بأقلامنا

رئيس ايران مرشح المشهد الاقليمي الدولي بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢٩ / ٦ / ٢٠٢٤

 

في ظل التحولات السياسية المتسارعة، تجد القوى العالمية نفسها أمام تحديات متزايدة في كيفية التعامل مع إيران. يعكس استقطاب المشهد السياسي في الولايات المتحدة، وتنامي اليمين في أوروبا، وسياسات ما بعد بريكست في المملكة المتحدة، والتوازن الذي تحاول فرنسا الحفاظ عليه، تنوع الاستراتيجيات التي قد تتبناها هذه الدول في التعاطي مع إيران.
بينما تحافظ الولايات المتحدة على نهج صارم مدعومًا بعقوبات وضغوط مستمرة، تسعى أوروبا وفرنسا إلى حلول دبلوماسية، بينما تبقى المملكة المتحدة في موقع متوازن بين تلك السياسات في ظل فوز حزب العمال المرتقب بحسب استطلاعات الراي الاخيرة.

في المقابل، تستمر إيران في تعزيز موقعها الاستراتيجي من خلال تطوير علاقاتها مع قوى غير غربية مثل الصين وروسيا.

سيكون المستقبل السياسي مشوبًا بالتعقيدات؛ إذ ستستمر هذه القوى في البحث عن توازن بين المصالح الوطنية والإقليمية والدولية، وبين الضغوط الداخلية والتحديات الخارجية.
في هذا السياق، ستظل إيران محورًا رئيسيًا، حيث التوترات الجيوسياسية وحروب المنطقة، حيث تلعب دورًا حاسمًا في صياغة مستقبل العلاقات الدولية والاستقرار الإقليمي.

لذلك تلعب إسرائيل دوراً مهماً ومؤثراً في الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بشكل عام في ظل المشهد السياسي الحالي، وخاصة فيما يتعلق بالتعاطي مع إيران والتطورات في المنطقة و هزيمته في حربها الاخيرة على غزة، مما يغير المشهد السياسي العام وصورته الاقليمي والدول…

* دور إسرائيل في التعاطي مع إيران والسياسة العالمية.
١- التوجه الأمني والاستراتيجي: إسرائيل تنظر إلى إيران على أنها تهديد أمني رئيسي استراتيجي بسبب نفوذها الإقليمي وبرنامجها النووي المحتمل.
وتسعى إسرائيل إلى الضغط على المجتمع الدولي لتشديد العقوبات على إيران وتقديم دعم لأي جهود لاحتواء برنامجها النووي وحربها على غزة ولبنان.

٢- التعاون الأمني مع الولايات المتحدة: تتمتع إسرائيل بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وتعمل على تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي في المنطقة، بما في ذلك مواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة.

٣- الدبلوماسية والعلاقات الدولية: تعمل إسرائيل على بناء تحالفات دولية لدعم مواقفها تجاه إيران، خاصة في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها.

* تأثير إسرائيل على السياسة العالمية
١- العلاقات مع الولايات المتحدة: العلاقات القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة تؤثر بشكل كبير على السياسات الإقليمية والدولية المتعلقة بإيران والشرق الأوسط.

٢- التأثير على القرارات الدولية: إسرائيل لديها تأثير كبير في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بالأمن الإقليمي والدولي، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

٣- التأثير على الحلفاء والمنظمات الدولية: تعمل إسرائيل على تشكيل تحالفات مع دول أخرى لتعزيز مواقفها في الشؤون الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالتحديات الأمنية من إيران.

إسرائيل تظل لاعباً رئيسياً في السياسة العالمية بفضل تأثيرها الإقليمي والدولي الكبير، وخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع التحديات الأمنية المعقدة كبرنامج إيران النووي ونفوذها الإقليمي ودورها الكبير في حرب غزة والمنطقة، مما يؤثر على التوازنات السياسية والأمنية العالمية بشكل ملحوظ وعلى مجريات الانتخابات القادمة على الشكل التالي:

– الولايات المتحدة: يشهد الحزب الجمهوري تعزيزًا لتياراته اليمينية، خاصة بعد استعادة السيطرة على مجلس النواب وهذا ما اثبتته استطلاعات الراي الاخيرة بتقدم الجمهوري على الديمقراطي وبعد خسارة بايدن نقاط امام ترامب في المناظرة الاخيرة والارباك الكبير للحزب الحاكم في تامين بديل، ولعل تقريب وقت المناظرة هو قبل استنفاذ ما تبقى من وقت لترتيب وضعهم الانتخابي وتأمين البديل في حال تنحى بايدن مع الضغوط عليه.
مع تزايد الرأسمالية الأميركية المتوحشة، وتقدّم معطيات ووقائع تؤشر على أن هذه الإمبريالية باتت تستنفد قدرتها على تجاوز أزماتها البنيوية التي تم تعد دورية فحسب، بل دخلت أيضاً في حالة استنفاد تاريخي، تدفعها إلى مزيد من التوحش وتوتير العالم كله، وهذا سيتوضح اكثر في حال فوز ترامب…

– الاتحاد الأوروبي: شهد صعودًا لليمين في عدة دول، مما قد يؤدي إلى سياسات أكثر تحفظًا ومعارضة لتكامل الاتحاد الأوروبي. ولكن ما حصل من صعود لليمين في انتخابات الاتحاد الاوروبي وضعها في مشكلة كبيرة قد تؤدي في المستقبل الى النقاش حول جدوى الاتحاد مع تعزيز القومية والسيادة على حساب الاتحاد وسيادته…

– المملكة المتحدة: استمرار تأثير السياسات اليمينية بعد بريكست مع تحديات اقتصادية وسياسية جديدة، وفي ظل اخفاق كبير للمحافظين في السلطة، عزز بشكل كبير وصول حزب العمال للحكم.

– فرنسا: يزداد دعم الأحزاب اليمينية، مما يؤثر على السياسات الوطنية، وما حصل في انتخابات الاتحاد الاوروبي، وضع ماكرون في احراج كبير مما جعله يغامر في انتخابات عاجلة وهي مقامرة كبيرة له، وهذا ما شكل ضغطا كبيرا على الاحزاب الاشتراكية واللبرالية واليسارية لتشكل تحالف تاريخي باسم جبهة الشعب لمواجهة اليمين…

ومع هذه التطورات الأخيرة والتوجهات السياسية التي شهدتها هذه الدول، يمكن تقديم نظرة مستقبلية للتوجه العام لكل منها على النحو التالي:

* الولايات المتحدة الأمريكية (USA)

١- التوجه العام:
– استقطاب سياسي متزايد: من المتوقع أن يستمر الاستقطاب السياسي بين الحزبين الرئيسيين، مع صعود التيارات اليمينية المتشددة داخل الحزب الجمهوري وتوجه الحزب الديمقراطي نحو المزيد من التقيدات السياسية الخارجية والداخلية للعدالة الاجتماعية “النيوليبرالية”…

– قضايا اقتصادية واجتماعية: سيظل الاقتصاد والتضخم وقضايا العدالة الاجتماعية والصحية محور الاهتمام، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2024.

– السياسة الخارجية: قد تتأرجح بين التدخل التقليدي والسياسات الوطنية مع تزايد التركيز على الصين وروسيا وخاصة ايران كمركزي ومحوري اقليمي ولاعب دولي .

٢- آثار مستقبلية:
– استقرار سياسي هش: يمكن أن يؤدي الانقسام المستمر إلى مزيد من الجمود التشريعي وتحديات في صنع السياسات.

– التدخلات الدولية: قد يشهد المستقبل تباينًا في السياسات الخارجية بين التدخل والانعزال حسب الحكومة المسيطرة.

* الاتحاد الأوروبي (Europe)
١- التوجه العام:
زيادة دعم الأحزاب اليمينية: مع صعود اليمين في عدة دول أوروبية، قد نشهد تحولًا نحو السياسات الأكثر قومية ومعارضة للاندماج الأوروبي.

– التحديات الاقتصادية والاجتماعية: ستظل قضايا مثل الهجرة، والتفاوت الاقتصادي في المقدمة، مع إمكانية تبني سياسات أكثر تقييدًا تجاه الهجرة والتجارة، وفي ظل تراجع وهزيمة احزاب البيئة في انتخابات الاتحاد الاخيرة، وهذا مؤشر كبير وجلي يعبر عن اهتمام الشارع الاوروبي لقضايا اهم (التضخم، الغذاء، الصحة، التعليم والخدمات وغيره)…

– التكامل الأوروبي: قد يتعرض لتهديدات إذا استمرت الدول ذات التوجه اليميني في مقاومة السياسات المشتركة.

٢- آثار مستقبلية:
– تقلبات سياسية: تزايد الضغوط على الاتحاد الأوروبي للحفاظ على وحدة صفه وسط تنامي النزعات القومية.

– سياسات أكثر تحفظًا: قد تؤدي مكاسب اليمين إلى سياسات وطنية أكثر تحفظًا وتقييدًا.

* المملكة المتحدة (UK)
١- التوجه العام:
– تعزيز السياسات المحافظة: ستستمر حكومة المحافظين الحالية في تعزيز السياسات اليمينية خاصة في المجالات الاقتصادية والهجرة.

– تداعيات بريكست: سيتعين على المملكة المتحدة التكيف مع التداعيات المستمرة لخروجها من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك العلاقات التجارية والتنظيمية.

– الأوضاع الاقتصادية: مع التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، قد تواجه الحكومة ضغوطًا كبيرة لتقديم حلول فعالة للتضخم وأزمة تكلفة المعيشة.

٢- آثار مستقبلية:
– استمرار عدم الاستقرار السياسي: قد تستمر المملكة المتحدة في مواجهة فترات من عدم الاستقرار السياسي، خاصة إذا تزايدت الضغوط من أجل تغيير القيادة أو إعادة النظر في العلاقات الأوروبية.

– تحديات داخلية: القضايا مثل استقلالية اسكتلندا ومستقبل أيرلندا الشمالية قد تظل مصادر للتوتر الداخلي.

* فرنسا (France)
١- التوجه العام:
– توازن بين السياسات اليسارية واليمينية: سيحاول الرئيس ماكرون إدارة التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية التي قد تميل نحو اليمين والسياسات الاجتماعية التي تتسم ب”ليبرالية راسمالية متوحشة”.

– تعزيز اليمين المتطرف: قد يؤدي صعود اليمين المتطرف إلى زيادة الضغوط على الحكومة لتبني سياسات أكثر تحفظًا، خاصة في مجالات الأمن والهجرة.

– التحديات الاقتصادية والاجتماعية: ستظل القضايا مثل البطالة، الإصلاحات العمالية، الهجرة والبيئة ذات أهمية كبيرة.

٢- آثار مستقبلية:
– تصاعد القوى اليمينية: مع استمرار نمو التأييد للأحزاب اليمينية، قد نرى تحولًا نحو سياسات أكثر تشددًا في الأمن والهجرة.

– استقطاب سياسي: قد يواجه المجتمع الفرنسي مزيدًا من الاستقطاب بين مؤيدي الإصلاحات الليبرالية واليمين المتطرف.

* المقاربة بين التشدد والراديكالية والبراغماتية تتعلق بنوعية النظرة إلى التغيير الاجتماعي والسياسي:

١- الاصولية التشدد (Conservative): تؤمن بالحفاظ على القيم والمؤسسات التقليدية.
– تنظر إلى التغيير بحذر، مع التركيز على الاستمرارية والاستقرار.
– تعتبر القيم الاجتماعية التقليديةوالموروثات الثقافية أساساً للمجتمع.

٢- الراديكالية (Radical): تسعى إلى تغيير جذري وهيكلي في النظام السياسي والاجتماعي.
– تركز على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بشكل فوري وجذري.
– تتجاوز الإصلاحات السطحية وترفض الاستمرار في النظام الحالي إذا كان يؤدي إلى عدم المساواة أو الظلم.

٣- اليراغماتية (Pragmatic): تركز على النهج العملي والواقعي لتحقيق التغيير.
– تبحث عن الحلول التي تتناسب مع الظروف والسياقات الفعلية.
– قد تدمج بين الاصولية والراديكالية حسب الضرورة، مع التركيز على النتائج العملية والملموسة.

من المهم أن نلاحظ أن هذه المقاربات ليست دائماً متناقضة، بل قد تتداخل وتتبادل الأفكار والنهج في سياقات مختلفة وحسب المسائل المطروحة.

* ايران:
يمكن وصف كل من الأطراف الرئيسية – المحافظين، الاصلاحيين، والمتشددين – بما يلي من حيث توجههم نحو الراديكالية، البراغماتية، والاصولية:

– المحافظين:
١- راديكاليا: يتجهون نحو الراديكالية في تعزيز القيم الإسلامية والحفاظ على النظام السياسي القائم، مع مقاومة أي تغييرات جذرية في النظام.

٢- براغماتيا: يمكن أن يكونوا براغماتيين في بعض القضايا الداخلية عندما يدعمون سياسات تعزز الاستقرار والسلام الداخلي، ولكنهم عادة ما يكونون أقل براغماتية في القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي قد تهدد بنظامهم السياسي.

٣- اصولية: يحتفظون بالتزام قوي بالقيم والتقاليد الإسلامية والموروث الثقافي التقليدي، ويرون أن هذه القيم هي أساس الاستقرار والتقدم.

– الاصلاحيين:
١- راديكاليا: يميلون نحو الراديكالية في دعم الإصلاحات الديمقراطية والحقوق الإنسانية، مع التركيز على تحقيق تغييرات جذرية في النظام السياسي الإيراني.

٢- براغماتيا: ينصبون اهتمامهم على البراغماتية في سعيهم لتحقيق التغييرات بشكل تدريجي ومن خلال النظام القائم، مع الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.

٣- اصولية: يمكن أن يكونوا أقل اصوليين من المحافظين فيما يتعلق بالتزامهم بالقيم الدينية التقليدية، ولكنهم قد يحترمون القيم الإسلامية كجزء من الهوية الوطنية.

– المتشددين:
١- راديكاليا: يتجهون نحو الراديكالية في مقاومتهم الشديدة لأي تغييرات في النظام السياسي أو الاجتماعي يرونها تهديداً للثورة الإسلامية.

٢- براغماتيا: يمكن أن يكونوا أقل براغماتية في توجهاتهم، حيث يفضلون الحلول القوية والتصدي الصارم لأي تحديات داخلية أو خارجية.

٣- اصولية: يحتفظون بالالتزام الصارم بالقيم الدينية الإسلامية ويرون فيها الحلاوة والرقيبية للحفاظ على النظام السياسي.

يجب أن يلاحظ أن هذه الأطراف ليست ثابتة بشكل مطلق، وتتأثر بالسياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتغيرة. تلك الأطراف تتناقش وتتفاوض على السياسات والإصلاحات في إيران، وتتعاطى مع التحديات الداخلية والخارجية بطرق مختلفة وفقاً لأولوياتها ومصالحها.

*السياسة الداخلية:
١-الاصولية التشدد: تنصب اهتماماتها عادةً حول الحفاظ على هويات وقيم الثقافة الوطنية والمجتمعية التقليدية.
قد تدعم السياسات التي تعزز الاستقرار والأمن وتحترم التقاليد والقيم التاريخية.

٢- الراديكالية: تسعى إلى تحقيق تغييرات جذرية في النظام الاقتصادي والاجتماعي، مع التركيز على المساواة والعدالة الاجتماعية. قد تدعم سياسات توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة وتعزيز حقوق الأقليات والفئات المهمشة.

٣- البراغماتية: تبحث عن الحلول العملية والواقعية التي تلبي احتياجات المجتمع في الوقت الراهن، مع التوازن بين الاستمرارية والتغيير. قد تدعم سياسات إصلاحية تدرجية وتحسينات ملموسة في الحياة اليومية للمواطنين.

* السياسة الخارجية:
١- الاصولية التشدد: تولي أهمية كبيرة للمحافظة على السيادة الوطنية والتعاون الدولي القائم على القيم والمصالح المشتركة. تفضل الحوار والتفاهم على المستويات الدولية.

١- الراديكالية: تسعى إلى تحقيق التغييرات في النظام الدولي، مع التركيز على العدالة العالمية وتحقيق السلام والتنمية المستدامة. قد تدعم سياسات تقويض الهيمنة الدولية وتحقيق المساواة بين الدول.

٢- البراغماتية: تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والدولية، وتبحث عن الحلول العملية التي تعزز التعاون الدولي وتحقيق الاستقرار العالمي. قد تدعم الدبلوماسية الحسنة والتفاوض الدولي الملموس.

بالطبع، تتأثر هذه المقاربات بالسياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل دولة، وتختلف تطبيقاتها وتأثيراتها وفقاً للظروف الخاصة بكل دولة أو منظمة.

في السياق الإيراني، تتمثل هذه الفئات السياسية بالشكل التالي:

١- المحافظين (Conservatives):
– يشكلون جزءاً كبيراً من النخبة السياسية والدينية في إيران.
– يؤمنون بالحفاظ على النظام الإسلامي وقيمه ومؤسساته.
– ينادون بالالتزام بالشريعة الإسلامية والقيم الثقافية التقليدية.
– يدعمون السياسات الاقتصادية التي تحافظ على استقلالية البلاد وتعزز القطاعات الوطنية.

٢- الاصلاحيين (Reformists):
– يسعون إلى إصلاح النظام السياسي والاجتماعي في إيران.
– يدعمون فتح البلاد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
– يسعون إلى تعزيز الحريات الفردية والديمقراطية الداخلية.
– يرون بأن التكامل مع الاقتصاد العالمي يمكن أن يحقق التقدم الاقتصادي والاجتماعي لإيران.

٣- المتشددين (Hardliners):
– يعتبرون من القوى المحافظة الأكثر تشدداً داخل إيران.
– يؤمنون بضرورة حماية الثورة الإسلامية ومبادئها بكل وسيلة ممكنة.
– يعترضون على أي تقدم في العلاقات مع الدول الغربية ويرونها تهديداً للسيادة الوطنية.
– يدعمون السياسات الخارجية التي تعزز دور إيران في المنطقة وتقف ضد التدخلات الغربية.

تتنوع وتتغير التحالفات والتوجهات السياسية في إيران بناءً على الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تلك الفئات تتصارع من أجل التأثير على السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، مما يؤثر بشكل كبير على توجهات إيران في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

* إيران
١- التوجه العام:
– تشديد السيطرة الداخلية: من المرجح أن يواصل النظام الإيراني تعزيز قبضته على الحياة السياسية والاجتماعية، خاصة في ضوء الاحتجاجات وخاصة المؤمرات التي خلفها.

٢- السياسة الخارجية المتشددة: ستستمر إيران في تبني سياسات خارجية متشددة، مع التركيز على تعزيز علاقاتها مع القوى المعادية للغرب مثل روسيا والصين.
– التحديات الاقتصادية: سيظل الاقتصاد الإيراني تحت ضغوط كبيرة بسبب العقوبات الدولية وتدني أسعار النفط.

٣- آثار مستقبلية:.
– تحديات اقتصادية مستمرة: مع استمرار العقوبات والضغوط الاقتصادية، ستواجه إيران صعوبات كبيرة في تحقيق نمو اقتصادي مستدام.

* انتخابات ايران:
وفي ظل وفاة الرئيس رئيسي في، ينص دستور البلاد على تسليم مهام الرئاسة مؤقتاً إلى نائب الرئيس بموفقة المرشد الاعلى، وذلك حتى يتم انتخاب رئيس جديد خلال فترة محددة لا تتجاوز ٥٠ يوما.

وبناء على ذلك تم اختيار الاسماء المرشحة للرئاسة ضمن اليات قانونية يعتمدها النظام السياسي في الجمهورية الاسلامية وفق مسلمات اخلاقية، دينية، وعلمية فكرية، مسلمات الثورة والنظام…

أما نظام الانتخابات في إيران يمثل جزءاً أساسياً من هيكلها السياسي، حيث يجسد تلاقي العناصر الدينية والسياسية في نظام جمهوري إسلامي.
تُعد الانتخابات محوراً للمشاركة الشعبية.
ويشمل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية.
الانتخابات الرئاسية تُجرى كل أربع سنوات، حيث يتم اختيار الرئيس من بين مرشحين معتمدين يتمتعون بموافقة السلطات الدينية والسياسية.
أما البرلمان؛ فيتم انتخاب أعضائه كل أربع سنوات أيضاً، ويتم ترشيح المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور ويختارهم الناخبون.

وعلى هذا؛ يتنافس 4 مرشحين على الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، بعد أن أعلن كل من أمير حسين قاضي زاده هاشمي، وعلي رضا زاكاني انسحابهما من المنافسة، ليبقى في المنافسة 4 مرشحين فقط: مصطفى بور محمدي، مسعود بزشكيان، سعيد جليلي
ومحمد باقر قاليباف.

لذا لا بد من التوقف عند الاسماء التي اعتمدت بين محافظ واصلاحي بشكل رئيسي والانسحاب الطارئ لتعزيز اصوات المحافظين وعدم تشتتها فيما بينهم، لتشكل تقاربا وتوزنا بينهما للحفاظ على اسس سياسات ايران الداخلية والخارجية المعتمدة والتي تخدم مفاهيم الثورة والتي لن يتغير عليها شيئا.
لكن يبقى الاختلاف بين براغماتية وراديكالية في اليات العمل السياسي وبالخصوص في نسج العلاقات والتحالفات الدولية والملف النووي والتفاوض مع الخصوم والاعداء والحلفاء…
اما في الشأن الداخلي لا يختلف كثيرا مما هو عليه من حيث الوضع الاقتصادي والمالي والامني والممارسات…
لكن كل ذلك يعود رسمه في الخريطة السياسية الاستراتيجية لايران في ظل النظام القائم لرأس القيادة والسلطة لولاية الفقيه السيد علي الخامنئي…

مع ترتيب ما حصل من سماح لترشح مسعود بزشكيان، مع عدم الاذن له بالترشح في الانتخابات السابقة، ما هو الا دليل على تغيير ملحوظ في سياق الانتخابات واهمية دور الرئيس القادم في ظل توترات المنطقة والعالم والملفات المعقدة الشائكة، وهذا يدل على صياغة ذكية وبراغماتية في لعبة الانتخابات واخراجها وانسحاب اسماء، لتستنهض الناخب الايراني ومع توقعات عدم مشاركة كبيرة لا تتجاوز ٤٠ بالمئة وهذا ما حصل، لكن الرهان على المشاركة الفاعلة وافساح المجال للناخب في اعادة القراءة للمشهد العام السياسي والاقتصادي وهو الاهم من خلال اتاحة فرصة لمرشح اصلاحي اقرب للاعتدال بحسب مواقفه المعلنة وبالخصوص في القضايا الداخلية لايران، وأيضا كشخصية علمية وليست من الوسط العلمائي، يكون اكثر براغماتيا في الساسة الخارجية واكثر تفاعلا على الساحة الدولية ومشاركة في رسم المشهد الاقليمي بعد التوترات الحاصلة.
وهذا ما يشير الى سياسة ايران الاحتوائية في الشرق الاوسط وتطوير علاقات عربية واوروبية ومواجهة الهمجية الاسرائلية(نتنياهو وحكومته المتطرفة) وتطرفها حيث امكانية توسيع دائرة الحرب لديهم الى ما بعد غزة ولبنان وتوريط المنطقة والعالم في حربهم المزعومة، وامتصاص نقمة وكراهية اميركا لايران وجبروت واستعلاء ومس ترامب ووحشيته الرأسمالية في حال وصوله، كل ذلك يتطلب شخصية فذة مرنة تحيط بهذه الملفات وله باع طويل فيها، ومسعود قد خاض غمار السياسة ولعبتها في مرحلة مهمة جدا من تاريخ ايران أثناء رئاسة خاتمي ومشاركته الفاعلة في حكومته، معواطلاق نظرية حوار الحضارات والتي لاقت رواجا وترحيبا عالميا انذاك، مقابل نظرية فوكوياما صراع الحضارات صانع السياسات الاميركية في ذاك الوقت…

ولا ننسى ان مسعود مرشح مدعوم بشكل قوي من الرئيس روحاني والناخب الاصلاحي الذي يعتبر ان وصول اي رئيس يجب ان يكون وريث لسياسة الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي وحضوره الفاعل شرقا وغربا وتحقق من انجازات لايران من من بريكس الى شنغهاي والتقارب مع الصيني والروسي والدور الكبير الذي لعبه في الحرب الاوكرانية وغزة وسوريا واليمن والمنطقة، الى الملف النووي واستراتيجية التقارب العربي الايراني والتفاق مع السعودي وهو الاهم عربيا، واصوله الاذرية الاقرب الى تفاهم ملفات قومية وسط ايران وقومية حدودها مع باكستان.

لذا؛ ان الاكثر حظا للفوز مسعود بزشكيان في الاسبوع المقبل في الدورة اللاحقة، مع الحفاظ على هامش قريب جدا مع مرشح المحافظين، و بحسب ما اعلنت عنه وزارة الداخلية الإيرانية بأن جولة ثانية من الانتخابات ستجري الجمعة المقبلة بين المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان والمرشح المحافظ سعيد جليلي، مشيرة الى “تقدم بزشكيان بـ10 ملايين و400 ألف صوت مقابل 9 ملايين ونصف مليون صوت لجليلي”.

وكشفت الداخلية أن “عدد المشاركين بالانتخابات بلغ 24 مليونا ونصف مليون ونسبة المشاركة بلغت 40%”.

برأيي؛ ان رسم الصورة لايران في المسرح الاقليمي والعالمي قد تم مع وصول مرشح كمسعود الى سدة الرئاسة، بحسب رسم الخارطة السياسية القادمة لايران بريشة الولي الفقيه ورؤيته الاستراتيجية العميقة للتطورات العالمية والمنحى المتجه اليه وتغيير الجيوبوليتيك للعالم مع مشاركة تعددية قطبية ونهاية قريبة للاحادية،مع امكانية ضعيفة لوصول جليلي الى سدة الرئاسة، وهذا سيغير صورة المشهد ورؤية بين براغماتية بزشكيان وراديكالية جليلي.

*النظرة العامة:
-الولايات المتحدة: تتجه نحو مزيد من الاستقطاب السياسي، مما قد يعقد صنع السياسات ويؤثر على الاستقرار.

– الاتحاد الأوروبي: يواجه صعود الأحزاب اليمينية تحديات كبيرة في الحفاظ على تكامل الاتحاد وسياساته المشتركة.

– المملكة المتحدة: تستمر في التركيز على سياسات ما بعد بريكست، مع التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة.

– فرنسا: قد تشهد مزيدًا من الصراع بين القوى الليبرالية والقوى اليمينية المتطرفة، مما يؤثر على السياسات الوطنية.

– إيران: ستواصل تعزيز سياسات المحافظة والتشدد في الداخل والخارج، في مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

في الختام، يمكن تلخيص الديناميكيات السياسية في إيران بأنها متشابكة ومتغيرة باستمرار بين الفئات المحافظة، الاصلاحية، والمتشددة. كل فئة تمثل توجهات مختلفة تجاه النظام السياسي والاجتماعي، مما يؤدي إلى صراعات وتوافقات داخلية تؤثر على سياسات إيران الداخلية والخارجية.

المحافظون يسعون للحفاظ على الاستقرار والأمن الداخلي من خلال الالتزام بالقيم الدينية والتقاليد الإسلامية، بينما الاصلاحيون يسعون إلى تحقيق إصلاحات ديمقراطية وتعزيز الحريات الفردية داخل البلاد.
من ناحية أخرى، المتشددون يعتبرون الحفاظ على الثورة الإسلامية ومقاومة أي تدخلات خارجية من أولوياتهم الرئيسية.

تتأثر هذه الديناميكيات بالظروف الدولية والإقليمية، مما يعكس تأثيراً كبيراً على توجهات إيران الخارجية وعلاقاتها مع الدول الأخرى.
بالنهاية، تظل إيران محط أنظار دولية بسبب دورها الإقليمي الهام وسياساتها الداخلية المتقلبة احيانا تتعلق بظروف خارجية من عقوبات ومؤامرت وصراعات اقليمية، مما يجعل فهم الديناميكيات السياسية داخل البلاد أمراً أساسياً لفهم التطورات الجارية على الساحة الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى