بأقلامنا

سعادة السفير نظمي حزوري المحترم، بقلم عبدالقادر البدّ الحسن

سعادة السفير نظمي حزوري المحترم،

تحية طيبة وبعد…

يسعدني أن أضع بين يديكم هذه السطور التي كتبتها بصدق المحبة، ووفاءً لما لمسته منكم في حضوري ومتابعتي، منذ أول لقاء جمعنا عام 2015.

ما كتبته لا يفيكم حقكم، لكنه محاولة من القلب… أضعها أمامكم بكل احترام، لأطلب إذنكم الكريم في أن تُدرج لاحقًا ضمن أرشيف شخصي أو ضمن نصوص كتاب يجمع وجوهًا لم تُخذلها الذاكرة.

بانتظار رأيكم، وأي تعديل ترونه مناسبًا.

مع خالص التقدير والوفاء،
عبدالقادر البدّ الحسن

السفير نظمي حزوري… سطرٌ من ضفائر الكتاب
بقلم: عبدالقادر البدّ الحسن

في عام 2015، كان اللقاء الأول، لا بمحض الصدفة، بل بدعوةٍ نبيلة من السفير نظمي حزوري إلى شبكة منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
كنت حينها مؤسِّسًا لهيئة الحكماء للعدالة الانتقالية، وكانت تلك الدعوة بالنسبة لي أكثر من مشاركة في نشاط… كانت مساحة حقيقية للصدق.

حضر اللقاء كلٌّ من الأستاذ سمير شبلا، رئيس الشبكة، ونائبه نزهت القاضي، والأستاذ يوسف يعقوب متي، وعدد من الشخصيات المعنية بالشأن الحقوقي.

لكن الحضور الأوضح، كان صوت السفير نظمي، الذي لم يحدّثنا عن نفسه بقدر ما تحدّث عن فلسطين… عن شعبها، عن آلامه، عن صموده.
كان يؤمن أن العدالة لا تأتي بالخطب، بل بالفعل النزيه.
سأل: أين دور الأمم المتحدة؟ وماذا بقي من حقوق الإنسان إن لم تشمل الإنسان الفلسطيني؟

في حديثه، لامست مشاعري صدق إحساسه بالشعب، كان عادلًا في كلامه، نزيهًا في منطقه، منصفًا في طرحه.
تحدّث عن حلّ الدولتين لا من منطلق التنازل، بل من رؤية السلام الشجاع، الذي لا يخاف أن يكون منصفًا، ولا يختبئ وراء الشعارات.

لم يكن اللقاء مجرّد لحظة، بل بداية لعلاقة صادقة استمرّت.
رأيته حاضرًا في كل محفل، مشاركًا في كل قضية، يتابع، يزور، يستمع، يبادر…
لم يترك فراغًا لمن يحضر، لأن حضوره كان من النوع الذي يملأ المكان بالمعنى، لا بالضوء فقط.

كان يُنصت باهتمام، يتكلّم بهدوء، ويترك في النفوس أثرًا لا يُنسى.
لم يكن يمثّل منصبه، بل يجسّد قضية…
كان واحدًا من الذين يؤمنون أن “الحياة لا تُعاش بالخراب، بل بعطر الحياة”.

وهكذا بقي في وجداني، كما قلت يومًا:
“سطرًا من ضفائر الكتاب… لا يُنسى، ولا يُمحى، لأن الذاكرة لا تخون من سكن خبأ الروح، لا عنوانها.”

زر الذهاب إلى الأعلى