بأقلامنا

كلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في حفل تأبين المناضل الوطني والقومي محمد خليل عيسى (أبو خليل )

 

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

في كلمة تأبينية بالراحل المناضل الوطني والقومي محمد خليل عيسى (أبو خليل )، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال:” ليست هي مرثية لأبي خليل فهو فوق كل المراثي ، لأن خسارته ليست خسارة لقامة نضالية وتاريخية فقط، ولا هي خسارة حصرية لتنظيمه، بل لشعبنا الذي افتقد في غيابه قيمة إنسانية وحقاً هو مدرسة انسانية ومبدئية واخلاقية بكل معنى الكلمة ، كما عرفناه وعرفتموه وانتم ابناء مدينة صور ومخيماتها ربما اكثر ، لقد كان انساناً دمثاً باسماً مرحاً يجيد بناء العلاقات … فنجح بقدراته وكفاءته وخصاله ان يكون حقاً الرجل الدبلوماسية الاممية في الجبهة الشعبية و صوت فلسطين بأرجاء المعمورة، و لكل الشعوب وبكل اللغات والقدرة في تعميم سردياتها في العالم فبنى جسراً لأفضل العلاقات مع القوى والحركات التقدمية والثورية و الأممية المعادية للظلم والامبريالية وفي العالم اجمع.
هكذا يرحل اليوم دون مراسيم واوسمة، ولكن كنت انت وسامًا على صدر تلاميذك ورفاقك و أصدقائك ومحبيك.
هنا في مدينة صور الأبية التي لم تغادره، ثالثنا في اي لقاء، بداية البحث عن حلمه القومي والوطني، حيث تبلور وعيه وتجربة البدايات الاولى والمبكرة والاثر الإيجابي في بلورة وتعميق تجارب التنظيم والتأهيل والتربية لدرجة تخريج اجيال من الرفاق والقادة.
يوم ادرك منذ النكبة تفتحت عيناه بوضوح على الهجمة والاطماع الصهيونية بفلسطين والامة، عاش على وجع ارض البرتقال الحزين كما كتب رفيقه غسان كنفاني، واكب تجربة القائد القومي محمد الزيات وظل وفياً على درب الحكيم و فخورا بانتمائه وانضباطه في صفوف الجبهة.
كان بالنسبة لي بمثابة أخ كبير وقامة ورجل بقلب طفل عميق العاطفة لا يستطيع ان يحبس دمعة إذا ما استذكر رفيق او سمع حدثاً مؤلمًا لشعبه او موقف مسيء لقضيته،
ولكنه يمتلك صلابة انسان مناضل اصيل في احلك الظروف واصعبها كانت روحه المناضل فيه لا تهن ولا تتعب، بقيت متقده في ابتسامته التي تتحدى المعاناة و تبعث الامل فينا و ابتسامة تذيب اي حواجز بينه وبين محدثه .
قلما دون ان يكون بيده كتاب او مجلة اجنبية ، ربما عرفت سر هذا المعلم الذي يعمل على مبدأ زرعوا فأكلنا.. لقد زرع لنحصد جيلاً يقاوم ، بل لأنه يؤمن إنّ أقوى سلاح في يد الظالم هو عقل المظلوم . و حرّر عقلك والباقي سيتبع .
ويدرك بوعي عميق وخبرة متراكمة أن أخطر أنواع الاستعمار هو استعمار العقل لذلك قاوم ابو خليل بالعلم والفكر والثقافة ضرورة تحرير الوعي هو المقدمة لتحرير فلسطين.
تمنيت لو تمكنت من لقائه في زمن الطوفان، وبعد السابع من اكتوبر، وماذا ستكون مشاعره بعد الجنون الصهيوني ، والابادة الجماعية لشعبنا في غزة.. من المؤكد انه سيشد عزيمتنا بالمقاومة والتفاؤل بالنصر الأكيد طالما شعوب الامم تهتف فلسطين عربية.
زر الذهاب إلى الأعلى