بأقلامنا

“ظل المطر” يحتاج إلى عمل خارج النص الهجين والباهت الذي أضر القضية! بقلم// جهاد أيوب

بعد مشاهدتي (المكثفة) لمسلسل “ظل المطر”، استطيع أن اصنف النص الحوار السيناريو بالأسوأ، وغير صالح للعمل كما هو، ولا أدري كيف تمت قراءته من قبل المشرفين والمسؤولين وفيه الكثير من الاساءة للمقاومة وبيئتها، فالمبالغات، واللغة المباشرة تضر أكثر في حب القضية!
نص الدكتور فتح الله عمر لا يصلح لا من قريب ولا من بعيد للتنفيذ، مكتوب بأسلوب هجين لا علاقة له بالدراما، وكأن من صنعه لم يقدم العديد من الأعمال الناجحة من قبل!
رغم أن المسؤولية كمشاهد، وكناقد تقع على المخرج شادي زيدان، ولا يهمنا الاسباب والظروف التي سجنت العمل والتنفيذ، فما نراه نحكم عليه، ولكون المخرج سيد العمل!
الواجب بعد قراءة هكذا حوارات ركيكة ومزعجة بلغتها المباشرة، الواجب تحطيم هكذا نص، وإعادة ترميمه وصياغته من جديد، وإذا لا يوجد مختصين، لا بد من تأمين ورشة كتابة، أو سؤال أهل الاختصاص!
ما قرأناه عبر المشاهدة هو ما يهمنا، وعلى هذا الأساس يتم التقييم، أما أن يترك ما نفذ على حاله فهي مشكلة تؤكد أن هكذا دراما فقيرة لا تصلح للعرض!
في حال كان الإنتاج فقيراً، ولم يجد النص الصالح، عليه أن ينسحب من المنافسة، ومن المشاركة في الدراما الرمضانية، والكل يعلم أن عدونا أخذ في تقديم رسائل سياسية خطيرة بلغة فنية متمكنة!
الارتجال في الدراما اليوم غير مقبول، ولا تجوز في زمن اعتبار الدراما التلفزيونية هي البيان رقم واحد، وعلينا أن ندرك أن الفن مقاومة، والكلمة مقاومة، والدراما مقاومة، والموسيقى مقاومة، والتنفيذ مقاومة، والإنتاج المسؤول مقاومة، والإعلام مقاومة، والدراما هي إعلام العصر، ولا أحد يقول لنا أن اعلامه خارج المنافسة، فهذا لا يجوز في لغة المواجهة!
بالعادة مسلسلات “مركز بيروت للإنتاج” تهتم بالشارة التي تسبق المسلسل، وللحق غالبية أغاني شاراتهم كانت تردد بينما هنا رغم النص الشعري الجميل نجد النغمة الموسيقية لا تنسجم مع الكلمات الهادفة، وجعلت المؤدي يتوه خارج عنفوان الشعر الحماسي، لذلك جاء الاداء هادئاً، مربكاً، ونياً فلم نستيطع حفظ الأغنية الشارة كي نرددها، وللأمانة الغينا الصوت حتى تنتهي…من هنا ارتأينا أن المقبل في اللعبة الدرامية قد لا يطمئن!
واضح ان المخرج الشاب وكأول تجربة له عانى الكثير، ورضخ لتدخل هذا وذاك من الإنتاج حتى وصلت النتيجة إلى هذا الحال المؤسف، وفي النهاية هو بالصورة، والنقد سيوجه إليه!
اطلب من شادي أن لا يقبل بالتنازل بعد هذا العمل حتى لو جلس في منزله، إن العمل الدرامي فكرة، وقراءة معمقة للشخصيات في النص، ومن ثم سيناريو وحوار يخدما الفكرة، ورؤية مخرج استوعب العمل من كل جوانبه، أما إرضاء من لا علاقة له بالدراما، يصيب الدراما بالشلل، ويفقدانها القيمة والوعي…وأعطي خبزك للخباز لو غير كل النص!
المخرج شادي من الشباب المتعلم فن الإخراج، ولديه الكثير من التطلعات الهامة حول ذلك، ونأمل أن لا يعيش تبرير الخطأ حتى يتعلم من كيسه، ونأمل أن يكون قد ظلم في هذا العمل حتى لا يكون هو من ظلمنا، وعلى الجميع أن يدرك أننا لسنا في مختر كي تتعلموا فينا!
لفتني في العمل المليئ بالاخطاء البصرية، والدرامية، وبالملاحظات النقدية غير المبررة، وللأسف فيه ما لا يصلح للمنافسة ولا يتحمل النقد رغم الرسالة المقدسة التي أرادوا أن تصل، هنا علينا إدراك ان النوايا الحسنة لا تصنع الإبداع!
لفتني حتى الآن الفنان مهدي فخر الدين، لأول مرة أجده يتقن دوره بهذا الشكل، واكتشفنا طاقة تمثيلية جيدة، وكذلك أداء الممثل حسن حمدان رغم مشاهده القصيرة، لكن اللعب بالصوت، وانحناء الظهر وتقطيع النفس تفرض علينا احترام جهوده، وياليتهم تنبهوا لهذه الشخصية المركبة حيث تمثل غالبية اللبنانيين، واعطوها بطولة لكانت النتيجة مغايرة عن ثرثرات تكرر مفردات لا قيمة لها!
وأيضاً لفتتنب حتى الآن نيللي معتوق بدور الصهيونية الحاقدة، حيث تغرد باللهجة العبرية بإتقان !
العمل لم يستغل أسماء كبيرة، تتمتع بطاقات تمثيلية مهمة…للأسف وضعوها في قالب غير مقنع بتاتاً…!
“ظل المطر ” يحتاج إلى عمل، وتنفيذ درامي مغاير…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى