ظلال الخرس العربي المدوي وتواطؤ العالم في ظلام الإنسانية ومواجهة الإبادة \ د. شريف نورالدين.

بتاريخ: 21 / 10 / 2024
في عتمة الصمت العربي، حيث تلاشى صوت الإنسانية تحت ثقل الجراح، يتحرك (اكزينو) بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة كوحش مفترس، مطلقين العنان لآلة الحرب الإسرائيلية دون خوف من عواقب.
هذا الصمت، الذي تحول من حالة تواطؤ إلى شراكة فعلية، منح الشرعية لاستمرار المجزرة التي تُمارس بحق الفلسطينيين في غزة ولبنان.
كيف يمكن لعالمٍ يُفترض أن يكون ملاذًا للعدالة وحقوق الإنسان أن يقف متفرجًا بينما تتساقط أرواح الأبرياء كأوراق الشجر في الخريف؟
هنا، يتراءى لنا مشهد مأساوي، حيث يصبح صمت القادة العرب مرآة تعكس عجزهم ورفضهم لتحمل المسؤولية.
في الوقت الذي يُفترض فيه أن يرتفع صوتهم دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين، يتحول هذا الصوت إلى همساتٍ تائهة، تعزز من عزيمة الاحتلال وتمنحه غطاءً لممارساته الوحشية.
إن الصمت الذي يسود الآن ليس مجرد غياب للكلمات، بل هو اشتراك فعلي في حرب إبادة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تُخفي وراءها مأساة شعب يُحارب من أجل وجوده، بينما تتحول أرواحهم إلى أرقام تُحصى تحت القنابل.
تحت هذا السكون المريب، تتشكل خيوط المؤامرة، حيث تلتقي المصالح السياسية مع غياب الضمير، لتصبح النتيجة مجزرة تُدعى “حربًا”، بينما هي في حقيقتها صراع وجودي يرتكب على مرأى ومسمع من الجميع. إن الصمت العربي، الذي كان يُفترض أن يكون عاصفةً تعصف بمسار الظلم، بات يُعبر عن خيانة حقيقية لمبادئ التضامن الإنساني، مانحًا الضوء الأخضر لصراع يتجلى فيه الاستبداد بأبشع صوره.
فما هي نهاية هذه الدراما الإنسانية المروعة؟ ومتى سيستفيق الضمير العربي ليحرك سكونه نحو مسار الحق والعدالة؟ إن الجرح الفلسطيني ينزف، بينما يبقى السؤال معلقًا: هل سيبقى صمتهم سلاحًا في يد الطغاة، أم ستخرج من بين جراحاتهم أصوات تنادي بالحق والحياة؟
وفي خضم الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 42 ألف شخص، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، يطفو على السطح سؤال وجودي محوري؛ أين صوت العرب؟
إن ما يحدث في غزة يمثل مأساة إنسانية تتجاوز الأرقام، حيث تتراكم المشاهد المفجعة من تحت الأنقاض لتشكل لوحة كئيبة من الدموع والألم. يتجاوز عدد المصابين 100 ألف، فيما فقد أكثر من 10 آلاف شخص أرواحهم في صراع لا يرحم، بينما تتلاشى آمال الهدنة ويستمر الدمار في محو آثار الحياة.
– عجز القيادة العربية والواقع العربي اليوم يعكس حالة من العجز والتواطؤ، حيث تجد بعض الأنظمة العربية نفسها مكتوفة الأيدي أمام المأساة الفلسطينية.
بدلاً من اتخاذ مواقف جادة، يبدو أن بعض القادة العرب يفضلون الصمت، مما يثير تساؤلات حول التزامهم بمسؤولياتهم تجاه القضايا الإنسانية.
هذا الصمت المطبق يفضح عدم جدية الأنظمة في دعم الشعب الفلسطيني، وكأنهم تخلوا عن واجبهم القومي والإنساني.
– الوضع في غزة كارثة إنسانية والتي تعاني منذ سنوات من حصار خانق، تجد نفسها اليوم أمام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
فقد دمرت المنازل، وتحطمت الآمال، وأصبح أكثر من مليوني مواطن يعيشون في حالة من الخوف والقلق المستمر.
أما في لبنان، فإن الحرب تتجدد، حيث يسقط الآلاف من المدنيين ضحايا للاعتداءات الإسرائيلية الارهابية والاجرامية، ويُهجر الناس من منازلهم.
الأوضاع تزداد سوءًا، مما يجعل المشهد العربي بأسره أكثر قتامة.
– غياب الضمير والتواطؤ الدولي؛ تتجلى فضيحة المجتمع الدولي في تقاعسه عن حماية حقوق الإنسان.
المؤسسات الدولية، التي كان من المفترض أن تكون حامية للمدنيين، تلتزم الصمت أو تُظهر انحيازاً واضحاً ضد القضية الفلسطينية.
إن التواطؤ الأمريكي والأوروبي في دعم إسرائيل، وتغاضيهم عن انتهاكات حقوق الإنسان، يعكس تحالفات سياسية تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، يبرز السؤال: ماذا عن الضمير العربي؟ هل لا يزال موجوداً؟
ما يحدث في غزة هو دراما حقيقية تجسد معاناة إنسانية، تشهد عليها أهوال الحرب.
إن مشاهد الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم، والنساء اللاتي يشاهدن دمار منازلهن، وكبار السن الذين يُرْمَوْن إلى “التاريخ” دون أي اعتبارات إنسانية، هي مشاهد تكشف عن قسوة العالم.
هذه ليست مجرد أرقام، بل هي أرواح تُعاني وأحلام تُكسر، وآمال تُفقد.
لا بد من إعادة التفكير في مفهوم القيادة العربية ودورها في هذه اللحظة الحرجة. يجب أن يكون هناك تحرك عاجل وفعّال، وليس مجرد تصريحات سطحية.
إن الصمت أمام هذه الوحشية ليس خياراً، بل هو خيانة للإنسانية.
إذ يتطلب الأمر وقفة جادة من القادة العرب، وإعادة إحياء الخطاب العربي الذي يتجاوز القوميات الضيقة ويتعاطى مع الإنسانية ككل.
إن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد، بل هي قضية إنسانية تتطلب تضامن الجميع. إذا لم تتحرك الآن، فمتى ستفعل؟
إن اللحظة تتطلب منا جميعاً أن نكون صوتاً للعدالة، وندعو إلى إنهاء هذه المجزرة التي تمزق النسيج الإنساني. يجب أن نُطالب بتحقيق العدالة، وأن نكون حاضرين للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ولنعمل من أجل تحقيق السلام الذي ينشدونه.
في النهاية، لن تكون السلامة والأمن إلا بإنهاء الظلم، واستعادة الحقوق.
وفي ختام هذا المشهد المأساوي، نجد أنفسنا أمام لوحة مأساوية ترسمها الدماء والأشلاء.
إن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو صراع وجودي يتجاوز حدود الزمان والمكان، حيث تلتقي معاناة الشعب الفلسطيني مع صمت العالم العربي والعالمي الذي يبدو أنه قد تحوّل إلى شريك في الجريمة. تحت جنح هذا الظلام، ينزف جرح لا يلتئم، ويستمر الألم في كسر قلوب الأمهات والأطفال.
إن الأسئلة المؤلمة تتزايد؛ متى ستشرق شمس العدالة على هذه الأرض المنكوبة؟ ومتى سيفيق الضمير العربي من سباته الطويل ليحمل راية الحق؟ في زمن تزداد فيه وحشية الاحتلال، يبدو أن صوت الحق غارق في بحر من الصمت، ولكننا نعلم أن الشعوب، رغم كل الجراح، ستظل تدافع عن وجودها، وستُسطّر قصص الصمود في وجه الاستبداد.
فلتكن هذه الحرب درسًا قاسيًا لنا جميعًا، بأن صمتنا لن يحرر أرضًا ولن ينقذ شعبًا، بل سيساهم فقط في تعزيز الاحتلال.
ولتكن دعوة للجميع، من قادة وشعوب، لأن يتجمعوا تحت راية واحدة، راية الحق والعدالة، وليعيدوا صياغة مستقبل يتجاوز الكوارث الحالية.
في النهاية، لن تُنسى فلسطين، وستبقى تنادي في قلوب الأحرار، حتى يأتي اليوم الذي يُحقق فيه السلام والحرية لكل من يعاني من ظلم الاحتلال.
إن صرخات الفلسطينيين لن تُخفت، بل ستتردد أصداؤها عبر الأزمان، مُذكِّرة العالم بأن الحق يُسترد، وأن الأمل، رغم كل الصعوبات، يبقى شجرة تنمو في أرضٍ مُعذّبة.
– هو ظلال الصمت وعتمة الإنسانية في وجه الإبادة”
– هو الصدى الغائب وغياب الضمير العربي في زمن الحرب.
– هو أصداء العجز في حين تتحول الإنسانية إلى صمت مريب.
– هو الخرس المدوي وخيانة النخوة العربية في مواجهة الوحشية الإسرائيلية.
– هو غياب الصدى والتواطؤ في زمن الجريمة الإنسانية.
– هي الإنسانية المقتولة في ظل صمت العالم أمام جرائم الحرب.
– هي عواصف الصمت حين تتحول المعاناة إلى جريمة عابرة.
– هو سكون الخذلان حيث يُفشل الصمت من يُحارب من أجل البقاء…