بأقلامنا

العقل الفارسي والفكرالتجانسي يحكم ايران ودورها العالمي التنافسي بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٣٠ / ٨ / ٢٠٢٤

 

العقل والفكر والايديولوجية والفلسفة والثقافة والتقاليد والعادات والاعراف والقوانين والسياسات والخبرات والممارسات، هي علوم تراكمية في سياق تاريخها ومحور حاضرها ورؤية مستقبلها حيث تمركز قرارها وقدرتها وقوتها وارادتها وادارتها، تخضع لعمق المعرفة المتجذرة في جينيات جندرتها البشرية الانثوية والذكورية، ودورهما المتناغم المكمل المتمثل في السلطة والحكم والعلم والمساوات والحقوق القائمة على الايمان والمعتقد والدين، وموقع ولاية الفقيه ولي امر المسلمين في الفتوى والسياسة حيث لا فصل بينهما في زمن الليبرالية والديمقراطية والحريات المفرطة والمساوات المزيفة والحقوق والتشريعات والقوانين الظالمة بمسميات وشعارات وعناوين مارقة فارغة من انسانيتها ومضمونها وتهويد الشعوب وتضليلها، والتي تجاوزت حدود القيم والاخلاق والانسان حيث مشيئته وأمره في مخلوقاته…

* العقل الفارسي: يُشير إلى مجموعة من الأفكار والقيم والمعتقدات التي تطورت عبر تاريخ طويل من الحضارة الفارسية. يمكن تلخيص بعض الجوانب البارزة في الفكر الفارسي كما يلي:

– الثقافة والهوية: كانت الثقافة الفارسية، التي تمتد لأكثر من ألفي عام، متميزة بثراء أدبي وفلسفي، وقد تأثرت بالحضارات المجاورة مثل اليونانية والهندية، لكنها حافظت على هويتها المتميزة.
تعدّ الشاعران الفارسيان الفردوسي والخيام من أبرز من جسدوا الروح الفارسية في أدبهم، حيث يُعتبر “الشاهنامه” للفردوسي نصاً محورياً في الحفاظ على اللغة والثقافة الفارسية.

– الدين والفلسفة: لعبت الزرادشتية، التي كانت الديانة الرئيسية في إيران قبل الإسلام، دورًا هامًا في تشكيل القيم الفارسية، ارتكزت الزرادشتية على مفاهيم الخير والشر والنور والظلام، واعتبرت الأخلاق عنصرًا مركزيًا في الفكر البشري.
بعد دخول الإسلام إلى إيران، ظهر تيار فكري متنوع، دمج بين التراث الإسلامي والقديم الفارسي، مما أفرز فلسفات جديدة مثل الصوفية التي مزجت بين الروحانية الإسلامية والحكمة الفارسية القديمة.

– الاهتمام بالحكمة: الفكر الفارسي يقدّر الحكمة كقيمة جوهرية، يظهر هذا التقدير في الأدب الفارسي، حيث تتكرر مفاهيم مثل العقل، والمعرفة، والبصيرة. وقد تطور هذا الفكر من خلال دراسة الفلسفة والعلوم في فترة الساسانيين وما بعدها.

– الإنسان والمجتمع: يعتبر الفكر الفارسي أن الإنسان جزء من مجتمع أكبر، ويجب أن يسعى لتحقيق العدالة والفضيلة ليس فقط لنفسه بل للمجتمع ككل، وقد تأثرت هذه النظرة بالتراث الزرادشتي والإسلامي.

– العمارة والفن: تعكس العمارة الفارسية والحدائق الفارسية اهتمامًا بالجمال والتناغم. يعتبر الفن الفارسي مرآة للعقل الفارسي، حيث يظهر البساطة الممزوجة بالتعقيد، والانضباط مع الإبداع.

* العقل السياسي والعسكري الفارسي له جذور عميقة وتاريخ طويل، يعود إلى الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد فارس. يمكن استعراض أبرز ملامح هذا العقل السياسي والعسكري كما يلي:

١ – الدبلوماسية والسياسة: الإمبراطورية الأخمينية؛ كانت من أولى الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ، واعتمدت على الإدارة المركزية القوية والبيروقراطية المتقدمة، حافظ الملوك الأخمينيون، مثل كورش الكبير وداريوس الأول، على سيطرة الإمبراطورية من خلال نظام ساترابيات (الأقاليم)، حيث كانوا يعينون حكامًا محليين مع بقاء السلطة النهائية في يد الملك.

– التسامح الديني والثقافي: مارست الإمبراطورية الأخمينية سياسة التسامح مع الشعوب المختلفة التي ضمتها، ما سمح بتعزيز الاستقرار وتقليل الفتن الداخلية، كان كورش الكبير مثلاً يحتفل به كقائد حرر اليهود من السبي البابلي، مما أكسبه احترامًا وتقديرًا كبيرًا.

– التحالفات والمفاوضات: برع العقل السياسي الفارسي في تشكيل التحالفات وتوظيف المفاوضات كأدوات سياسية أساسية، مستخدمين وسائل مثل الزواج الدبلوماسي لتوطيد العلاقات مع الشعوب الأخرى.

٢- الاستراتيجية العسكرية: التكتيكات العسكرية؛ اعتمدت الجيوش الفارسية على التكتيكات المتنوعة التي كانت متقدمة لعصرها، على سبيل المثال، استخدموا الجيوش متعددة الأعراق بشكل فعال، مستفيدين من مهارات كل مجموعة عرقية في الحروب، كما طوروا أساليب متقدمة في الحصار والهجوم، بما في ذلك استخدام الفيلة في المعارك.

– شبكة الطرق: قامت الإمبراطورية ببناء شبكة طرق واسعة مثل “طريق الملك” الذي ساهم في تسهيل تحركات الجيوش الفارسية وإيصال الإمدادات بسرعة، هذا الطريق كان يُستخدم ليس فقط للأغراض العسكرية بل أيضًا للتجارة والاتصالات.

– الاستخبارات: أولت الإمبراطوريات الفارسية أهمية كبيرة لجمع المعلومات الاستخبارية عن أعدائها، كان لديهم نظام استخباراتي متطور يزود الملك بمعلومات دقيقة حول نوايا وتحركات الأعداء.

٣- التنظيم والإدارة العسكرية: جيش محترف ومنظم؛ كانت الجيوش الفارسية تتميز بالتنظيم الدقيق والانضباط العالي. أنشأ الملوك الفرس جيشًا دائمًا ومدربًا، يتألف من عدة وحدات مثل “الخالدين”، وهم قوة النخبة في الجيش الأخميني.

– تقسيم العمل والقيادة: اعتمد النظام العسكري الفارسي على تقسيم العمل بشكل دقيق بين القادة العسكريين والمسؤولين المدنيين، مما سمح لهم بالتركيز على تحقيق أهدافهم بكفاءة، كان لكل قائد عسكري دور محدد بوضوح، وكانوا يعملون تحت إشراف ملكي مباشر.

– المهندسون العسكريون: استخدم الفرس مهندسين عسكريين لبناء الجسور والسدود وإعداد الأراضي للمعارك. هذا ساعد في تحسين فعالية الجيش في الظروف المختلفة، مثل عبور الأنهار أو مواجهة التحصينات.

٤- المرونة والابتكار: التكيف مع التحديات؛ أظهر العقل الفارسي قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المتغيرة والتحديات العسكرية والسياسية، سواء كان ذلك في إدارة الفتوحات الكبيرة أو التعامل مع التمردات الداخلية، كان الفرس قادرين على التكيف بسرعة.

– التعلم من الأعداء: الفرس لم يترددوا في تبني الأساليب والتقنيات التي يستخدمها أعداؤهم إذا كانت فعالة، هذا النهج البراغماتي ساعدهم في تحسين قوتهم العسكرية وزيادة فعاليتها.

٥- الحرب النفسية والدعاية: استخدام الرموز والدعاية؛ استخدم الفرس الرموز والاحتفالات الدينية كجزء من استراتيجياتهم للحرب النفسية، كانوا يعظمون من صورة الملك الفارسي كحاكم مطلق وقوي، مما ساعد في ترسيخ ولاء الشعب وزرع الخوف في قلوب الأعداء.

– التأثير الثقافي: عبر نشر الثقافة الفارسية، مثل اللغة والدين، في المناطق المحتلة، تمكن الفرس من دمج الشعوب الأخرى في إطار إمبراطوريتهم بفعالية أكبر.

* الايديولوجية الفارسية (أو الفارسية الجديدة): تشير إلى مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي ترتبط بالقومية الفارسية والهوية الثقافية الإيرانية. هذه الأيديولوجية تستند إلى عدة عناصر رئيسية:

– التراث الثقافي والحضاري: تؤكد الايديولوجية الفارسية على أهمية التراث الثقافي الفارسي الغني، بما في ذلك الأدب، والفنون، واللغة الفارسية، والدين، وكل ما يتعلق بالحضارة الفارسية قبل الإسلام وبعده.

– القومية الفارسية: هذه الأيديولوجية تعزز فكرة أن إيران الحديثة يجب أن تكون دولة فارسية قومية، مع التركيز على الحفاظ على هويتها أمام التأثيرات الأجنبية، ويشمل ذلك التركيز على اللغة الفارسية (الفارسية الحديثة أو الدارية) بوصفها لغة الدولة والثقافة.

– الاستقلال والسيادة: تروج الأيديولوجية الفارسية لفكرة استقلال إيران وسيادتها في مواجهة أي نوع من التدخل الأجنبي، هذا الجانب من الأيديولوجية أن يعزز الوحدة الوطنية ويرتبط بنزعة معادية للاستعمار.

– نظرتها للعرب: في بعض الأشكال، قد تكون الايديولوجية الفارسية مشوبة بشعور بالجفاء تجاه العرب، يعود هذا إلى فترة الفتح الإسلامي لإيران وما تبع ذلك من هيمنة للثقافة العربية والإسلامية على بلاد فارس، هذا الشعور يُستخدم أحيانًا لتأجيج المشاعر القومية ضد ما يعتبرونه احتلالاً ثقافياً.

– إحياء الفارسية: هناك بعض الأطراف التي تتبنى الايديولوجية الفارسية وتسعى لإحياء الأمجاد القديمة، سواء في الفكر أو السياسة، ومن خلال إعادة التركيز على القيم والتقاليد الفارسية القديمة.

* الإسلام الفارسي: هو مصطلح يمكن أن يشير إلى التأثيرات الثقافية والفكرية والحضارية التي نتجت عن دخول الإسلام إلى بلاد فارس (إيران الحالية) وتأثيرها على الثقافة الفارسية، منذ دخول الإسلام إلى المنطقة في القرن السابع الميلادي، اندمجت تعاليم الإسلام مع التقاليد الفارسية، مما أدى إلى نشوء حضارة مزدهرة تجمع بين الدين الإسلامي والتراث الفارسي الغني.

– التأثيرات الثقافية: بعد دخول الإسلام، استمرت اللغة الفارسية في التطور، وأصبحت لغة الأدب والشعر، وتكيفت مع المفاهيم الإسلامية، الكُتاب والشعراء الفُرس مثل الفردوسي، وسعدي، وحافظ، وسهروردي أسهموا بشكل كبير في إثراء الأدب الإسلامي باللغة الفارسية.

– التأثيرات الفلسفية والصوفية: الفلسفة الإسلامية والصوفية تأثرت بشكل كبير بالفكر الفارسي. الفلاسفة والصوفيون الفُرس مثل ابن سينا والغزالي وجلال الدين الرومي جمعوا بين التعاليم الإسلامية والتقاليد الفلسفية القديمة في بلاد فارس، مما أنتج مزيجًا فريدًا من الفكر الإسلامي الفارسي، ومنهم ايضا الفارابي،الرازي،البيروني، عمر الخيام،نصير الدين الطوسي وغيرهم…

– الدولة الصفوية: في القرن السادس عشر، أصبحت إيران مركزًا للإسلام الشيعي تحت حكم الدولة الصفوية، التي جعلت من المذهب الشيعي الدين الرسمي للدولة، هذا الحدث كان له تأثير كبير على الهوية الدينية والثقافية في إيران’ ومن رواد هذا العصر صدر الدين الشيرازي وغيره…

باختصار، الإسلام الفارسي يشير إلى التفاعل العميق بين الإسلام والثقافة الفارسية، والذي نتج عنه إرث غني يشمل الأدب، والفلسفة، والفن، والعلم، والدين.

* الإسلام في إيران المعاصرة: يتداخل بشكل عميق مع الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في البلاد. بعد الثورة الإسلامية في عام 1979، تحولت إيران إلى جمهورية إسلامية يقودها رجال الدين الشيعة، حيث أصبحت الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

في الحياة اليومية، يُلاحظ تأثير الإسلام في كافة جوانب المجتمع الإيراني، بدءًا من التعليم والتربية إلى القوانين المدنية والجنائية و الحجاب وصلاة الجمعة تُعتبر مناسبة دينية وسياسية هامة.

على الرغم من هذا التأثير القوي، فإن المجتمع الإيراني يتميز بتنوع ديني وثقافي، مع وجود اتجاهات مختلفة من حيث التدين. بعض الإيرانيين متدينون بشدة، في حين أن آخرين قد يكونون أكثر علمانية أو ينتقدون النظام الديني.

كما أن هناك تحديات يواجهها النظام في ظل العولمة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسهم هذه العوامل في إثارة نقاشات حول دور الدين في الحياة العامة والخاصة في إيران.

* تبني إيران لقضية فلسطين و والأسس الإيديولوجية والسياسية.
١- التوجه الإيديولوجي:
– القيادة الثورية: بعد الثورة الإسلامية في 1979، تبنت إيران قيادة الثورة الإسلامية شعار دعم قضية فلسطين كجزء من إيديولوجيتها الثورية، و تعتبر إيران أن دعم فلسطين هو جزء من الصراع الأوسع ضد الاستعمار والهيمنة الغربية، وهو عنصر رئيسي في أيديولوجية النظام الإسلامي الذي يسعى إلى الدفاع عن المظلومين في العالم الإسلامي.

– العداء لإسرائيل: إيران تعتبر إسرائيل كيانًا غير شرعي وتدعم الجهود لمقاومته، و تمثل القضية الفلسطينية جزءًا من هذا الصراع، حيث تروج إيران للحق الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

٢- السياسات والدعم العملي المالي والعسكري:
– حركة حماس: تقدم إيران دعمًا ماليًا وعسكريًا لحركة حماس الفلسطينية، والتي تُعتبرها إيران حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يتضمن هذا الدعم تقديم الأسلحة والتدريب والتمويل.

– الجهاد الإسلامي الفلسطيني: تدعم إيران أيضًا حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي تسعى إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال هجمات مسلحة.

– المنابر الدولية: تستخدم إيران المنابر الدولية للتأكيد على حقوق الفلسطينيين، مثل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وتروج لقضية فلسطين ضد الهيمنة الغربية والدعم لإسرائيل.

– التحالفات الإقليمية: تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها مع دول إقليمية تشاركها في دعم القضية الفلسطينية، مثل حزب الله في لبنان، الذي ينسق معه في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية.

٣- التأثيرات الإقليمية والدوليةو على العلاقات:
– الاستقطاب الإقليمي: دعم إيران لقضية فلسطين يساهم في تعميق الاستقطاب بين إيران والدول العربية السنية، مثل السعودية ومصر، التي تفضل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر التفاوض والاتفاقات مع إسرائيل.

– النفوذ الإقليمي: من خلال دعم فلسطين، تعزز إيران نفوذها في بعض الدول العربية وتدعم حركات المقاومة في المنطقة.

– الضغوط الدولية: تتعرض إيران لانتقادات من بعض الدول الغربية التي تعتبر دعمها لحركات المقاومة الفلسطينية جزءًا من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

– التحالفات الاستراتيجية: دعم إيران لقضية فلسطين قد يكون جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لبناء تحالفات استراتيجية مع دول غير عربية وقوى أخرى تسعى إلى تعزيز دورها في الصراع العربي الإسرائيلي.

* دور إيران الإقليمي والدولي.
– التأثير الجيوسياسي: إيران تُعد لاعبًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تربط إيران بين الخليج الفارسي والبحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها تأثيرًا كبيرًا على الممرات البحرية والتجارة الإقليمية.

– النفوذ العسكري: تستثمر إيران بشكل كبير في قدراتها العسكرية وتستخدمها كوسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، يشمل ذلك دعمها لمحورها في عدة دول منها: لبنان من خلال دعم حزب الله، الذي يعتبره البعض أداة لتعزيز مصالح إيران في لبنان وفي الصراع مع إسرائيل، والعراق في دعم الحركات الشيعة التي تلعب دورًا هامًا في السياسة والأمن العراقي، وسوريا من خلال دعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وهو ما يعزز موقف إيران في الصراع السوري، واليمن ودعم الحوثيين.

– السياسة الطائفية ودعمها للشيعة: تتبنى إيران سياسة تعتمد على تعزيز وحماية الشيعة في المنطقة. هذا التوجه يعزز من علاقاتها مع الطوائف الشيعية ويزيد من توتر العلاقات مع الدول السنية مثل السعودية والخليج.

– السياسات الاقتصادية والطاقة: تسعى إيران إلى الاستفادة من احتياطياتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي، فهي تلعب دورًا في سوق الطاقة العالمي وتسعى إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها الإقليميين.

– الدور الدولي لإيران: كان البرنامج النووي الإيراني مصدرًا رئيسيًا للتوترات الدولية، إيران تؤكد على أن برنامجها للأغراض السلمية، بينما تشكك القوى الغربية في نواياها، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية والتفاوض على اتفاقات مثل الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي تم التوصل إليه في 2015.

– العلاقات الدولية: تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها مع قوى دولية مثل روسيا والصين، حيث تسعى إلى بناء تحالفات استراتيجية تساعدها في مواجهة الضغوط الغربية.

– روسيا: التعاون مع روسيا في المجال العسكري والسياسي، وتنسيق السياسات في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا.

– الصين: شراكة اقتصادية قوية عبر مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق، مما يعزز من قدرة إيران على تجاوز العقوبات الاقتصادية.

– الدبلوماسية الاقتصادية: تحاول إيران تعزيز نفوذها من خلال الانخراط في مبادرات اقتصادية متعددة، فهي تسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة مع الدول التي لا تفرض عليها عقوبات، مما يساعدها في التخفيف من تأثير العقوبات الاقتصادية.

– التأثير في المنظمات الدولية: تسعى إيران إلى التأثير على السياسة الدولية من خلال الانخراط في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، تستخدم إيران هذه المنظمات لتسليط الضوء على قضاياها ولتحقيق أهدافها السياسية.

* التقارب الإيراني العربي هو موضوع يتداخل فيه السياسي والاستراتيجي والتاريخي.
– الجذور التاريخية والإيديولوجية: التاريخ الطويل من العلاقات بين إيران والعالم العربي يتسم بالتقلبات، فقد شهدت العلاقة بين الإمبراطوريات الفارسية والعربية فترة من الصراع كما شهدت فترات من التعاون والتبادل الثقافي والتجاري، الإيديولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في العلاقات الحالية، خاصة مع الصراع بين الطائفة الشيعية التي تدعمها إيران والطائفة السنية التي تدين بها معظم الدول العربية.

– العوامل الجيوسياسية: الشرق الأوسط هو منطقة استراتيجية بموقعها الجغرافي والموارد الطبيعية، في السنوات الأخيرة مع تصاعد التوترات الإقليمية، مثل النزاعات في اليمن وسوريا والعراق، تتطلع كل من إيران والدول العربية إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، والتغيير في التوازنات الجيوسياسية قد يدفع الدول إلى البحث عن تحالفات جديدة وتخفيف التوترات.

– الاعتبارات الاقتصادية: الاقتصاد يلعب دورًا حيويًا في العلاقات بين إيران والدول العربية، فإيران التي تواجه ضغوطًا اقتصادية بسبب العقوبات الدولية، تسعى إلى تحسين علاقاتها الاقتصادية مع الدول العربية، من ناحية أخرى، تسعى الدول العربية إلى تنويع مصادر استيراد الطاقة وتعزيز التعاون الاقتصادي مع جيرانها لتأمين استقرارها الاقتصادي.

– التسويات السياسية والأمنية: تسعى بعض الدول العربية، مثل سلطنة عمان وقطر، إلى تحقيق نوع من التوازن بين علاقاتها مع إيران والغرب، خاصة في ظل سياسة إيران الخارجية التي تتسم بالمرونة في كثير من الاحيان في تحسين العلاقات يمكن أن يُسهم في تسوية النزاعات الإقليمية وتخفيف التوترات، مما يعزز الاستقرار الإقليمي على غرار الاتفاق الايراني السعودي برعاية صينية مؤخرا.

– التغيرات في القيادة والسياسات: تتغير السياسات بشكل كبير مع تغير القيادة في الدول، سواء في إيران أو في الدول العربية، و التغييرات في القيادة قد تؤدي إلى تغيير في السياسات الخارجية وتحسين العلاقات، كما حدث مع بعض الانفراجات في العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية في السنوات الأخيرة.

– التأثيرات الخارجية: التدخلات الخارجية من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا تؤثر أيضًا على العلاقات الإيرانية العربية، العقوبات والضغوط الدولية قد تدفع إيران إلى البحث عن دعم من الدول العربية، بينما الدول العربية قد تسعى إلى تحسين علاقاتها مع إيران كجزء من استراتيجيتها لموازنة النفوذ الخارجي في المنطقة.

– التحديات: رغم هذه العوامل، هناك تحديات كبيرة أمام التقارب الإيراني العربي، منها:
– الخلافات الإيديولوجية: اختلافات دينية وسياسية كبيرة بين إيران والدول العربية قد تعرقل جهود التقارب.
– النزاعات الإقليمية: النزاعات المستمرة في اليمن وسوريا والعراق تعزز من مشاعر التوجس بين الطرفين.

– المصالح المتضاربة: التباين في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية قد يصعب تحقيق توافق دائم.

* انتخابات ايران الاخيرة وفوز بزشكيان وحكومته:حصل التشكيل الوزاري الذي اقترحه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، والمكون من 19 وزيراً، على ثقة البرلمان في 21 أغسطس 2024، وهو أمر نادر الحدوث منذ أكثر من عقدين، لم يتمكن أي رئيس إيراني من تمرير جميع وزرائه عبر البرلمان منذ عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي.
تسبب تشكيل حكومة بزشكيان في جدل واسع، حيث قوبل بانتقادات شديدة من التيار الإصلاحي وحلفاء الرئيس الجديد، بالإضافة إلى الأصوليين، ورغم هذه الانتقادات، لم يؤثر ذلك على أهلية أي وزير من الوزراء لدى أعضاء البرلمان، ويرجع ذلك إلى تأييد المرشد الإيراني، السيد علي خامنئي للحكومة، وفي هذا السياق يمكن استكشاف دلالات التشكيل الوزاري الجديد وتأثيره المحتمل على سياسات حكومة بزشكيان في القضايا الداخلية والخارجية خلال الفترة المقبلة.
وفي أول رسالة موجهة من الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى أمين عام حزب الله في لبنان السيدحسن نصرالله، أكد فيها على التزامه مواصلة دعمه وهي أولى خطواته العملية في سياسة حكومته الخارجية، استمراراً لنهج سياسة ايران ومحور قضيتها فلسطين.

* ملفات عاجلة على طاولة حكومة بزشكيان الجديدة في إيران داخلية وخارجية:
بعد منح الثقة لحكومة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، تجد الحكومة نفسها أمام تحديات كبيرة تتطلب معالجتها الفورية، ووصف الرئيس الإيراني خلال حملته الانتخابية وبعد توليه المنصب العقوبات المفروضة على بلاده بأنها “كارثة”، معبرًا عن اعتقاده أن إحياء الاتفاق النووي، حتى ولو بصيغة جديدة، هو السبيل الأمثل للتخلص من هذه العقوبات، وهذا التقدير لخطورة بقاء العقوبات.

– العقوبات الاقتصادية والاتفاق النووي: يصف بزشكيان العقوبات الاقتصادية بأنها “كارثة”، ويرى أن الحل يكمن في إحياء الاتفاق النووي. لكن التوصل إلى اتفاق بشأن رفع العقوبات يعتبر معقداً، حيث يصرح وزير الخارجية عباس عراقجي أن الوزارة ستركز على “إدارة التوترات” مع واشنطن بدلاً من السعي لإنهاء الصراع، وتنشيط قنوات الاتصال مع القوى الغربية بشأن المفاوضات النووية ورفع العقوبات التي يراها جائرة بحق الشعب الإيراني، كما سيضع بزشكيان خطة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة مع القوى الشرقية وتعزيز العلاقات أكثر مع دول المنطقة، وتولي أهمية كبيرة لرفع العقوبات كونها تشكل سببا أساسيا للضغوط الأجنبية على اقتصاد طهران وعلاقاتها مع القوى الكبرى.

– الصراع مع إسرائيل: يعتبر مسألة محورية في السياسة الإيرانية، ويظل ملفًا معقدًا يتجاوز حدود الحكومة، كما يتضح من الأوقات التي تزامن فيها بعض الأحداث البارزة مثل اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران خلال فترة بداية حكومة مسعود بزشكيان. هذه الأحداث زادت من تعقيد الوضع وضاعفت من التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، مما أدى إلى تصاعد التوترات وتوقعات برد إيراني على إسرائيل.

– الداخل الإيراني: يشهد توافقًا نسبيًا بين الرئيس الإصلاحي بزشكيان ومؤسسات الدولة، لكن هذا الهدوء قد يكون غير رصين نظرًا للأزمات الخارجية المستمرة، مثل الجمود في مفاوضات الاتفاق النووي، قضية انضمام طهران إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، والصراع الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى دور إيران العسكري في المنطقة. كما أن احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تضيف بعدًا آخر لهذه الأزمات، مما يجعل الوضع الداخلي في إيران متأرجح ومهتز بعض الوقت.
لذا، تفرض على الرئيس المنتخب اتخاذ خطوات تمهد للمصالحة الوطنية لا سيما بين جيل الشباب والسلطات الحاكمة.

– الإنترنت وحجب وسائل التواصل الاجتماعي: وزير الاتصالات الجديد ستار هاشمي أعلن عن الحاجة لإعادة النظر في حجب الإنترنت، بزشكيان أيضاً يدعو إلى “تحرير الإنترنت” ويعد بمعالجة مشكلة الحجب. لكن بعض الخبراء يشككون في قدرة الحكومة على إحداث تغيير حقيقي في ظل النفوذ الكبير للجهات الأخرى في هذا المجال.
كما حضّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، على فرض ضوابط على شبكة الإنترنت، رغم تعهد الأخير في حملته الانتخابية بتخفيف القيود على الفضاء الإلكتروني، علما بأنه خاضع بالأساس لقيود مشددة منذ سنوات.
وقال السيد الخامنئي في أول لقاء جمعه مع الحكومة الجديدة للرئيس بزشكيان: “ما يهم هو بأن يتم تطبيق حكم القانون في الفضاء الافتراضي”.
وأضاف: “ما لم يكن لديكم قانون لتنظيم الإنترنت، فقوموا بسن واحد وبناء عليه، سيطروا على الإنترنت”.

– شرطة الأخلاق: قضية الحجاب وشرطة الأخلاق من الملفات الشائكة أمام الحكومة، بينما يدعم بزشكيان الحجاب كفريضة دينية، يعارض فرضه بالقوة ويصف إجراءات شرطة الأخلاق بـ”المظلمة”، هذا الملف يثير جدلاً سياسياً واسعاً.

كما ثمن رئيس الجمهورية في حفل تكريمي جهود جميع الوزراء ومديري وزارة التربية والتعليم خلال أكثر من أربعة عقود بعد انتصار الثورة الإسلامية، وقال: ما كنا نبحث عنه كمبدأ في الانتخابات ووقفنا في الدفاع عنه هو الحق وإقامة العدل على أساس العلم والمعرفة.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أهمية دور ومكانة وزارة التربية والتعليم في تصحيح الانحرافات وتوعية مكونات المجتمع، والتأكيد على ضرورة مراجعة السياسات المطبقة في الفترات الماضية في هذه الوزارة، وقال: “نحن في القطاع الصحي، ملزمون بتقديم الخدمات الطبية المحددة لجميع الشعب الإيراني في أي جزء من البلاد دون أي تمييز.. يجب علينا تطبيق العدالة ايضا في نظام التعليم في البلاد بمنأى عن اعتبارات مثل المنطقة والمستوى المعيشي للافراد.

واعتبر إن الشرطة ليست المسؤول الرئيسي عن حل السلوكيات غير السوية لبعض شبابنا، لأن هذا الأسلوب يسبب المزيد من الضرر بدلا من تصحيح الامور، وقال: وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن التربية والتعليم لناشئتنا وشبابنا ، وإذا قامت بواجبها في هذا المجال بالشكل الصحيح، فإن جيلنا الشاب لن يتزلزل أمام أي هزة.

تسعى حكومة بزشكيان إلى تحقيق التوازن بين توجهاتها السياسية المختلفة ومعالجة هذه القضايا بشكل فعال وسط تحديات معقدة.

* المرشد الاعلى: فتح المرشد الأعلى السبد علي خامنئي، الباب، اليوم الثلاثاء، أمام استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لبلاده، قائلاً لحكومته المدنية إنه “لا يوجد عائق أمام التعامل مع” عدوها، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وقال السيد الخامنئي في مقطع مصور بثه التلفزيون الرسمي: “لا ينبغي أن نعلق آمالنا على العدو. بالنسبة لخططنا، يجب ألا ننتظر موافقة الأعداء، ليس من قبيل التناقض الحوار مع نفس العدو في بعض المواضع، لا يوجد عائق”.
كما حذر السيد الخامنئي، صاحب الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة في إيران، حكومة بزشكيان، قائلاً: “لا تثقوا بالعدو”.
يبدو أن إيران تواجه تحديات كبيرة مع اقتراب موعد انتهاء العمل بأحكام القرار 2231 لعام 2025. مع عودة العقوبات الأممية، قد تسعى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن إذا تبين أن إيران انتهكت التزاماتها.
التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى غموض في النشاط النووي الإيراني، وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما يعزز المخاوف، البيان الذي أصدرته الترويكا الأوروبية في يوليو يوضح القلق من تجاوز إيران لحدود الاتفاق النووي.
في هذا السياق، تسعى إيران لتحسين علاقاتها مع الدول الأوروبية، وهو ما يتجلى في جهود عراقجي لإعادة بناء الثقة مع الدول الأوروبية، بما في ذلك اتصالاته مع جوزيب بوريل. هذه الجهود قد تكون محاولة لتجنب التصعيد والحفاظ على بعض المرونة في المفاوضات المقبلة.

* ايران اليوم على لسان وزير خارجيتها: في لحظة تاريخية مليئة بالتحديات والصراعات، تولى عباس عراقجي منصب وزير الخارجية الإيراني في وقت تتشابك فيه الأزمات الإقليمية والدولية مع المصاعب الداخلية التي تعاني منها البلاد، يأتي تعيين عراقجي في ظل تصاعد التوترات بين إيران والغرب، واستمرار العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، كما يتزامن مع تحولات جذرية في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط، مثل الحرب في غزة والصراع بين “محور المقاومة” والاحتلال الإسرائيلي.

عراقجي، ودبلوماسيته الرفيعة تشمل منصب نائب وزير الخارجية ومفاوض نووي بارز، مُنح هذا المنصب الحساس بفضل خبرته الواسعة، ومن المعروف عنه قدرته على التفاوض بفعالية وإدارة المصالح المتضاربة، على عاتقه الآن مسؤولية كبيرة تتمثل في إعادة بناء الثقة الدولية بإيران، والتعامل مع التحالفات الإقليمية المتغيرة، بالإضافة إلى السعي لتحسين الوضع الاقتصادي الذي يعاني تحت وطأة العقوبات.

– ايران والمفاوضات: وفي حديث متلفز قال عراقجي “نحن نسعى لأن نكون فاعلين في التطورات الدولية، لا مجرد مشاهدين لها”.
وفيما يخص العلاقات مع أوروبا، أكد على أهمية تعزيز التفاعل القائم على الفرص والاحترام المتبادل لضمان المصالح الوطنية لإيران.
أما بشأن العلاقة مع واشنطن، أشار إلى أن إيران لا تسعى لحل الخلافات والتوترات مع الولايات المتحدة بشكل كامل، حيث أن العديد من هذه التوترات تنبع من اختلافات أساسية في الرأي، وهي ما تحاول إيران إدارته.
وخلص إلى أن الإدارة الإيرانية الجديدة تسعى إلى “تقليل تكلفة الصراعات وتقليل التكاليف التي يتكبدها الناس”
أشار عراقجي إلى صعوبة إحياء الاتفاق النووي بسبب تغير الأوضاع الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا التي أثرت بشكل كبير على النظرة الأمنية في أوروبا، وكذلك الحرب في غزة والهجوم الذي شنّه “النظام الصهيوني” وما تلاها من عمليات قتل، مما غير ظروف المنطقة بشكل جذري.
من جهة أخرى، انتهت بعض التواريخ المحددة في الاتفاق النووي، مما يجعل إحياؤه بصيغته الحالية غير ممكن. وأضاف أنه يجب إعادة فتح الاتفاق وتعديل بعض أجزائه، وهي مهمة ليست سهلة. فعند فتح الاتفاق، سنواجه تحدياً كبيراً لإعادة تجميعه من جديد.

– ايران وغزة: فيما يخص سياسة إيران المرتقبة تجاه دعم المقاومة، أكد عراقجي أن “محور المقاومة” يحظى بدعم إيران الثابت، وهو جزء أساسي من برنامجها وسياستها المبدئية، المستمدة من مبادئها وعقيدتها، وأوضح أن إيران متواجدة في غزة، رغم أن هناك دولًا أخرى تتوسط في مفاوضات وقف إطلاق النار.

كما شدد عراقجي على ضرورة أن تكون السياسة الخارجية لإيران نشطة، وأن تلعب دورًا على الصعيدين الميداني والدبلوماسي، وعبّر عن رفضه أن تتولى دول أخرى تخطيط مفاوضات وقف إطلاق النار دون أخذ رغبات الشعب الفلسطيني ومواقف إيران بعين الاعتبار.

– علاقات طهران مع بكين وموسكو: أكد عراقجي أن الصين وروسيا صديقتان حميمتان لبلاده و”علاقاتنا وتعاوننا وشراكتنا معهم إستراتيجية”، وأضاف “تم التوقيع على رؤية 25 عاما من التفاعل والتعاون مع الصين في الحكومة الـ12، ولدينا خطة مدتها 10 سنوات مع روسيا، ومؤخرا تم التفاوض على خطة مدتها 20 عاما”.
واعتبر أن العلاقات مع هذين البلدين ينبغي أن تظل ضمن علاقات طهران طويلة الأجل، “وأن تستمر تفاعلاتنا معهم في أي موقف.

* تحديات ايران الخارجية:
– تغير معادلات الأمن الإقليمي: بسبب الصراع في غزة، قد تتأثر المعادلات الأمنية في المنطقة، مما يؤثر على محور المقاومة وفلسطين.
– إدارة القوى المناهضة لإيران: من المحتمل أن تعزز القوى المناهضة لإيران نفوذها، خاصة في ظل احتمالية عودة ترامب إلى المنصب.
– تموضع إيران في الممرات الدولية: يجب على إيران إعادة تحديد استراتيجياتها في الممرات الدولية التي تمر عبر المنطقة.

* خلاصة: أبحث دائما عن الايديولوجية في النزاعات حيث تكون جوهر الحروب و الصراعات.
هذه الأيديولوجية الفارسية الراسخة،لها تأثير في السياسة الإيرانية، خاصة في ما يتعلق بالتوجهات القومية ومعالجة مسائل الهوية الوطنية والتراث الثقافي، وتجدر الإشارة إلى أن الايديولوجية الفارسية، على الرغم من تأثيرها، ليست معتقدًا عامًا لكل الإيرانيين، ولكنها تشكل جزءًا من التفاعل الثقافي والسياسي في البلاد وادارة الصراع وبالخصوص ما يجري حاليا في غزة.

هي إيران وتبنيها لقضية فلسطين، والذي يعد جزءًا أساسيًا من سياستها الخارجية وإيديولوجيتها الثورية، من خلال تقديم الدعم لحركات المقاومة الفلسطينية، تعزز إيران من موقفها كمدافع عن حقوق الفلسطينيين وتعزز من نفوذها في المنطقة، هذا التبني له تأثيرات كبيرة على السياسة الإقليمية والدولية، مما يساهم في تشكيل تحالفات وصراعات جديدة في الشرق الأوسط.

لذلك؛ إيران تلعب دورًا معقدًا ومتعدد الأبعاد على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال استراتيجياتها العسكرية والدبلوماسية، تؤثر على السياسة الإقليمية والعالمية، و في الوقت نفسه تواجه إيران تحديات كبيرة بسبب الصراعات الإقليمية والتوترات الدولية، مما يساهم في تشكيل سياساتها المستقبلية.
كما أوضح وزير الخارجية الإيراني أنه طلب من زملائه في الوزارة وضع خطة محددة للتحرك في هذا المجال. وأكد أن العالم يعترف بدور إيران الفعال في الميدان، ويجب أيضًا أن يُعترف بدورها السياسي.

بالمجمل، يمكن القول إن العلاقات الإيرانية العربية تتسم بالتعقيد وتستمر في التذبذب بين التعاون والصراع، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة في سعيها لتحقيق استقرار طويل الأمد ومنها:

– سعي طهران إلى التخفيف من تأثير العقوبات عبر تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، بينما ستعمل في ذات الوقت على تحقيق توازن في سياستها الخارجية مع الدول الأخرى، و في اتباع نهج متوازن، يركز على احياء العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي، وبالأخص مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا)، واعتبار نجاح أو فشل هذه المفاوضات سيكون له تأثير كبير على توجهاتها السياسية والأمنية.

– القضايا الإقليمية أحد مصادر التوتر الرئيسية مع الغرب، حيث تعتبر إيران هذه القضايا غير قابلة للتفاوض أو التنازل.

– سعي طهران إلى تشكيل تحالف إقليمي يجمع إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، مع إمكانية انضمام مصر كقوة رابعة. يهدف هذا التحالف إلى تحقيق توازن في مواجهة القوى المناوئة لإيران ومبادرات توحيد المنطقة ضدها، وتعزيز التفاعل مع الدول المجاورة، لاسيما في جنوب الخليج، و إدراج مبادرات الحوارات الثنائية والمتعددة الأطراف والإقليمية ضمن جدول أعمالها، مع ترجيح تعزيز العلاقات الاقتصادية بشكل خاص، مما قد يساهم في إرساء قاعدة جديدة لهذه العلاقات في المستقبل القريب.

– تواصل إيران دعم الدول الصديقة والمتحالفة معها ضمن محور المقاومة، خاصة في سياق تأكيدها في السنوات الأخيرة، وبشكل بارز خلال حرب غزة، على أن محور المقاومة يمثل جزءًا من محور الدفاع عن الدول الإسلامية في المنطقة كما وهذا لا يتعارض مع أمن ومصالح الدول خارج نطاق محور المقاومة.

ويبقى سجل الولايات المتحدة الحافل بالسلبيات البارزة حيث انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، مما أثر بشكل كبير على مصداقية الاتفاقية وأدى إلى تصاعد التوترات الدولية.
ويعكس سجل التعاون الأوروبي في فترة ما بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق نقصًا ملحوظًا في الالتزام والتنسيق مع إيران، مما ساهم في تعميق الفجوة بين الأطراف المعنية
أما الأعمال “التخريبية” التي ينفذها الكيان الصهيوني وبصماته التي تدل في دعم أعمال الشغب داخل إيران، تندرج ضمن السياسات الاستفزازية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتعقيد جهود إيران في استعادة استقرارها السياسي والاقتصادي.

هذه بعض من سياسات ايران الكبيرة التي تخوضها في سعيها للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والتمسك بمواقفها السياسية في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

باختصار؛ يبقى العقل الاستراتيجي وصبره السياسي والعسكري الفارسي متكاملاً ومرناً، يجمع بين القوة العسكرية والمهارات الدبلوماسية والإدارية، ما سمح للإمبراطوريات الفارسية بالاستمرار والتوسع على مدى قرون طويلة.

من خلال هذه العناصر، يظهر أن العقل الفارسي يتميز بالتنوع والتكامل بين القديم والجديد، والتأمل العميق في الحياة، والدين، والفن، والعلاقات الإنسانية والسياسية.

وكما قال بزشكيان خلال اللقاء إن الحكومة الرابعة عشرة هي حكومة استشارية شكلت بمشاركة جميع التيارات السياسية واللجان التخصصية وتأسيسا على شعار الوئام والتعاضد والعمل في إطار السياسات العامة للدولة ووثيقة الآفاق والخطة التنموية السابعة.

وأكد أن رضا الشعب عن المسؤولين يتوقف على التعامل “على قاعدة الإنصاف والاحترام” معه لا العقوبات الظالمة التي يفرضها الأعداء.

وهذا ما يترجم دور المرحلة المقبلة لبراغماتية ايران وولي امرها ورئيسها وحكومتها في صنع السياسات الحكيمة لتنامي قوتها وامكانياتها وتوسع دورها ونفوذها كمعادلة اقليمية دولية حتمية في حملها للكارت الفلسطيني الرابح اولا واخيرا، والذي جعلها في أصل الصراع وتحدياته وتسوياته، كلاعب استراتيجي على المسرح الدولي، “هو اللعب مع الكبار والى جانبهم”، ان كان في عملية الرد المحسوبة المحتومة على وقع مقامرة الانتخابات الاميركية، او المغامرة العسكرية والانجرار الى حرب شاملة كبيرة لا رابح فيها في هذه المرحلة الأنية

ختاماً، تظل الحقيقة الثابتة في هيكل النظام الإيراني هي أن المرشد الأعلى واضع السياسات ومتخذ القرارات الاستراتيجية الداخلية والخارجية الحكيمة القائمة على الايمان الراسخ بالله وصبره الاستراتيجي وعلمه اللدني ومعرفته الشمولية لادارة الامور وامرها، وأن وجود رئيس إصلاحي على رأس السلطة التنفيذية في البلاد لا يعني تغيير نهج النظام الحاكم، وإنما قد يؤدي إلى تبني سياسات أكثر مرونة في تنفيذ توجهاته الثابتة إلى حد كبير، هي مرونة القائد وحزمه، على قاعدة مولاه الامام علي ابن ابي طالب(ع) في قوله؛ “حزم في لين ولين في حزم”، وعلى دراية ووعي وتجربة وعلم ومعرفة كما قال رسول الله النبي محمد(ص)في قوله؛ “لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من فارس” ، وعلى قاعدة قوله ايضا؛ لهدهد أصفهان سلمان الفارسي ” سلمان منا أهل البيت ” وهو الولي السيد من أهل بيته(ع).
ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق.
وفي قول الله سبحانه وتعالى؛ (ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله).
(إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (1) وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا (2) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (3))…

زر الذهاب إلى الأعلى