بأقلامنا

كتب المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسّان فلحه في جريدة النهار في لبنانية أمين معلوف أيقونة الأدب شرقاً وغرباً

كتب المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسّان فلحه في جريدة النهار

في لبنانية أمين معلوف أيقونة الأدب شرقاً وغرباً

يصاب اللبنانيون بداء التصلب الفكري
والانقسام الثقافي المعهودَين سمة فارقة بين ارباب الطوائف واركانها الغارقة في التنازع الابدي حول دِين الملائكة و مذاهبها ويحملون “هوياتهم القاتلة” على أسنَّة رماحهم في قيض حربهم المستقيمة بالاصبع على الزناد ويخفون وجوههم في الانتماء او المواطنة بنرجسيتهم المأفونة بالمبالغة مثل عاداتهم في الاختلاف على كل شي ، وهم مصابون بمذلة الحاجة المدقعة الى كل شي حتى “و لو من اين الطريق ؟”
مرَّ انتخاب امين معلوف امينا عاما ابديا مدى الحياة للأكاديمية الفرنسية كحدث عابر بسيط
او نثريات متفرقة في الامور الطارئة او لربما للالتباس اولغط على مستقر التعود بان التربع مدى الحياة في عالمهم العربي سمة مفروغة النظر او الاعادة . والاكتراث هنا ليس شأنهم في الاحوال كلها .
مسيحيو الداخل المتيقظون اعتبروه ابن الكنيسة وجِلدتهم يحتسب عليهم وحدهم من دون سواهم ،
وظنَّ مسلمو الطرف الاخر المتشبثون بلغة الضاد والقرآن انه اتى من خواتيم حروب الردة او لزوم ما لا يلزم في دائرة العناية والاهتمام وفي كلا الحالين بقى هو حائرا على ما هو لم يزد في حساب احد ولم ينقص من غيره
المؤلم ان كاتبا بهذا الصدى و على هذا المدى لم يدفعنا نحن اللبنانيين الى التمييز بين الظلمات والنور .
لا شك ان امين معلوف اخذ حرافية ونمط اسلوب جرجي زيدان ونقله الى الفرنسية بامانة بالغة مع تغيير في الحوادث والاشخاص وطبعا باللغة ، وايا كان فان معلوفاً طور في المضمون وغيّره ولكنه نحت قصص “فتاة غسان “و “عذراء قريش “و” غادة كربلاء “و” فتح الاندلس “و”المملوك الشارد “، وصاغها في “صخرة طانيوس” و “ليون الافريقي “و “الحروب الصليبية كما راها العرب”و”سمرقند”و” الهويات القاتلة “. اللافت ان الاثنين من ذوي النزعتين الثقافيتين اللاتينية والعربية وقد برعا في خوض غمارهما ، اما الاهم ان الاثنين هما فخر لايضاهي في انتمائهما العميق للأدب الانساني ووطنهما الام لبنان. لقد تشابه زيدان ومعلوف في مقاربة الكتابة المنمقة عن المسيحية والاسلام بصور تفاؤلية تبرز مثالية مفرطة بعض الاحيان عند الاول و غموضا محيرا احيانا عند الاخر .
ان كان مبررا ظرف الزمان لصالح زيدان فان ظرف المكان جمعهما في بيئتين مختلفتين كالقاهرة وباريس ،
لقد طغت اللغة الفرنسية على كتابات معلوف تحت تأثير بيّن لمخزون تفكيره العربي الا ان زيدان كان قد كتب بتأنف شديد ادبه العربي تحت انجذاب واضح للثقافة اللاتينية فكان التلاقي بين الاثنين لصيقا على اطراف حدود الدائرة الواحدة في اعمالهما لقد مزج الاثنان التاريخ مع الرواية فكانت تحف الانظار .
ومهما تجهلنا او سجلنا على لوائح اعتراضنا المتناهية الطول وشديدة التعقيد في الاعتراض،فإن امين معلوف يُخلّد
ايقونة الثقافة و الادب الذي كتب بالاتجاهين بين الشرق والغرب و بقى بلا مواربة يحن الى بلده ، سواء ابتعد عن بلده او كما زعم هو نفسه ان “بلده هو من الذي ابتعد عنه ” امين معلوف بك نفتخر انك لبناني من اصل لبناني اعطتك فرنسا ما لم تعطه يوما ما لشارل بودلير الذي احالت ازهاره فريسة لشر محاكم التفتيش ولا لبلزاك في “كوميديته البشرية ” التى كانت اضخم مما كتب و ما قال

زر الذهاب إلى الأعلى