزمات السياسية والاقتصادية في ألمانيا:
– انهيار الحكومة، بسبب استقالات الأحزاب الائتلافية. وخيارات شولتز المحدودة.
– استقالة وزير المالية وثلاثة وزراء آخرين من حزب الحر، مما يهدد استقرار التحالف الحاكم بين الحزب الاشتراكي، حزب الخضر، وحزب الحر.
– انتقادات داخلية تواجه المستشار شولتز بسبب ضعف الأداء الحكومي، مع تزايد الضغوط من المعارضة.
6- الاقتصاد الألماني في حالة ركود:
– أزمة اقتصادية خانقة تشمل انخفاض الإنتاج الصناعي وارتفاع معدلات العجز المالي.
– مخاوف من تراجع قدرة ألمانيا على الوفاء بالتزاماتها الدفاعية في ظل التحديات الأوروبية المشتركة.
– اتصال شولتز ببوتين: محاولة لفك العزلة الروسية؟
مكالمة استمرت ساعة بين شولتز وبوتين، أثارت جدلًا أوروبيًا واتهامات بأنها قد تمنح روسيا فرصة للخروج من عزلتها.
– تصريحات متباينة بين القادة الأوروبيين بشأن جدوى الحوار مع بوتين في ظل استمرار الحرب.
7- مستقبل حلف شمال الأطلسي في ظل الانقسامات الغربية:
– مخاوف من تراجع الدعم الأمريكي بعد مغادرة بايدن.
– قلق أوروبي متزايد من تغير الأولويات الأمريكية،خاصة م فوز ترامب.
– غياب استراتيجية طويلة الأمد لضمان استمرار الدعم لأوكرانيا.
– ضعف التنسيق الأوروبي في مواجهة روسيا.
– انقسامات بين الدول الأعضاء بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا، مع تخوف من تصعيد روسي جديد.
– انتقادات لبطء الإصلاحات الدفاعية الأوروبية، خاصة في ألمانيا، التي تعاني من البيروقراطية وضعف التمويل والعجز المالي في ظل انكماش اقتصادي يتجه نحو الركود بشكل متسارع.
8- أبعاد الصراع الاقتصادي العالمي: العقوبات على روسيا والصين:
– تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.
– استمرار الحرب الأوكرانية يستهلك 40% من ميزانية روسيا، وفق تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
– مخاوف روسية من تفاقم العزلة الاقتصادية مع استمرار العقوبات الغربية المشددة.
– الضغط الأمريكي على الصين: استراتيجيات التنافس الاقتصادي.
– تعزيز الولايات المتحدة لتحالفاتها في المحيطين الهندي والهادئ لاحتواء النفوذ الصيني.
– تأثير السياسات التجارية الأمريكية على الاقتصاد الصيني وزيادة الضغوط على قطاع التكنولوجيا والتجاري الصيني.
9- تطورات الوضع الأوكراني وطلبات زيلينسكي من الناتو
ودعوة زيلينسكي إلى انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، مع حرية استخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى دون قيود.
– رفض غربي محدود لهذه المطالب حتى الآن، وسط مخاوف من تصعيد غير محسوب مع روسيا.
– استمرار أوكرانيا في السعي للحصول على مساعدات إضافية رغم “إرهاق أوكرانيا” الذي ينتشر بين الحلفاء.
10- تداعيات التصعيد الروسي-الأوكراني على الأمن العالمي:
– تحذير بولندا من دخول الصراع “مرحلة حاسمة”، مع زيادة توسع حرب عالمية ثالثة غير معلنة.
– استمرار الجهود الدبلوماسية الأوروبية لاحتواء التصعيد، رغم محدودية النتائج حتى الآن.
11- إيطاليا توازن بين الدعم لأوكرانيا والقلق الداخلي:
– حكومة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني تؤكد دعمها العسكري والسياسي لأوكرانيا، لكنها تواجه ضغوطًا داخلية من أحزاب يمينية وقومية ترى أن الدعم يجب أن يكون محدودًا.
– الاقتصاد الإيطالي المتعثر يزيد من تردد الإيطاليين بشأن الانخراط بشكل أوسع في الحرب.
12- بولندا: موقف حازم ضد روسيا:
– تقود بولندا الجهود الأوروبية لتقديم دعم شامل لأوكرانيا، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة الثقيلة.
– تحذير رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك من اقتراب الحرب من “مرحلة حاسمة” وتصاعد التوتر مع روسيا.
– مخاوف من أن تصبح بولندا الهدف التالي في حال انتصار روسيا في أوكرانيا.
13- المجر: تحفظ واضح وتقارب مع روسيا:
– رئيس الوزراء فيكتور أوربان ينتقد سياسات الاتحاد الأوروبي الداعمة لأوكرانيا ويدعو للحوار مع روسيا لإنهاء الصراع.
– استمرار المجر في استيراد الطاقة من روسيا، مما يثير انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات أكثر شدة.
14- دول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا): خط المواجهة الأمامية مع روسيا:
– تُعد دول البلطيق من أكثر الداعمين لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، حيث تدعو إلى فرض عقوبات أكثر صرامة وتسليح كييف بشكل مستمر.
– القلق من توسع الصراع ليشمل أراضيها، خاصة مع زيادة النشاط العسكري الروسي على الحدود.
– تعزيز التعاون الدفاعي مع حلف الناتو واستقبال قوات إضافية لتعزيز الردع.
15- فنلندا والسويد: تغيير استراتيجيات الحياد التقليدي:
– انضمت فنلندا رسميًا لحلف الناتو بعد سنوات من الحياد العسكري، وسط مخاوف من التهديد الروسي.
– تسعى السويد للانضمام أيضًا، لكنها تواجه اعتراضًا تركيًا بسبب قضايا مرتبطة بالجماعات الكردية.
– الدولتان تدعمان أوكرانيا ماليًا وعسكريًا بشكل محدود، مع زيادة الإنفاق الدفاعي محليًا.
16- إسبانيا والبرتغال: دعم محدود ومخاوف اقتصادية:
– تدعم إسبانيا والبرتغال أوكرانيا دبلوماسيًا مع تقديم مساعدات إنسانية وبعض الأسلحة غير الفتاكة.
– قلق من تأثير الحرب على أسعار الطاقة والاقتصاد المحلي، مما يحد من انخراطهما الكامل في الصراع.
17- دول البلقان والمواقف المتباينة:
– صربيا: تتبنى موقفًا داعمًا لروسيا بشكل غير مباشر، مع رفض الانضمام للعقوبات الغربية.
– كرواتيا وسلوفينيا: مواقف أقرب للاتحاد الأوروبي، حيث تدعمان كييف دون المشاركة العسكرية المباشرة.
– الانقسامات داخل المنطقة تعكس التوترات العرقية والسياسية المرتبطة بماضيها مع روسيا والغرب.
18- سويسرا والحياد التقليدي مع استثناءات جديدة:
– رغم حيادها التاريخي، انضمت سويسرا إلى العقوبات الأوروبية ضد روسيا، لكنها رفضت تقديم أسلحة إلى أوكرانيا.
– مخاوف سويسرية من تداعيات اقتصادية جراء العقوبات وتأثير الحرب على الاستقرار الأوروبي.
19- القلق الأوروبي والأمريكي من تصعيد الحرب الروسية-الأوكرانية:
– القلق الأوروبي: تداعيات أمنية واقتصادية.
– التصعيد العسكري الروسي: إطلاق صواريخ فرط صوتية مثل “أورشلينك” يعكس استعداد روسيا لتوسيع الصراع، مما يزيد القلق في العواصم الأوروبية.
– أزمة الطاقة: استمرار اعتماد بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا والمجر، على الطاقة الروسية يجعلها أكثر عرضة لأزمات اقتصادية.
– الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي: تباين المواقف بين الدول الأعضاء يضعف قدرة أوروبا على تشكيل جبهة موحدة ضد روسيا.
– مخاوف من تداعيات كارثية: القرب الجغرافي من أوكرانيا يثير قلقًا خاصًا في دول البلطيق، بولندا، ورومانيا.
20- القلق الأمريكي وتعقيد العلاقات الدولية وتصاعد التوترات النووية:
– خطر التصعيد النووي: إعلان بوتين تعديل العقيدة النووية الروسية ليشمل الرد على الدعم الغربي لأوكرانيا يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية.
– الإنهاك العسكري والاقتصادي: تقديم المساعدات العسكرية المستمرة لأوكرانيا يثقل كاهل الميزانية الأمريكية وسط دعوات لإعادة التركيز على الصين وتايوان.
– الخوف من توسع الحرب: وجود قاعدة أمريكية في بريطانيا تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة يُبرز المخاطر المتزايدة على الحلفاء الأوروبيين.
– التحدي الدبلوماسي: محاولة الموازنة بين دعم أوكرانيا وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
– تتسم أوروبا بعدم الاستقرار بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية التي أثارتها الحرب الروسية-الأوكرانية.
– الولايات المتحدة قلقة من الانقسامات الأوروبية وعدم قدرة الحلفاء على مواجهة روسيا بمفردهم.
– الخطر الأكبر يكمن في احتمالية أن تؤدي الحسابات الخاطئة إلى تصعيد أوسع، سواء باستخدام الأسلحة النووية أو نقل الحرب إلى دول الناتو المجاورة.
21- القلق الدولي بشأن سباق التسلح النووي:
– روسيا عدّلت عقيدتها النووية لاعتبار أي هجوم مدعوم من قوة نووية على أنه تهديد وجودي.
– تصريحات البنتاغون تؤكد أن الصواريخ الروسية الحديثة مثل “أورشلينك” يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الحالية، ما يرفع وتيرة سباق التسلح النووي بين القوى العظمى.
– دعم الصين الضمني لروسيا عبر العلاقات الاقتصادية واستيراد النفط الروسي بأسعار مخفضة.
– قلق غربي من استغلال الصين لتشتيت انتباه الولايات المتحدة وحلفائها في أوكرانيا لتعزيز نفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خصوصًا حول تايوان.
– انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى تصدعات بين الحلفاء الأوروبيين.
– وجود حكومات شعبوية في بعض الدول الأوروبية، مثل المجر، يعوق التعاون الجماعي لدعم أوكرانيا.
– استمرار الحرب يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة عالميًا.
– دول الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر تأثرًا من نقص الإمدادات، ما قد يؤدي إلى أزمات إنسانية وهجرة جماعية نحو أوروبا.
ثانيًا: التحليل الاستراتيجي لتداعيات الحاضر والمستقبل
– تصعيد غير مقصود: اعتماد أوكرانيا على الصواريخ الغربية لضرب العمق الروسي قد يدفع روسيا للرد على أراضي الدول الداعمة لها.
– تصدعات داخل الناتو: انقسامات بين دول الحلف بشأن حجم الدعم المناسب لأوكرانيا تؤدي إلى ضعف الموقف الأوروبي أمام روسيا.
– تفاقم الأزمات الإنسانية: استمرار القتال سيزيد من النزوح الداخلي في أوكرانيا، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
-/احتمال انجرار دول مثل بولندا أو دول البلطيق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا إذا تجاوزت الحرب حدود أوكرانيا.
– قد يؤدي تصاعد الحرب إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف الناتو، ما يزيد من احتمالية توسع الحرب العالمية الثالثة بشكل علني.
ثانيا: سيناريو تجميد الصراع
– قد تضغط الولايات المتحدة وأوروبا من أجل هدنة طويلة الأجل دون إنهاء النزاع، مما يترك أوكرانيا في حالة شبه دائمة من عدم الاستقرار.
– العقوبات الغربية قد تُضعف روسيا تدريجيًا، لكنها تعتمد على دعم الصين والهند ودول أخرى غير غربية، مما يطيل أمد الحرب.
– استمرار الحرب سيضغط على الاقتصادات الأوروبية المتعثرة، مما قد يؤدي إلى انكماش اقتصادي شامل.
ثالثا: توازن القوى العالمي
– زيادة النفوذ الصيني بسبب استنزاف الغرب في أوكرانيا.
– ظهور تحالفات جديدة بين الدول غير المنحازة، مما يعيد تشكيل النظام العالمي متعدد الأقطاب.
– قد تلعب تركيا دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، بالنظر إلى نجاحها السابق في مفاوضات تصدير الحبوب.
– التوترات النووية قد تدفع القوى الكبرى، مثل الصين والهند، للضغط على روسيا وأوكرانيا لوقف التصعيد.
– نشوب سباق تسلح جديد يضع ضغوطًا على الأنظمة الدفاعية في جميع أنحاء العالم.
– تعزيز فكرة الاعتماد على التحالفات الإقليمية بدلًا من التحالفات العالمية، مثل الناتو.
رابعا: التوازن بين المساعدات العسكرية والضغوط الاقتصادية في أوروبا
-تأثير دعم أوكرانيا على الدول الأوروبية حيث تواجه ضغوطًا داخلية بسبب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يقلل من الدعم الشعبي للمساعدات العسكرية.
– استطلاعات الرأي تظهر تراجع التأييد الشعبي في بعض الدول الأوروبية لدعم أوكرانيا على حساب رفاهية المواطنين.
– خلافات في تخصيص الموارد العسكرية.
– بعض الدول الأوروبية تفضل التركيز على تحسين دفاعاتها المحلية بدلاً من إرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا، كما في حالة المجر والنمسا.
خامسا: البعد السيبراني (الحرب السيبرانية وتأثيرها)وتصعيد الهجمات السيبرانية بين روسيا والغرب:
– روسيا تستخدم الهجمات السيبرانية لتعطيل البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا وأوروبا، بما في ذلك شبكات الطاقة والمواصلات.
– دول الناتو بدأت بتكثيف هجماتها السيبرانية المضادة، مما يزيد من احتمالية استهداف روسيا للبنوك والأنظمة المالية الأوروبية.
– تهديد الأنظمة الانتخابية والقلق المتزايد من تدخل روسي سيبراني في الانتخابات المقبلة في أوروبا لتعزيز الانقسامات السياسية.
سادسا- أزمة الغذاء العالمية أزمة الحبوب الأوكرانية:
– انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود أدى إلى تفاقم نقص الغذاء في الدول النامية، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط.
– الدول الغربية تحاول إيجاد بدائل للتصدير عبر الموانئ الأوروبية، ولكن التكلفة مرتفعة وتعاني من محدودية القدرات.
– تركيا تلعب دورًا محوريًا في استئناف تصدير الحبوب، لكنها تواجه معارضة روسية مستمرة، مما يعقد الوضع.
سابعا- مستقبل العلاقة بين روسيا وإيران
– تعميق التعاون العسكري حيث إيران زودت روسيا بطائرات بدون طيار وأسلحة أخرى تستخدم في الصراع الأوكراني.
– تعزيز العلاقات الروسية-الإيرانية قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصًا مع إسرائيل والولايات المتحدة.
– التعاون بين موسكو وطهران يساعد البلدين على تجاوز بعض العقوبات الغربية، لكن ذلك يزيد الضغط على واشنطن للرد بشكل أكثر صرامة.
ثامنا- الانقسامات في الداخل الأمريكي والخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين:
– الحزب الجمهوري، تحت قيادة ترامب المحتملة، قد يضغط لخفض الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا والتركيز على القضايا المحلية.
– الديمقراطيون يحاولون الحفاظ على التحالف الدولي ضد روسيا، لكن الصراعات الداخلية في الكونغرس تعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
– ترامب قد يعيد تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية باتجاه تقليل التركيز على الناتو وتعزيز العلاقات مع روسيا.
تاسعا- انعكاسات اقتصادية أوسع على الدول النامية وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء:
– الدول النامية تواجه أزمات اقتصادية غير مسبوقة بسبب الحرب، مع تفاقم الديون وارتفاع معدلات.
– الأزمات تزيد من مخاطر عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، ما قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة نحو أوروبا.
عاشرا- التحديات الأمنية في أفريقيا والشرق الأوسط:
-عدم الاستقرار الاقتصادي الناجم عن الحرب قد يعزز من نشاط الجماعات المتطرفة، مثل “داعش” و”بوكو حرام”، خاصة في المناطق المتضررة من نقص الغذاء والطاقة.
خلاصة؛ مع تحليلات استراتيجية جديدة لتداعيات المستقبل.
– احتمالية توسع الصراع إلى مناطق أخرى.
– الصين قد تستغل التركيز الغربي على أوكرانيا لتصعيد خطواتها تجاه تايوان، مما يفتح جبهة جديدة للصراع الدولي.
– دول البلطيق وبولندا تخشى أن تتوسع العمليات العسكرية الروسية نحو حدودها، مما يدفعها لتعزيز تحالفاتها الدفاعية مع الناتو.
– الضغط الدولي قد يجبر الطرفين على التفاوض، ولكن من غير المتوقع أن يوافق بوتين على أي تنازلات كبيرة، مما يجعل السلام هشًا.
– إذا استمر الانقسام داخل الناتو، فقد تحقق روسيا مكاسب إقليمية جديدة، مما يعزز نفوذها في المنطقة.
– تصاعد أهمية الدول النامية وغير المنحازة ككتلة جديدة تسعى للتوازن بين الشرق والغرب.
– تعزيز مفهوم الأمن الإقليمي كبديل للتحالفات العالمية الكبيرة مثل الناتو.
(المصادر والمراجع الموثوقة)
– تقرير صحيفة إندبندنت البريطانية بشأن التصعيد الروسي-الأوكراني.
– تصريحات رسمية من البنتاغون حول الصواريخ الروسية.
– بيانات رسمية من قادة أوروبا حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في ألمانيا.
– مواقف وتحليلات صادرة عن حلف شمال الأطلسي ودول أوروبا الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا.
– مواقف الدول الأوروبية غير المذكورة في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية.
خاتمة:
مع اختتام هذا البحث، يتضح أن العالم يعيش مرحلة من التصعيد المستمر في ظل حرب عالمية ثالثة في شكل جديد غير علني.
لذا؛ ما يجري اليوم ليس مجرد نزاعات متفرقة، بل شبكة مترابطة من الصراعات التي تمتد عبر قارات ومجالات مختلفة، سياسية واقتصادية وأمنية.
الحرب الروسية الأوكرانية أبرزت انخراطًا غير مباشر لقوى كبرى مثل الولايات المتحدة وحلف الناتو، في حين أن الشرق الأوسط بات على فوهة بركان، مع اتساع رقعة الحرب في غزة وتصاعد المخاطر في لبنان والبحر الأحمر ومنطقة الشرق الاوسط في ظل الضربات والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
إضافة إلى ذلك، تشهد منطقة المحيط الهادئ توترات متزايدة بين الصين وأمريكا، حيث أصبحت قضية تايوان رمزًا للمواجهة بين نظامين عالميين متنافسين.
وفي إفريقيا، تستمر القوى الكبرى في استغلال هشاشة المنطقة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مما يزيد من تعقيد المشهد العالمي.
إن التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية اليوم هو احتواء هذه الأزمات المتشابكة قبل أن تتحول إلى مواجهة شاملة لا يمكن السيطرة عليها.
ورغم القلق المتزايد، فإن الفرص لا تزال قائمة لتجنب الكارثة، عبر سياسات أكثر حكمة تعزز التعاون الدولي وتكبح جماح التصعيد.
ومن الضروري أن تعمل القوى الكبرى والدول النامية معًا لتجنب الانزلاق، مع إعادة النظر في أسس الأمن الدولي والحوكمة العالمية.
إن كانت الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل بصورتها غير التقليدية، فإن المستقبل يعتمد على مدى قدرة العالم على إدارة هذه الأزمات المعقدة.
الحل لن يكون عبر الانتصار العسكري، بل من خلال تأسيس نظام دولي جديد يقوم على الحوار وتوازن المصالح، لأن البديل الآخر قد يكون كارثيًا لا محالة على الكوكب وما عليه برا” وبحرا” وجوا” ومن بشر وشجر وطير وحجر الخ…