بأقلامنا

نص كلمة الإعلاميين التي القاها المستشار خليل الخليل بمناسبة تكريم الإعلامي نهاد حشيشو من قبل جمعية هلا صور

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الحضور سيدات وسادة , اصحاب المقامات وكلكم اصحاب مقامات , السيد الإعلامي المحتفى به نهاد حشيشو

(اود قبل ان ابدأ كلمتي ان اشير الى انها لا تقصد شخصا معينا او بحد ذاتها انها كلمة عامة تشمل الجميع وانا منهم .)

نلتقي اليوم في مدينة الأرجوان لنجمع الوان الطيف ، لنفك الطوق عن اسوار المدينة المقدسة ونعيدها سيرتها الأولى… مدينة للحرف والنور والمقاومة، ولنقول للحكام : طبعوا ما شئتم واحتفلوا بعار هزيمتكم ماشئتم وتلذذوا بقذارة انبطاحكم ما شئتم ، فنحن نختزن في ضمائرنا ان عشق فلسطين من البحر الى النهر هي واجب ديني واخلاقي  وسنربي اطفالنا بعقيدة قوامها  القدس عروس عروبتنا نحن، لا عروسة عبرية انتم .
نلتقي اليوم  لنكرم اعلاميا مميزا من عمالقة الإعلام في لبنان، هذه الهامة التي تكتنز بين دفتيها الكثير  من الرؤى الوطنية والنضال  والأسرار الكونية، والذي لم تتعبه سنين العمر ولم تعجزه عن فك طلاسم السياسة ليرينا  مستقبل البلد القاتم بسياسييه وكيفية النهوض لنعود منارة لهذا الشرق …
نلتقي اليوم في حضرة الإعلامي الكبير نهاد حشيشو لا لنكرمه انما لنكرم انفسنا به ، لنستشعر معه دفء الإعلام الماضي المجيد.. اعلام محمد حسنين هيكل و غسان تويني وطلال سلمان…حين كان الإعلام سلطة رابعة بالقول والفعل تتفاعل معه

الناس وبقية السلطات فتصنع باتحادها سياسات  تساهم في نهضة الوطن … ، نلتقي في حضرته لعلنا نهرب من السقوط

المدوي لإعلام الحاضر من محطات تلفزيونية هجينة مجيرة و مأجورة تضع في سلم  اولوياتها مصالحها المادية البحتة دون ادنى التفاتة لمصلحة البلد ومصالح المواطنين   … علنا نهرب من الإعلام الإلكتروني الهابط نهجا وممارسة عند الكثيرين الكثيرين ، ( اذا بسينة خلفت بنركض بنعمل خبر عاجل وبنصور وبنعمم وعشرات المواقع بتعمل كوبي وبيست) وصولا الى الكذبة تصبح حقيقة…
وبعد فترة وجيزة من انطلاقة موقع اعلامي او اعلاني نرى حفلات التكريم وتكديس الميداليات والدروع ولسنا نعلم لماذا؟
ما هي الإنجازات التي حققها، ما هي الجرائم التي كشفها، ما هي الأفكار التي قدمها للناس؟ ما هي القضايا السلبية التي سلط الأضواء عليها فحولها لإيجابية؟
النتيجة ( قطة ولدت فأرين)!!!
وثعلب صار ملك الغابة.
لا شك ان الصحافة الإلكترونية كادت ان تهزم المطبوعات الورقية، صحفا ومجلات ومؤلفات ولكن هذه الصحافة يجب ان تكون خلاقة، مبدعة، تنجب عمالقة اعلاميين يساهمون في اعادة صياغة وبناء الأوطان…
لذلك فأني ادعو نفسي وادعو كافة المؤسسات الإعلامية وخاصة الرقمية منها  ان تسعى وبالتعاون مع وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام ممثلا برئيسه الأستاذ عبد الهادي محفوظ  الى انشاء اكاديميات او ندوات اعلامية يحاضر فيها امثال الأستاذين نهاد حشيشو وغسان جواد من اجل تصويب البوصلة واعادة الإعلام الى الطريق القويم…
اننا وبكل اسف نرى كثرة المواقع المتزاحمة على اللاشيئ، ( كثرة الضجيج وقلة الحجيج)، والمنافسة الغير مقبولة في صناعة الخبر خاصة تلك التي توتر الأجواء وتزيد من الشحن الطائفي والمذهبي والمناطقي طمعا في تحقيق نسبة اعلى من المشاهدات، وهذا يقود الى الإنهيار الإعلامي الشامل تبعا لإنهيار الوطن… لذلك انصح نفسي وانصح الآخرين الى توخي الدقة في نقل الخبر ومقاطعة المعلومات مع اكثر من جهة حتى نوصل المتلقي الى الخبر اليقين. وكذلك انصح بالمواقع التخصصية بحيث لا تأتي كل المواد متشابهة في المواقع، من يفتح موقعا يرى نفس المعلومات في كل المواقع…
استاذ نهاد حشيشو، باختصار، تكريمك اليوم لم يكن عبثيا ولا فولوكلوريا انت بكل فخر تستحق التكريم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

زر الذهاب إلى الأعلى